من أعلام الأرمن في مصر المملوكية محمد بن عبد الرزاق الأرمني المعروف بنقيب الجيوش

2170-532x400
ولد بين عامي 14021404م في القاهرة بناء على تغري بردي وشمس الدين عندما كان والده عبد الرزاق أحد أمراء الحُجّاب في بلاط الناصر فرج بن برقوق الذي تولى رئاسة الوزارة لـ 3 مرات. تلقى محمد تعليماً دينياً وترقى في وظائف الدولة حتى أصبح والي دمنهور وهي إحدى الوحدات الثمانية في البلاد والذي يتبوأ هذا المنصب كان يُمنح رتبة “أمير طبلخانة” أي بيت الطبل الذي يُطلق على فرقة الموسيقى العسكرية.

وقد أكد على ذلك تغري بردي والسخاوي في كتابه “الضوء اللامع لأهل القرن التاسع”. وكان محمد بن عبد الرزاق يرأس أيضاً 1,000 فارساً. عُزل عن المنصب بعد وفاة برسباي وعاد إلى وظائف الدولة في بداية سلطنة الملك الظاهر جقمق عام 1438م واستلم ولاية دمياط. عزله السلطان بعد 6 أشهر وأعاد تعيينه بصفة نقيب الجيش وأكد تغري بردي على ذلك في كتابه “المنهل الصافي والمستوفي بعد الوافي” قائلاً: قدم إلى القاهرة ودام بها إلى أن ولّي نقابة الجيش في أوائل الدولة الظاهرية جقمق..”. وكرر السخاوي التأكيد ذاته.

بيّن تقي الدين مقريزي قيمة هذا المنصب قائلاً: كانت هذه الرتبة من المناصب المهمة في الدولة التركية الجليلة يسهر على عرض الجنود ومعه يمشي النقباء وإذا طلب السلطان أو نائبه أو حاجب الحجاب أميراً أو جندياً، كان هو المخاطَب في الإرسال…وهو أيضاً الذي يمشي بالحراسة السلطانية في الموكب حالة السرحة (أي خروج السلطان للنزهة) وفي مدة السفر”.

إن المتأمل لمهام نقيب الجيش التي أثبتها المقريزي يمكن له أن يستنبط أن المهام كانت خليطاً من مهام كل من مدير شؤون الضباط ورئيس شؤون الأفراد وقائد الحرس الملكي بما يعادل الحرس الجمهوري حالياً. بسبب اعتلائه لجميع هذه المناصب المتنفذة دبت الغيرة في أنفس الجوار فانتشرت الشائعات حوله شأنه في ذلك شأن عشرات كبار المسؤولين في دولة المماليك فقام السلطان بحبسه في قلعة القاهرة وصادر أمواله ثم نُفي إلى قطيا في مصر أو القدس حسب آخرين لكن ساحته بُرئت ولم يلبث كثيراً حتى قفل راجعاً إلى القاهرة وعُين في منصبه السابق ثانية وظل فيه حتى آخر حياته حسب تأكيد المؤرخ السخاوي.

الكسندر كيشيشيان

Share This