مزارات حلب الإسلامية …صفحات كتاب “تاريخ حلب “للأسقف أردافازت سورميان (14)

مزارات

الفصل الثاني عشر

مزارات حلب الإسلامية

كانت المزارات الإسلامية داخل وخارج حلب موجودة منذ أزمنة بعيدة سنذكر أهمها انطلاقاً من مذكرات ابن الشداد:

مزار علي بن أبي طالب – يقع في سوق الحدادين يحترمه التقاة كثيراً.

مزار Gavt  – يقع في باب العراق كما ذكر ابن العديم في تاريخه. وفي المزار كتابة يقال بأنها كتبت بيد علي بن أبي طالب. وGavt الذي كان ابن قاضي مصر زياد بن سليمان جاء إلى حلب بصحبة علي بن صالح. ويشير ياقوت الحموي والشيخ كامل الغزي في تاريخيهما إلى مكان المزار على الشكل التالي:((يقع المزار على الجهة الشرقية للمدرسة السلطانية وإلى الجنوب قليلاً وهو عبارة عن فسحة يقع المدفن على طرفها الجنوبي. وفي هذا المكان كان هناك عامود بقياس 1x  0,5 ذراع نُقش عليه اسم علي وعلى الطرف الشرقي من المزار مسجد صغير له محراب مبني بالحجر المنحوت. وكان المزار يغلق بباب بازلتي. وعندما قررت الحكومة التركية بناء قصر هدت المزار بالكامل في عام 1914. ويؤكد المؤرخون بأن الكتابة على العامود المذكور نقشها علي بن أبي طالب بسيفه. وبناء على ابن الشداد هناك رواية حول هذا العامود:عندما كان الأتابك زكي يتقدم نحو سوريا أصابته حمى شديدة استمرت حتى نهاية الليل فرأى زنكي في الليلة ذاتها حلماً قدم له علي علاجاً لمرضه وقاده إلى حجر يقع قربهما وكان يكتب عليه شيئاً. واستخدم الأتابك الدواء صباحاً ورغب بمعرفة قصة ذلك الحجر فأخبروه بأنه عند وصول علي إلى الرقة اشتكى إليه سكان المدينة من الأضرار الكبيرة التي لحقتهم من أعداد كبيرة من الأسود فاتجه علي إلى الحجر وكتب عليها شيئاً ووضعوه خارج المدينة.  فأمر الأتابك زنكي بجلب ذلك الحجر إلى حلب على ظهر جمل. وعند وصوله إلى حلب رغبوا بوضعه في القلعة ولكن الجمل توقف في حي المبلط وبرك على ركبتيه في بداية الشارع ولم يقف أبداً على الرغم من الضربات التي وجِّهت إليه. وأمام هذا الموقف أُكرهوا على إنزال الحجر من على سنامه وأمر الأتابك ببناء جامع في هذا المكان ووضع الحجر في إحدى حجراته.  وقد جرى ذلك في عام 1142.

جامع النوري – حسب ابن الشداد يقع الجامع قرب أحد أبراج باب قنسرين. في هذا المكان كان يصلي أبو نُمير أو عبد السلام بن عبد الرزاق الذي توفي عام 1034 م ويقع مدفنه خارج باب قنسرين تحت قلعة الشريف وقرب الخندق وكان مزاراً محترماً حتى الآونة الأخيرة. وبناء على بعض المؤرخين كان ابن النمير ناسكاً صالحاً. وعندما جاء الخادم فردوس لاحتلال حلب في عام 984م رأى الرسول r في منامه الذي كان يقول له مهدداً:هل ستستمر في احتلال هذه المدينة بينما هذا الإنسان معتقل في السجن ويسجد وهو واقف على ترس؟. وفي الوقت ذاته كان يشير إلى مكان وقوف أبي نمير في الجامع الذي يقع بين باب قنسرين وبرج غنّام الذي يسمى مشهد النور.  وفي الصباح علم امبراطور بيزنطة بالرواية فوجد ابن أبي نمير في المكان المشار إليه. وكان هذا هو السبب لرفع حصار حلب والابتعاد عنها.

