ميدل ايست أونلاين: “إنبهار بتراث الأرمن الموسيقي في بيروت” فرقة (كوهار) تقدم الأعمال الأرمنية الوطنية والشعبية والعاطفية، وتنجح في افتكاك اعجاب الجمهور

 _210449_13g

بيروت – في برهان جلي على أن الألحان عابرة لحدود الزمان والمكان قوبل عرض لفرقة موسيقية سيمفونية يهدف إلى إحياء تراث الأرمن في قلب العاصمة اللبنانية بيروت بالتصفيق الطويل من الجمهور الذي ردد باقة من الأغاني تنوعت بين القديم والجديد.

وعلى مدى أكثر من ساعتين قدمت فرقة “كوهار” المكونة من 66 موسيقيا و14 راقصا و16 منشدا الأعمال الأرمنية الوطنية والشعبية والعاطفية إضافة إلى الأغاني الحديثة.

وتحولت مسرح “فورم بيروت” إلى جسر بين زمنين وغصت القاعة بألفي شخص تفاعلوا غناء مع برنامج شمل 34 أغنية أداها فنانون أرمن من بينهم فاردان باداليان وآليا تاشيجيان وهاسميك طوروصيان وماركار ييغيازيريان.

وتعالت صيحات التشجيع دعما للراقصات وأدائهن الذي وصفه المواطن روجيه مخايل (40 عاما) بأنه “مخملي. وكأنهن يعمن فوق مياه افتراضية”.

وقادت الفرقة عازفة البيانو ناتالي غالستيان التي أعطت مجالا واسعا لآلة “الدودوك” الأرمنية التراثية المزدوجة القصب والتي حضرت في مقطوعات عدة. وهي آلة نفخية مصنوعة من خشب المشمش.

كما كان لآلة الهارمونيكا النفخية دورها المحوري في معظم الأغاني. وقدم الحفل بأسلوب مسرحي مشوق الممثل الصامت هاملت شوباليان.

وتوزعت شاشات عملاقة في كل الزوايا وزينت مقدمة المسرح بالازهار وتوزعت التماثيل الخشبية في بعض الزوايا وامتدت المرايا على المدخل إضافة إلى سجادة حمراء تستقبل الحضور مما أعطى أجواء خاصة للحفل.

وعرضت الشاشات الخلفية العملاقة عشرات الصور التي تعكس معاني الأغاني فكانت الحقول المليئة بسنابل القمح واللوحات التي تبرز الحس الوطني والورود التي يهديها العاشق لمحبوبته والمسارح الأرمينية العريقة كما زينت مئات النجوم سقف المسرح.

وقال الشاب الأرميني ناريك آيانيان (20 عاما) في نهاية الحفل “أحاسيسي كانت مستيقظة كاملة وشعرت بعظمة شعبي وتفانيه ليبرز أفضل صورة ممكنة عن تقاليده وتراثه في كل البلدان”.

يشكل الأرمن إحدى أكبر الاقليات في لبنان حيث يقدر عددهم بعشرات الالاف ومعظمهم فروا إلى لبنان بعد حرب 1915 وأقاموا روابط متينة مع المسيحيين في لبنان.

وكان راعي الثقافة الأرمنية في لبنان هاروت خاتشاتوريان قد أسس الأوركسترا السيمفونية وفرقة انشاد عام 1997 ممولا كل نشاطاتها إحياء لذكرى والده آرام خاتشاتوريان وتحية لوالدته التي أطلق على الأوركسترا والجوقة اسمها “كوهار” الذي يعني في الأرمنية “الجوهرة”.

ومنذ ذلك الحين و”كوهار” تجول مختلف البلدان ومنها قبرص وأرمينيا وروسيا وأمريكا الشمالية ناشرة تراث الأرمن غناء وعزفا ورقصا.

وتستمر الحفلات في بيروت حتى الأول من نوفمبر/تشرين الثاني.

Share This