الخرافات وطبيعتها لدى السكان المسلمين في حلب وجوارها …صفحات من كتاب “تاريخ حلب “للأسقف أردافازت سورميان (18)

ardavazt-sourmeyan-book-cover 

الفصل السابع عشر

الخرافات وطبيعتها لدى السكان المسلمين في حلب وجوارها

       تقول رواية لابن الشداد نقلها عن الأقدمين بأن حلب لم يكن فيها بعوض حتى جاء نور الدين الذي أمر بحفر خندق المدينة. وفي العام ذاته أيضاً تم حفر فتحة كبيرة في مغارة قرب قلعة الشريف فخرجت منها رفوف كبيرة من البعوض ومنذئذ ابتلت حلب بهذه الحشرة.

      هناك خرافة أخرى مرتبطة ببرج الحيات على باب الجنان. وبناء عليها يتعافى الإنسان من لدغة الحية في حلب بينما اللدغة تكون مميتة في بانقوسا.

      في قديم الزمان كان في جامع الأصفري عامود يشفي جموع كبيرة من مرض حصر البول ويكفي على الناس والحيوانات أن يدوروا حوله فقط. وقد زال هذا العامود منذ سنوات عديدة بسبب تحطمه.

     خرافة أخرى تقول أيضاً بأنه بعد حفر صهريج في الجامع الكبير وجدوا تمثال أسد من حجر البازلت له قاعدة يتجه بوجهه نحو الجنوب. ومنذ إزالة هذا التمثال ما انفك الجامع الكبير يتخرب بفعل الزلازل والحرائق. وقد جرت حادثة مماثلة في أيام ابن الشحنة في عهد أتابك الملك العزيز محمد المدعو طوغرول. تقول الرواية بأن الأتابك رغب بترميم أحد قصور القلعة والسكن فيها. وعندما كان العمال يحفرون أساسات البناء انتشلوا منها تمثال أسد بازلتي فسبب ذلك انهيار الجبهة الجنوبية للقلعة وتحول قسم منها إلى انقاض.

   هناك حجر أبيض عليه كتابة على جدار برج الشيخ شمس الدين داخل باب أنطاكية باتجاه الجلوم يروى بأن المصابين بالتواء الظهر يشفون من آفتهم بعد لمسه.

   نهاية هناك شارع على الجهة الجنوبية من سور باب أنطاكية يسمى “شارع الصقور” لأن مربي صقور حكام حلب كانوا يقيمون فيها. وكان في هذا الشارع حجر يقال بأنه يشفي مرضى الكلاوي من أمراضهم.

  1. Sauvaget (Les Perles Choisies d’Ibn ach-Chihna) I, Beyrouth-1933, p133

ينفرد “ملحق أزتاك العربي للشؤون الأرمنية” بنشر صفحات كتاب “تاريخ حلبللأسقف أردافازت سورميان.

* من كتاب تاريخ حلب” للأسقف أردافازت سورميان، مطران الأرمن الأسبق في حلب، (1925 – 1940)، ترجمه عن الأرمنية الدكتور ألكسندر كشيشيان، عضو اتحاد الكتاب العرب وجمعية العاديات، حلب، 2006.

Share This