السمفونية الوطنية السورية تنشد وتعزف للموسيقار الأرمني كوميداس

4208-300x168 

توليفة عالية من التراتيل والمقطوعات الموسيقية أدتها الفرقة السمفونية الوطنية السورية للموسيقار الأرمني كوميداس الملقب بـ “الشهيد العبقري” حيث ترأس الفرقة لهذه الأمسية المايسترو ميساك باغبودريان الذي شاركته في أداء المقطوعات كل من سوزان حداد وغادة حرب ولونا محمد ومنار خويص وليفون عابجيان.

أتت هذه الأمسية التي حضرها وزير الثقافة عصام خليل بالتعاون مع مطرانية الأرمن الأرثوذوكس بدمشق وهيئة إحياء الذكرى المئوية للإبادة الأرمنية تحت شعار “أتذكر وأطالب” حيث شهد مسرح الدراما هذا المساء في دار الأوبرا احتفالية لافتة تضمنت برنامجا متنوعا قامت بأدائه مجموعة تراتيل من الليتورجيا الإلهية حسب طقوس الكنيسة الأرمنية.

الترتيلة الأولى جاءت بعنوان سر الأسرار كبداية للقداس الإلهي ودعوة إلى تمجيد المملكة الإلهية العليا سائلة الله أن يحفظ كنيسته والمؤمنين وإحلال السلام للبشرية جمعاء حيث أدى هذه المقطوعة منفردا الفنان ليفون عبجيان لتعقبها مقطوعة بعنوان المسيح ظهر فيما بيننا التي ترتل في وسط القداس الإلهي وتعتبر تحية سلام ومحبة ونبذ للعداء بين الناس. ترتيلة أخرى بعنوان “ارحم يارب” قدمها عبجيان أيضا لتليها ترتيلة بعنوان قدوس قدوس وهي نشيد ملائكي تردده الملائكة أمام عرش الله في حين جاءت ترتيلة مبارك الله والتي تقال قبل توزيع القربان المقدس لتليها مجموعة أغان ريفية للجوقة كان أبرزها أغنية المحراث وترتيلة أخرى بعنوان إنها تمطر إذ برزت في أداء الجوقة لهذه التراتيل قدرة صوتية لافتة وموهبة في إدارة ست عشرة حنجرة لمغنين ومغنيات الجوقة.

الحفل الذي حضره أيضا أرماش نالبنديان مطران الأرمن الأرثوذكس لأبرشية دمشق وتوابعها كان حافلا بمجموعة من الأغاني الأرمنية التي قام بتأليفها كوميداس حيث أتت أغنية شجرة المشمش وأغنية “أمشي أمشي” بأداء منفرد للفنان منار خويص في حين أدت الفنانة غادة حرب أغنيتين بعنوان يانازان أغنية الحجل وفيهما تجلت عمق المأساة الأرمنية بعد الإبادة التي تعرض لها الشعب الأرمني على يد العثمانيين عام 1915.

إضافة إلى أغنية ريفية وأغنية الربيع أدتها الفنانة سوزان حداد التي تألقت في غناء نشيد طائر الكركي من طبقة الألتو النسائي حيث تجسد في صوت المغنية السورية براعة وقدرة على إنشاد هذا النوع من الأغنيات التي تنتمي لموسيقا الشعوب.

الأمسية التي رافقها معرض للصور الضوئية في بهو الأوبرا شاهد فيها الجمهور فيلما وثائقيا من فكرة وإخراج آرتو نجريان حيث تابع الحضور باهتمام مراحل من حياة الشهيد العبقري والموسيقار الأرمني كوميداس ونقلت الصورة في هذا الفيلم برفقة صوت الراحل الكبير ملامح من شخصية هذا الفنان الذي كان تاجا مضيئا في الثقافة الأرمنية التي حاول العثمانيون إبادتها قبل أن يشرعوا بإبادة البشر والحجر.

يذكر أن الوسيقار الأرمني كوميداس لم يكن مجرد راهب فهو حالة فريدة لكونه راهبا وموسيقارا وفنانا ويعتبر أول من جمع ودون ودرس ونقح الأغاني والألحان التراثية والشعبية الأرمنية وقام بتدوينها وتوزيعها مجددا بطريقة عصرية إذ يعتبر الشهيد العبقري أول من خرج بالتراث الموسيقي الأرمني من حيزه المكاني منتقلا به إلى العالمية من خلال الغناء والأداء الموسيقي والمحاضرات التي قام بها وألقاها في العديد من العواصم الأوروبية وعلى الأخص في برلين وهو يعتبر شاهدا على الإبادة الجماعية التي تعرض لها الشعب الأرمني على يد الأتراك العثمانيين وأحد شهدائها القديسين.

سانا

Share This