الأرمنية آزادوهي صاموئيل أول امرأة درست واعتلت المسرح العراقي

azaduhi

كتبت وداد ابراهيم  في (الصباح الجديد) مقالاً بعنوان (آزادوهي صاموئيل أول امرأة درست واعتلت المسرح العراقي) وأشارت الى أنه لا يخلو المسرح العراقي من الممثلين العالميين، ولا اقصد انه استقطب ممثلين من المسرح العالمي وانما صنع ممثليين عالميين باعمال عالمية وعراقية، وازادوهي صاموئيل واحدة من الممثلات العالميات في المسرح العراقي لانها اول امرأة عراقية تقف على المسرح العراقي وهي مازالت طالبة في المدرسة وأول طالبة في قسم المسرح في معهد الفنون الجميلة.

سارت في طريق الفن برحلة تصل الى 52 عاماً فكانت رائدة مبدعة عاشقة راهبة متفانية خلاقة مؤثرة وفاعلة ومتواصلة راهبة، سميت قديسة المسرح بعد ان حصدت جوائز وشهادات واسماء والقاب، تعد من الرعيل المسرحي الأول وهي الاكثر ثرائاً والاخطر اسلوباً واكثر المسرحيين شهرة، تكتنز ثقافة مسرحية وتاريخية واسعة وواعية.
ومن جراء ذلك كثيراً ما قامت بتصميم مظهر الشخصية التي تمثلها وهي تختلف عن ابناء جيلها الفنانات بانها متمكنة بصورة دقيق من الدور وهذه الميزة لا تكتسب الا بالثقافة المسرحية والمقارنة والمجاهدة بين الادوار والنصوص التي تقرأها ومع هذا كله فيجب ان نعدها من الجيل المسرحي الاول في العراق جيل الخمسينيات الذي اتخذ صفاته من صفات النهر العميق ,ومثلما نذكر في المسرح يوسف العاني فان ازادوهي ابنة المسرح العراقي ولم تغادر ولم تهاجر بل بقيت مع الخشبة مخلصة لها وللفن العراقي.

ولدت ازادوهي في منطقة رأس القرية في شارع الرشيد عام 1941 من عائلة ارمنية جاءت مهاجرة من تركيا في العشرينيات من القرن الماضي عاشت في عائلة فقيرة، حرص والدها على تعليم ابناءه فادخلهم مدارس انموذجية، فدرست الابتدائية في مدرسة الأرمن الغربية .

وفي المرحلة المتوسطة انتقلت عائلتها الى منطقة راغبة خاتون فاكملت دراستها في مدرسة الاعظمية، كانت الاكثر اجتهاداً في الحفظ ما ساعدها على ان تجسد مسرحية تاجر البندقية وباللغة الانتكليزية على مسرح المدرسة فاثارت اعجاب كل من تابع المسرح بما فيهم صديقتها شقيقة الفنان سامي عبد الحميد فعرضت عليها العمل في المسرح .
لم تكن ماقالته صديقتها مجرد اقتراح بل صار حقيقة لتذهب ازادوهي للتعرف على يوسف العاني لتمثل معه مسرحية (6 دراهم) ضمن فرقة المسرح الفني الحديث عام 1956شاركها التمثيل عبدالرحمن بهجت لتعرض على مسرح الملك فيصل (مسرح الشعب )حالياً شهد هذا العام وهذا المسرح ولادة اول ممثلة عراقية وكان العمل الذي كتبه يوسف العاني من الاعمال التي كانت اللبنة الاولى لمسرح عراقي جاد .

بعد هذا العمل شاركت ازادوهي في مسرحية (حرمل وحبة سودة) مع ليلى عثمان عام 1959وهي في الصف الثالث المتوسط وقدمت هذه المسرحية على مسرح الكلية الطبية الملكية في هذا الوقت كان الفن السينمائي ينعم بوجوه جديدة الا ان هذه الوجوه انشغلت عن المسرح هذا ماجعل ازادوهي تنفرد في الفن المسرحي .
خلال ثلاث سنوات من عام 1956-1959 بقيت فنانتنا هي الوحيدة التي تقدم اعمال على المسرح حتى جاءت للمسرح الفنانة زينب لتشاركها اعمالها المسرحية .

تخرجت ازاودوهي من معهد الفنون الجميلة لتعمل في النشاط المدرسي عام 1963 ,الا انها فصلت من العمل لاسباب سياسية لتنتقل للعمل في مهنة الحلاقة، لكن المسرح بقي ملازماً لها وعدت العمل المسرحي هو اساس حياتها فقدمت مسرحية فوانيس عام 1964 ومسرحية نسيمة عام 1965 ومسرحيات اخرى .اعيدت للعمل في النشاط المدرسي عام 1968لتبدأ رحلتها مع المسرح المدرسي وفي مدن ومسارح المحافظات ومن خلال النشاط المدرسي، فعملت في مدينة الرمادي ووقفت على المسرح في ما يقارب خمسة اعمال حين كان النشاط المدرسي يحتضن اعمال مسرحية لخريجي معهد الفنون الجميلة في الرمادي .

عادت الى بغداد حين كانت الفرقة القومية للتمثيل في بداية تكونيها فانتقلت اليها كممثلة مسرحية عام 1977 وقدمت اعمال مع كبار المسرحيين من مخرجين وممثلين وصناع المسرح العراقي وكتابه مثل محي الدين زنكنة وعادل كاظم، فوقفت في مايقارب اكثرب من 50 عملًا مسرحياً مع كبار المخرجين مثل جاسم العبودي وجعفر السعدي وسامي عبدالحميد وصلاح القصب .

في التسعينيات قدمت اعمال مع مسرحيين شباب مثل كاظم النصار وغانم حميد واحمد حسن موسى واخرين .
حصلت الفنانة على اكبر الشهادات في المسرح العراقي من خلال المهرجانات في الدول العربية، اخر اعمالها مسرحية ( نساء في الحرب) مع المخرج كاظم نصار وشاركت هذه المسرحية في اسبوع المدى الثقافي عام 2006 واخر عمل تلفزيوني لها مسلسل (اولاد الحاج) تأليف قحطان زغير، اخراج جمال عبد جاسم، قدم من الفضائيات العراقية عام 2005 ، في عام 2008 قدمت مشهد احتفاء بالفنان يوسف العاني على خشب المسرح الوطني.
هذه المبدعة تعرضت لوعكة صحة فشغلت الاوساط الفنية، ندعو لها بالصحة والعافية، وعلى المؤسسات الفنية والثقافية والنسوية ان ترعى هذه الفنانة كونها رافد فني عظيم صنعت شخصيات واسست لمسرح المرأة وعملت بجهد واجتهاد وتفاني كبير للمسرح العراقي لتكن احد رموز المسرح العراقي الكبير فعملت كأمرأة وانسانة ومثقفة لتضع لها بصمة مهمة في تاريخ وسفر المسرح العراقي تحية حب واعتزاز واكبار لك ازادوهي راهبة المسرح العراقي.

Share This