جامع الشُعيبية – بناء على تأكيدات ابن الشداد هذا الجامع هو من أول المزارات التي شيدت في حلب في الاجتياح الأول للقوات العربية الإسلامية على المدينة وأن المسلمين فتحوا حلب عبر باب أنطاكية ووضعوا أسلحتهم في المكان الذي بني الجامع عليه(لذلك سمي أيضاً”بجامع التروس”-المترجم). وقد سمي الجامع في الفترة الأولى باسم عبد الحميد بن قطايري بن أبي الحسن ثم أعيدت تسميته بالشعيبية فقد كان ناسكاً وقاضياً أندلسياً. وكان نور الدين يبجّل هذا الجامع ويزوره كثيراً ومنح شعيب راتباً لتدريس الشريعة بناء على مدرسة الأمام الشافعي وخصص للجامع أوقافاً.

مقام إبراهيم – يقع في المقبرة الإسلامية بناء على ابن الشداد أيضاً ويسمى الباب الجنوبي للمدينة حتى يومنا باسمه ب”باب المقام”. وكانت المزارات التي ذكرناها حتى الآن تقع داخل المدينة وعلى الجهة الداخلية للسور عدا هذا المزار الذي بناء على أقوال ابن الخطيب يقع في المقبرة التي تقع على الجهة الجنوبية من المدينة. وهناك حجر أمام محراب مسجد هذا المقام جلس عليه إبراهيم حسب الرواية وحجر ثان تحت الرواق الجنوبي الذي يؤدي إلى الصخرة حيث قام إبراهيم حسب الرواية أيضاً بحلب نعاجه فتحول إلى مزار كبير.  ويستطرد قائلاً بأنه على الجهة الجنوبية من هذا الجامع تقع مقبرة دفن فيها العديد من الأئمة التقاة.

قبر موغريك – القاضي عبد الله بن حنفي الذي كان يعيش حياة نسك في الجامع الكبير كان قبره يقع على الجهة الشمالية لمقام إبراهيم باتجاه جدار باب قنسرين. وكان هذا القبر مزاراً يحظى باحترام كبير ولكن عندما أمر الغازي بتنظيف خندق حلب أمر بنقل القبر إلى سفح جبل الجوشن. ولا يزال المصلون يشيرون إلى المكان الذي كان يصلي فيه موغريك على الجهة الشمالية لرواق الجامع الكبير الغربي.

قبر كُليب التقي – بناء على تأكيد ابن الخطيب يقع هذا المزار خارج باب قنسرين وقرب حافة الخندق في حي الكلاسة وعلى الجهة اليمنى من الطريق المؤدية من الباب إلى فرن الكلس.

قبر بلال – بناء على رواية ابن الخطيب أيضاً يقع هذا المزار على تل خارج باب الأربعين. وتؤكد الرواية الشعبية بأن بلال بن رباح مؤذن الرسول دفن هنا ولكنه دفن في الحقيقة في مدينة دمشق. وتقع حول هذا المزار قبور عديدة لرجال دين عديدين كحافظ أبي الحسن وعلوان بن عبد الله والشيخ أبي الحسن علي والشريف عز الزمان والشيخ عبد الحق المغربي وغيرهم.

مزار الخضر – مزار قديم جداً يقال بأنه موجود قبل الإسلام بمئات السنين ويزوره مؤمنين عديدون.

مزار قرانبيا – شيد من قبل أقسنقر حاكم حلب وحدد له وقفاً وكان يُعرف قديماً ب “مسكن الأنبياء”.

مزار الضواية – مشهد قديم جداً يقع على الجهة الخارجية من باب النصر وكان مشهوراً بحجره فقد كان الزوار يرشونه بماء الورد وغيرها من الروائح الطيبة. والمزار يحترمه المسيحيون والمسلمون واليهود مؤكدين على وجود قبر أحد الأنبياء استناداً على كتابة يونانية على سور باب النصر. ويضع المؤرخ ياقوت الحموي المزار خارج باب اليهود وقرب الطريق.

مزار علي بن أبي طالب – يقع على الجهة الخارجية من باب الجنان وبالقرب منه تماماً. وبناء على تأكيد المؤرخ أبي الطيء كان المشهد في عام 1128م يقع قرب باب الجنان حيث يباع النبيذ. وكان بالقرب من باب الأربعين مشهد آخر ومشهد ثالث يدعى مشهد جوناس قرب جسر الرواس.

