مصليات (مساجد صغيرة) حلب الإسلامية داخل وخارج السور…صفحات من كتاب “تاريخ حلب “للأسقف أردافازت سورميان (15)

ardavazt-sourmeyan-book-cover

الفصل الثالث عشر

مصليات (مساجد صغيرة) حلب الإسلامية داخل وخارج السور

        لتسهيل ظروف الصلاة الجماعية أوالمنفردة شيدت في جميع أنحاء العالم وفي جميع الديانات مصليات كبيرة وصغيرة. ومن الملاحظ أيضاً بأن الدين الإسلامي يهتم كثيراً بحاجات مؤمنيه الروحية لذلك لا يقوم المسلمون بتشييد الجوامع الباهرة الواسعة في الأحياء الرئيسية والساحات الكبيرة فحسب, بل يقدمون كل أنواع التسهيلات لتأدية المؤمن فرض الصلاة لخمس مرات يومياً إلى جانب فروض أخرى وذلك ببناء المساجد الصغيرة العملية في الأحياء والأسواق الأقل أهمية لتسهيل صلاة الظهر والمساء خاصة التي لا تبعد سوى خطوات قليلة عن حانوت الشخص أو مكان عمله أو مكتبه لوضع تقواه بشكل غير مباشر في المحك أمام الآخرين.  وانطلاقاً من هذا المبدأ خُصصت غرف في جميع مؤسسات ودوائر الدولة الكبيرة كي لا يبتعد الموظفون كثيراً عن مواقع عملهم. وهذا هو السبب الرئيسي لوجود هذا العدد الكبير جداً من المساجد مقارنة بعدد الجوامع الكبير منذ أزمنة بعيدة في القدم.

      يعدد ابن الشداد المؤرخ من القرن 14 م 200 مصلىً (مسجداً oratoire) في عهده في حلب عدا 17 جامعاً حديثاً داخل أسوار المدينة. وتُذكر بعض تلك المساجد باسم مؤسسها مثل:” مسجد الغازي” بناه السلطان الغازي عند تشييده للقصر العدلي و”مسجد إقبال الدولة” و”مسجد السيّدية” وهو مصلى ابنة وتّاد النُميري حيث دُفنت المؤسسة التي كانت زوجة نصيري بن محمود وشقيقة شبيبي و”مسجد حسام الدين محمود شحنة” و”مسجد علم الدين”.  وهناك أيضاً مساجد تدعى باسم الشوارع والأحياء التي تقع فيها مثل:”مسجد الباب الصغير” و”مسجد شطارة المعقلية” والمسجد الواقع تحت المدرسة الظاهرية قرب القلعة. ثم يعدد المؤرخ مساجد ضواحي حلب التي يصل عددها إلى 15 ولكن يبدو لنا بأن عددها كان أكبر. وإلى جانب تلك هناك 110 مسجداً في حاضر سليمان و168 مسجداً في الربيعة وجورة الجفّال و99 مسجداً في الظاهرية و13 مسجداً في بانقوسة و12 مسجداً في الهزّازة و11 مسجداً في القلعة بينها مسجد النور والخضر وغيرهما وبذلك وصل عددها داخل وخارج سور المدينة إلى 725 مسجداًعندما كتب ابن الشداد كتابه.     J. Sauvaget (Les Perles Choisies d’Ibn ach-Chihna) I, Beyrouth-1933, p. 96

 

ينفرد “ملحق أزتاك العربي للشؤون الأرمنية” بنشر صفحات كتاب “تاريخ حلبللأسقف أردافازت سورميان.

* من كتاب تاريخ حلب” للأسقف أردافازت سورميان، مطران الأرمن الأسبق في حلب، (1925 – 1940)، ترجمه عن الأرمنية الدكتور ألكسندر كشيشيان، عضو اتحاد الكتاب العرب وجمعية العاديات، حلب، 2006.

Share This