بمناسبة الذكرى المئوية للإبادة الأرمنية وضع صليب حجري في بكركي (لبنان)

12193862_1202145069812136_1924752895755150762_n (1) 

برعاية بطريركية الكنيسة الأنطاكية السريانية المارونية والبطريرك بشارة الراعي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للكنيسة المارونية أقيم يوم الخميس 5 تشرين الثاني، وبمناسبة الذكرى المئوية للابادة الأرمنية مراسم رسمية لوضع صليب حجري أرمني في باحة بطريركية الكنيسة المارونية في بكركي (لبنان) بمشاركة ممثلين عن الطوائف المسيحية.

وحضر مراسم الافتتاح الكاردينال بشارة الراعي، وكاثوليكوس الأرمن الأرثوذكس لبيت كيليكيا آرام الأول، والسفير الباباوي ، وممثلين عن هيئات سياسية وعسكرية وحزبية، ومفكرين أرمن وحضور غفير.

الكلمة الافتتاحية ألقاها إيلي أهوش الذي رحب بالحضور الى هذه المناسبة التاريخية وأشار الى أن الجميع يتمسك بالصليب ويتذكر بأن المسيحيين تسلقوا الصخر ليصلوا الى النور والماء مؤمنين بأن الله معهم.

ثم ألقت جولي خيرالله بوداكيان كلمة قيّمت فيها العلاقات الأخوية الأرمنية اللبنانية وأشارت الى أن الأرمن حين نجوا من المجازر لجأوا الى لبنان واجتهدوا وأصبح لهم دورهم في ازدهار لبنان وتطوره، ولفتت الى أن المتبرع سركيس بوداكيان تمنى أن يتم وضع هذا النصب الحجري في باحة البطريركية كعربون شكر الى الشعب اللبناني، وقالت بأن هذه الأمسية هي أفضل شاهد على التعايش السلمي والمحبة بين الشعب اللبناني، وأن الصيب الحجري هو شاهد على الايمان والخلود.

كما ألقى كاثوليكوس الأرمن الأرثوذكس لبيت كيليكيا آرام الأول كلمة ذكر فيها أن الصليب الحجري يرمز الى الأرمن ويعبر عن إرادة الأرمن والانتصار، معبراً عن تقديره الكبير لوضع الصليب الحجري في هذا المكان، كما شكر بطريركية الكنيسة المارونية لهذه المبادرة والحدث الاستثنائي.

ثم ألقت كريستين بابيكيان عساف كلمة قالت فيها “إن هذا الصليب الحجري سيكون الحارس الحجري للذاكرة الجماعية للشعب الأرمني، والرمز لتجذرهم في هذه الأرض، وسيعيد إحياء إيمان الشعب الأرمني بهذا البلد. فاختيار بكركي هو اختيار لقلعة المسيحية ليس فقط في لبنان بل في الشرق الأوسط فحسب، واختيار بكركي يعني اختيار الشعب اللبناني ورمز الوسطية والوحدة في الشرق، الذي يواجه مستقبلاً غير واضح وفي خطر بسبب التطرف”.

وقدمت جوقة القديسة رفقا بقيادة الأخت مارانا سعد عدة أغاني، منها أغنية “كيليكيا” التي حازت على تصفيق الجمهور بقوة.

وألقى عبدو لبكي كلمته وقال فيها إن الصليب الحجري يرمز الى عزيمة الأرمني وإيمانه القوي، وهو يؤكد بأن الحياة هي التي تنتصر دائماً. كما أشار الى الإبادة الثقافية التي تمت بحق الصلبان الحجرية في ناخيتشيفان، متطرقاً الى فن نحت الصلبان الحجرية وزخرفاتها، وأكد أن الصليب الحجري هو شاهد على نضال الشعب الأرمني وانتصاراته وثقافته وتاريخه.

وتحدث المطران كيغام خاتشيريان وشكر بطريركية الكنيسة المارونية لهذه المبادرة مؤكداً أن الصليب الحجري سيعزز وحدة الشعب اللبناني وسيكون مرحلة لتعزيز الايمان والنقاء.

كما ألقى محمد علي شمس الدين كلمة أشار فيها الى أنه يأت يمن الجنوب لحضور هذه المراسم وعلى كتفه الصليب، وقال إن وضع الصليب الحجري جاء احتراماً للشعب الأرمني وشجاعته، وألقى ترجمة قصيدة (الى شعبي) للشاعر الأرمني باريور سيفاك.

ثم ألقى غالب عبد الله غانم كلمته الذي اعتبر أن الصليب هو صوت العدالة، وهو صوت العدالة لملايين الشهداء الأرمن، فالصليب الحجري يأتي ليضيف قيمة أخرى على إرث وغنى بكركي.

ومن جهته قال البطريرك الماروني بشارة الراعي أن الصليب الحجري يتجسد في ثلاثة محاور: الايمان والمحور الكنسي والوطني. وأشار الى أن الشعب الأرمني معروف في لبنان على أنه مواطن مخلص ووفي، ويبذل جهده لتأمين عيشه والانخراط في ازدهار لبنان في كافة المجالات، وقال إن الأرمن بعملهم وكدهم وشجاعتهم استطاعوا إقامة دولة، وشكر في النهاية المتبرع سركيس بوداكيان وعائلته على وضع الصليب الحجري.

ثم تجمع الحضور حول الصليب الحجري في باحة البطريركية، وتليت الصلوات بالأرمنية من قبل المطران شاهي بانوسيان وبالعربية من قبل الأب كيفورك يغايان.

Share This