     على بعد حوالي 1,5كم عن حلب وعلى سفوح التلال المحاذية لطريق الأنصاري القريب هناك آبدتان يبعدان عن بعضهما بعضاً 300م تقريباً وهما “مشهد الحسين” و”مشهد الدكة” اللذين يحفظان ذكرى خلفاء الرسول محمد r ولهما خواص مشتركة عديدة.

مشهد الحسين – بناء على المؤرخ ابن الشداد شيد المزار في بداية القرن 13م بتبرعات سكان حلب ومبادرة الشيخ إبراهيم بن الشداد ثم أعيد بناء مدخله من قبل الرئيس سيف الدين طارق الباليسي المعروف بترميم الجبهة الأمامية لمدخل “الشيخ محسن”. وعندما صعد الملك العزيز على العرش استأذنه قاضي حلب بهاء الدين بن الخشاب لتشييد غرف قرب المشهد لمبيت زوار المشهد. إلا أن الأعمال الإنشائية توقفت في عام م1260م بسبب اجتياح المغول. وعندما استرجعت حلب أصلح السلطان بيبرس أقسام المشهد التي خربت وسرقت من قبل هؤلاء. ولا يذكر ابن الشحنة سبباً لبناء المشهد,لكن الشيخ كامل الغزي يقص هذه الرواية الشعبية في كتابه “نهر الذهب” الجزء-2 صفحة 280 قائلاً: ((يذكر يحيى بن أبي طيء في “تاريخه”بأن راعياً يدعى عبد الله قطن في حي المغاربة وكان يسوق ماعزه إلى المرعى يومياً. وفي يوم من الأيام وعندما كان الراعي نائماً على الموقع الذي بني فيه المشهد تراءى له في الحلم بأن رجلاً نصف عار خرج من شق التلة ومد يده إلى الراعي وأمسك بمعزة. فصاح الراعي:يا ألله! لماذا أخذت معزتي؟. فرد الرجل: قل لهؤلاء الناس أن يحفروا في هذا المكان ورمى المعزة في تلك الحفرة أمام نظرات الراعي الغاضبة. وعندما تمكن الراعي من انتشال المعزة من تحت التراب ظهر ينبوع ماء فعاد إلى المدينة ووقف أمام الباب الجنوبي للجامع الكبير وقص حول كل ما رآه. وقد اتجه بعض الحلبيين إلى مكان الماء ووجدوا بأن التربة قاسية لدرجة عدم تمكنهم من تفتيتها بسبب وجود منجم نحاس سابقاً لذلك شيدوا المشهد في هذا المكان)).  وعلى الرغم من التشويق في هذه الرواية ولكن ليس لها أية صلة بالحسين وخاصة أننا لا نجد اسمه بتاتاً. ومن المحتمل جداً تأسس المشهد في عام 962م وهذه الرواية وغيرها التي تبلورت حول جبل الجوشن كانت محببة لدى الشيعة الذين تغلغلوا إلى حلب التي كانت محكومة من قبل الأيوبيين. ويجب الإشارة أيضاً إلى وجود مزارات أخرى عائدة للطائفة العلوية عدا مشهد الدكة ومشهد الحسين منها مزار شيد على صخرة كبيرة عليها نقطة من دم رأس الشهيد الحسين المقطوع أثناء نقله إلى حلب. وهناك “المشهد الأحمر” الذي بني على هذا التل ومدفن بالقرب منه عليه أسماء الأئمة 12 كذلك فقرة من القرآن الكريم وكتابات أخرى أعيد تدوينها من قبل الشيخ محسن تمجد ذكرى أهل البيت زال معظمها. وتُقرأ العبارة التالية المكتوبة بالخط النقشي المملوكي: “اللهم صلي على محمد المصطفى”. وهناك كتابات خمس أخرى تبدأ بهذه العبارة تعود إلى هؤلاء الأئمة الذين صلوا وتابوا على هذه التلة ذاتها.  ومع ذلك مشهد الحسين مزار له احترامه الخاص. وقد منح السلطان صلاح الدين مبلغ 10,000 درهماً فضياً للحفاظ عليه وخصص الملك الظاهر عقاراً للمشهد يدر عليه إيراداً يصل إلى 6,000 درهماً لابتياع الحلوى بمناسبة العيد (عاشوراء-المترجم) بقسم من هذا المبلغ. وقد استمر السلطان بيبرس بهذه العادة وقبل نصف قرن قدم السلطان عبد الحميد هدايا ورمم المزار. وكانت جموع غفيرة من المؤمنين المسلمين الشيعة يجتمعون في عيد عاشوراء والمعراج ويصلون ويقرأون القرآن الكريم. ويعلم سكان حلب بأن جيوش الملك فيصل حولت المشهد مع الأسف إلى مستودع للأسلحة والذخيرة عام 1919 فقام السكان المسلمون في حلب بالهجوم على المشهد للحصول على السلاح بسبب دخول القوات الفرنسية إلى حلب وبسبب عدم الانتباه والفوضى انفجرت قنابل كبيرة عديدة مما أدى إلى سقوط عدد كبير من الضحايا وانهدام أقسام عديدة في المزار. وبسبب هذه الانفجارات الهائلة نجد اليوم بأن المزار شُق إلى قسمين وزال إيوانه والقسم العلوي من المدخل وسقطت معظم الأقواس. أما باقي الأقسام فإنها لحسن الطالع بقيت في حالة لا بأس بها لذلك يمكن التأكد من معالمها الأصلية السابقة. والمشهد هو عبارة عن كتلة ضخمة 80 x 40 م ولكن القسم الأكبر يتشكل من حجرات مبيت الحجاج التي ذكرها ابن الشحنة والتي كانت قد أضيفت على الجبهة الشرقية للصرح. وكان هذا القسم الأخير مزداناً بمحرابين:الأول منهما هو عبارة عن تجويفة في الجهة الشمالية والآخر على الطرف الجنوبي. ويقع الصحن في الوسط وشيدت حوله أقسام المشهد المختلفة ولا حاجة للتأكيد بأن جميعها في حالة نصف خراب كالمدخل الرئيسي على الجهة الغربية والجامع على الطرف الجنوبي والصالتين المعمدتين على الجهة الشمالية إلى جانب المراحيض والصهريج. وبعد التدقيق في أحجار المدخل الرئيسي التي تحولت إلى كومة على الموقع بسبب الانفجارات رأينا بأنها جهزت بفن هندسي رفيع وعلى الرغم من وضعها الحالي إلا أنها تقدم فكرة واضحة حول المدخل الرائع قبل انهدامه. ومنذ ربع قرن بقيت باحة المشهد المركزية مغطاة بأنقاض الأحجار السوداء والبيضاء ولم يبق منها سوى بعض الأحجار التزيينية. وكان الجامع مغطى بثلاث قبب والقبة في الوسط كانت الأجمل. وهناك قبة مشابهة على محراب الدكة أيضاً.

