ندوة بعنوان “إضاءات على تاريخ القضية الأرمنية” في دمشق…شارك فيها سفير أرمينيا أرشاك بولاديان وسمير تقي الدين

11003-660x330

سفير أرمينيا بدمشق: الحكومة التركية مستمرة في مشاريع أسلافها العثمانيين وتعمل على تزوير وتشويه حقائق الإبادة الأرمنية

حذر سفير جمهورية أرمينيا في دمشق آرشاك بولاديان من خطورة استمرارية المشروع الظالم الذي بدأه الطغاة الطورانيون العثمانيون قبل أكثر من مئة عام والرامي إلى استئصال الجذور التاريخية والحضارية والديموغرافية والجغرافية والإنسانية للشعب الأرمني.

وأشار السفير الأرميني خلال مشاركته بندوة أقيمت بدمشق في المركز الثقافي العربي بأبو رمانة بعنوان “إضاءات على تاريخ القضية الأرمنية” إلى أن جريمة الإبادة الأرمنية في الإمبراطورية العثمانية تعتبر عملية إبادة شنيعة وتهجيرا قسريا وإرهابا ضد شعب داخل وطنه مبينا أن السياسة الإجرامية الاستبدادية من قبل المحتل التركي العثماني أفقدت الشعب الأرمني أرضه ودولته وحضارته وانتشر الكثير من أبنائه في أنحاء الأرض حاملين معهم مأساة وآلام ضحاياهم وذكريات الوطن المنكوب.

ولفت السفير الأرميني إلى أنه بعد مئة عام على الجريمة الوحشية ما زالت حكومة تركيا بوصفها الوريث الشرعي للإمبراطورية العثمانية تتبنى سياسة إنكار الإبادة الأرمنية وتحاول بكل الوسائل المتاحة عدم تدويلها محذرا من مخاطر ما تقوم به الحكومة التركية الحالية لتزوير وتشويه الحقائق التاريخية عبر تقديمها بمرآة ملتوية للمجتمع الدولي كحرب أهلية إبان الحرب العالمية الأولى.

وشدد السفير الأرمني على أنه رغم المحاولات التركية لا تزال المأساة الفظيعة التي ذهب ضحيتها زهاء مليون ونصف المليون شخص أرمني ما بين عامي 1915 و1923 فإنها لا تزال تنتقل بكل حجمها وعمقها من جيل لآخر وتترك في نفس ومصير كل فرد أرمني ارثا معنويا وثقافيا وسياسا مدمرا.

واعتبر السفير بولاديان أن الإبادة الأرمنية تشكل “العار الأكبر على البشرية المتحضرة” مبينا أنه بفضل الجهود المتكاملة والمنسقة أصبحت هذه الجريمة العظمى موضوع نقاش دولي يبعث التفاؤل بخلق مدافعين جدد عن القضية الأرمنية ويدينون عاجلا أم آجلا جريمة الإبادة ما يرغم تركيا على مراجعة ماضيها الدامي وتصحيح تاريخها والتخلص من خطايا الأسلاف الفظيعة.

واستعرض السفير الأرميني في محاضرته مراحل الإبادة الأرمنية والمآسي التي تعرض لها الشعب الأرميني من قبل الإمبراطورية العثمانية وتخاذل المواقف الدولية التي تغاضت عن العمليات الإجرامية للعثمانيين ما شجعهم على التمادي في جرائمهم.

ولفت السفير الأرميني إلى أن العثمانيين قتلوا رجال الدين واستولوا على آلاف الكنائس والاديرة وأتلفوا بوحشية ألاف الكنوز التي تعود إلى القرون الوسطى مثل المخطوطات وغيرها.

وأوضح السفير بولاديان أن سورية وشعبها الطيب كانت الملاذ الأمن للشعب الأرميني في تلك الأيام العصيبة حيث احتضنت الكثير من الناجين وقدمت لهم الأمن والأمان ووفرت لهم لقمة العيش الكريمة قبل أن يختلطوا على مر السنين في فسيفساء المجتمع السوري.

وختم السفير الأرميني محاضرته بتوجيه الشكر للشعب السوري بأخلص تعابير الامتنان لمعاملته الإنسانية معربا عن أمنياته بعودة الأمن والأمان والاستقرار لسورية ولشعبها والتغلب على الأزمة الراهنة.

من جانبه أشار الباحث في القضايا الأرمنية رياض تقي الدين في مداخلته إلى أن سورية وأرمينيا توءمان ولدا في أزمنة مختلفة وإن إكرام الضيف سمة مشتركة بين الشعبين مشيرا إلى أن حقد ومطامع الآخرين بلاء مشترك وخيانة الحلفاء أمر تكرر على الشعبين.

وأضاف الآن تمر الذكرى ما بعد المئوية لمذابح الأرمن على يد الحكومة العثمانية الغاشمة والتي أزهقت فيها أرواح الشعب الأرمني بدون رحمة رجالا ونساء وأطفالا وشيوخا واليوم يعيد التاريخ نفسه لتقوم حكومة تركيا الحديثة بتكرار أفعال أسلافها ضد الشعب السوري بدون هوادة أو رحمة أو اعتبار للقيم الإنسانية وحسن الجوار.

وتخلل الندوة عرض فيلم قصير مدته ست دقائق بين حضارة وعراقة أرمينيا وطبيعتها الخلابة وحدائقها وشوارعها الجميلة حيث يصفها التاريخيون بأنها جنة الله على الأرض مرافق بلحن أرمني حزين يعكس طبيعة الظروف الصعبة التي مر بها الشعب الأرمني آنذاك.

واختتمت الندوة بقصيدة شعرية بعنوان ترانيم أرمنية.

وقال مطران أبرشية دمشق وتوابعها للأرمن الكاثوليك جوزيف أرناؤوطي في تصريح لـ سانا على هامش الندوة إن الإبادة الأرمنية راح ضحيتها مليون ونصف مليون مواطن أرمني وسرياني كلداني على يد العثمانيين وكلهم كانوا مواطنين مخلصين لوطنهم من أدباء ومفكرين ومثقفين. وأضاف إن لسورية فضلا كبيرا في احتضان الشعب الأرمني المهجر وهي دائما بلد مضياف موضحا أن الذي جرى عبر التاريخ يتكرر اليوم بحق الشعب السوري من قبل الإرهابيين الذين تدعمهم تركيا (سانا).

4225-300x168

Share This