مشهد الدكة – تعرض لتغييرات عديدة ولم يبق من المشهد الأصلي الذي ابتناه سيف الدولة شيئاً.  والصرح بعناصره الحالية وزخارفه وجبهة صحنه الغربية يمكن إرجاعه إلى القرنين 12-13م. ومسقط المشهد بسيط جداً يتألف من باحة مركزية وجامع ورواق معمد على الجبهة الجنوبية وقاعة مزدانة بأعمدة وقاعة مدفن ومراحيض. ويبدو بأن الجبهة الغربية لم تحتو على إيوان.  والمدخل الرئيسي الجميل مبني بأحجار كلسية بيضاء وبازلت سوداء وهو على شكل نصف قبة. والرواق الشمالي المبني بين عامي 1234-1235م يُفتح نحو الصحن عن طريق ثلاثة أقواس. وهناك باب صغير على الزاوية الشمالية-الشرقية للباحة يؤدي إلى مراحيض . والصهريج هو مصدر المشهد الوحيد من المياه ويقع تحت أرضية الباحة. وهناك غرفة على زاوية الجبهة الغربية للصحن حافظت على شكلها الأصلي. وجامع المشهد ومحرابه بسيطان هندسياً جداً وجدرانهما مطليان بالكلس حالياً. ويرتبط الجامع بقاعة الدفن عن طريق ممر ضيق. وغرفة الدفن الكبيرة مربعة الشكل وتصل أبعادها الثلاث إلى 820x820x415 سم ومن المحتمل أعيد بناؤها أو ترميمها. والمدفن الذي يقع تحت القبة الجنوبية والمحفوظ في حالة جيدة هو من الخشب المحفور ويحتوي على نقوش وكتابات باللغة العربية طُمست مع الأسف في المدة الأخيرة بسبب صبغ المدفن بشكل سيء. وتصل أبعاد القبر إلى 216x89x89 سم دون حساب الأرجل على زواياه الأربع. وفن حفر هذا القبر يشبه كثيراً فن حفر خشبيات محراب جامع الحلوية(1245)وجامع الفردوس(القرن 13)خاصة. ومن المحتمل أن مشهد الدكة يعود بقدمه إلى هذا القرن أيضاً. ومن الواضح بأن مشهد الحسين ومشهد الدكة كمدفنين- مزارين يتطابقان كثيراً من حيث مسقطيهما وهندستهما لأنهما شيدا بأمر سيف الدين ومن قبل المهندس المعماري ذاته.  Syria, 1928,p. 320

      مشهد الدكة الذي يقع غربي حلب سمي كذلك لأنه يروى بأن سيف الدولة شيده على قمة تلة إلى جانب ساحة لسباق الخيل. ويروى أيضاً بأنه عندما كان جالساً على شرفة قصره في عام 962م لاحظ نزول هالة ضوئية على المشهد لعدة مرات. وعند الصباح اتجه الأمير شخصياً إلى المشهد وأمر بفتح القبر ووجد فيه حجرا كُتب عليه:”هذا قبر علي بن أبي طالب بن الحسين بن المحاسن” ثم جمع سيف الدولة جميع أقرباء علي وسألهم إنْ كان لهم ولد باسم الحسين فرد بعض هؤلاء عليه قائلين: ((لا علم لنا بذلك لكننا نعرف بأنه عندما كانت فاطمة ابنة الرسول r حاملاً قال لها الرسول:أنت تحملين صبياً في بطنك سيزين العالم)).

      رأى ابن أبي الطيء هذا المزار وأكد بأن أقسنقر أمر ببناء بركة ماء في عام 1089م على الطرف الجنوبي الخارجي للمزار ثم أجريت على المزار ترميمات وتحسينات عديدة لاحقاً. ويقال أيضاً بأن جثة أبي إبراهيم الممدوحي نُقلت من العراق إلى حلب ودُفنت في هذا المزار ووضع غطاء حجري كبير على قبره. وقد قام السلطان الغازي بإعادة بناء الجدار الجنوبي المنهدم. ومن أولى ممارسات المغول بعد احتلالهم لحلب نهب وسلب هذا المزار ونقل آنيته الفضية وسجادها وتخريب المدفن وتحطيم الأبواب. وعندما أعاد بيبرس السيطرة على المدينة أمر بترميم المشهد وعين له بواباً ومؤذناً ورجل دين.

دكة الشيخ محسن – مزار يقع على الطرف الجنوبي من جبل الجوشن قرب الياروقية ويقال بأنه يحتوي على مدفن عبد الله الأنصاري الذي بدوره تعرض لنهب وتخريبات المغول. وقد رمم في عهد الأمير سيف الدين في عام 1426م وتم توسيعه وتجميله بقبة وهو من المزارات المحترمة جداً من قبل زوار مسلمين عديدين.

المشهد الأحمر – بناء على تأكيد ابن الشداد يقع هذا المزار على قمة جبل الجوشن ويزوره الحلبيون آملين بالحصول على تمنياتهم. ويُعتقد بأن فاطمة ابنة الرسول r صلت في هذا الجامع.

مشهد علي بن أبي طالب – يقع على الضفة الغربية من نهر قويق ويقال بأنه بني في مكان خمّارة.

عدا هذه المدافن هناك مدافن أخرى عديدة داخل وخارج أسوار المدينة التي زال القسم الأكبر منها عبر القرون الطويلة لمختلف الأسباب.

  1. Sauvaget (Les Perles Choisies d’Ibn ach-Chihna) I, Beyrouth-1933,p. 78

ينفرد “ملحق أزتاك العربي للشؤون الأرمنية” بنشر صفحات كتاب “تاريخ حلبللأسقف أردافازت سورميان.

* من كتاب تاريخ حلب” للأسقف أردافازت سورميان، مطران الأرمن الأسبق في حلب، (1925 – 1940)، ترجمه عن الأرمنية الدكتور ألكسندر كشيشيان، عضو اتحاد الكتاب العرب وجمعية العاديات، حلب، 2006.

Share This