مشروع ومراحل إبادة الأرمن في الأمبراطورية العثمانية

cardess1

البروفيسور الدكتور آرشاك بولاديان

وفق معاهدة برلين جرت خلال حوالي ثلاثين عاما المحادثات بين السلطات التركية من جهة والقوى الأوروبية العظمى من جهة أخرى والتي كانت تهدف إلى الحصول على منافع اقتصادية وسياسية بدلاً من الدفاع عن الأرمن وقضيتهم. أدت تلك المراوغات العثمانية والأوروبية إلى توجه الأرمن إلى الثقة بالنفس والانخراط في المسار الثوري لحل قضيتهم بعد فشل تسويتها سلمياً. وبذلك تبلورت القوى الأرمنية منذ ثمانينيات القرن التاسع عشر في هياكل حزبية ثورية سرية وعلنية جيشت قواها داخلياً وخارجياً لمزاولة ممارستها الدعائية والثورية. ومع تنامي المد الثوري للأرمن انتهجت الحكومة التركية سياسة قمعية إجرامية جديدة غدت آلية رسمية للتخلص من العنصر الأرمني بالسيف والنار وتفتيته في المناطق الأرمنية1.

من هذه الحقبة بدأت جذور المسألة الارمنية في الظهور تحت عنوان إبعاد الشعب الأرمني عن أرضه في أرمينيا الغربية قتلاً وتهجيراً. وقد تم ذلك عبر ثلاث مراحل على امتداد الإمبراطورية العثمانية وهي:

-مرحلة السلطان عبد الحميد الثاني (1876-1908)

-مرحلة حزب الاتحاد والترقي (1909-1918)

-مرحلة تركيا الكمالية نسبة إلى مصطفى كمال أتاتورك (1919-1923)

وبهذا الصدد تجب الإشارة الى إن مشروع إبادة الأرمن تبلور في عام 1884 على يد كبير وزراء الامبراطورية العثمانية سعيد كوتشوك باشا، والذي بات بعد ذلك منهجاً أساسياً لسياسة السلطان الأحمر عبد الحميد الثاني2، الذي لم يشأ تكرار ما حدث في القطاع الغربي من الأمبراطورية العثمانية، حيث انتزعت عدة شعوب أوروربية مثل بلغاريا، رومانيا، صربيا وغيرها من الشعوب البلقانية استقلالها. ومنذ تسعينيات القرن التاسع عشر، تعرض الأرمن في الإمبراطورية العثمانية لمجازر جماعية ذهب ضحيتها 300 ألف شخص فقط في الفترة ما بين 1894-18963، واعتنق الإسلام بالقوة نحو 100 الف شخص وما يقارب هذا العدد أجبروا على مغادرة وطنهم الأم.

ولعل ميوعة الموقف الدولي آنذاك قد ساهمت في انجاح هذه العمليات الإجرامية من قبل السلطات التركية. واضطر الأرمن الثوريين الى تعديل استراتيجيتهم وتحالفوا مع جمعية »الاتحاد والترقي« بغية اسقاط النظام الحميدي وهو ما نجحوا فيه فعلياً إثر انقلاب 24 تموز 1908. وبذا، أسدل الستار على المرحلة الحميدية الأولى من القضية الأرمنية لتبدأ المرحلة الثانية الأكثر زخماً بصعود نجم حزب »الاتحاد والترقي« ذو النزعة العنصرية الطورانية المتطرفة4.

وهكذا جاء قادة حزب “الاتحاد والترقي” (المعروفون في التاريخ بلقب الأتراك الشباب) ليحلوا محل السلطان عبد الحميد الثاني، وبالتالي ورثوا صيغة معالجة القضية الأرمنية على المنوال نفسه واعتبروها المبدأ الأهم في سياسة حكومتهم5.

قبل الوصول إلى زمام الحكم، بذل الأتراك الشباب الكثير من الوعود بشأن المساواة والعدالة والديمقراطية وغيرها وتحقيق اصلاحات جذرية في البلاد. وبهذه الخدعة حاولوا استقطاب الفئات المناضلة ضد الحكم الحميدي وخاصة الأرمن. ولكن بقيت كل هذه الوعود حبراً على ورق ولم يتغيير أي شيء في الامبراطورية.

بعد فشل سياسة السلطان عبد الحميد الثاني الهادفة للإبادة التامة لأرمن الامبراطورية جراء ضعف نظامه تدريجياً والتناقضات في العلاقات السياسية والاجتماعية والقومية وضياع بعض المقاطعات الأوروربية والأفريقية، قرر حزب الاتحاد والترقي نهائياً بدءا من عام 1910 وخلال اجتماعاته السرية في السنوات اللاحقة متابعة سياسة السلطان عبد الحميد وحل »القضية الأرمنية« بكل الوسائل المطلوبة. وأصبح التخلص من الأرمن بالنسبة للحزب ضرورة سياسية بقدر ما هي اقتصادية وعرقية ودينية.

ورأى الحكام الاتحادييون في وجود الشعب الأرمني عقبة أمام مشروعهم الهادف إلى الهيمنة ليس في داخل الامبراطورية، بل وخارجها وامتدادها نحو الشرق والقوقاز وآسيا.

في عام 1913 قام الثلاثي محمد طلعت واسماعيل أنور وأحمد جمال بانقلاب عسكري سيطروا بنتيجته على الحكومة وأخذوا بممارسة الديكتاتورية، إضافة إلى تخطيط المستقبل على أساس توحيد الشعوب التركية وتوسيع حدود الامبراطورية شرقاً عبر القوقاز وصولاً إلى آسيا الوسطى وخلق دولة تركية جديدة كأرض طورانية عظيمة أبدية6.

في مثل هذه الأجواء اقتربت الحرب العالمية الأولى والتي اندلعت نيرانها في أوائل آب عام 1914، مما جعل الدول الأوروبية تسعى لكسب تركيا إلى جانبها. والتي دخلت الحرب في شهر تشرين الثاني عام 1914 إلى جانب قوات المحور الآخر المانيا، النمسا والمجر.

في شهر شباط عام 1915 عقدت اللجنة المركزية لحزب الاتحاد والترقي اجتماعاً سرياً بمشاركة طلعت باشا وحضور أنور باشا وبهاء الدين شاكر وناظم باشا وأحمد أوغلي. واتخذ في هذا الاجتماع قرار ظالمً ضد الشعب الأرمني يقضي بإبادته كاملاً وإزالة الاسم الأرمني من الوجود.ووقعت مهمة تنفيذ هذا القرار على عاتق الدرك والشرطة والعصابات والتشكيلات المخصوصة أو الفرق الخاصة والمؤلفة من عشرات الآلاف من المجرمين المحترفين. وقررت الحكومة الاتحادية في شهر آذار 1915 تدمير المراكز الأساسية للمقاومة الأرمنية في زيتون ووان (فان)وفي الثامن من شهر نيسان عام 1915 صدر مرسوم حكومي يقضي بترحيل الأرمن العائشين في كنف الامبراطورية على النحو التالي:

-اعتقال كبار الزعماء الأرمن من مفكرين، سياسيين، أدباء والخ في القسطنطينية (الآستانة).

-نزع جميع أنواع الأسلحة المتوفرة لدى الأرمن.

-بدء عمليات القتل والنفي والترحيل بالقوة من كل المناطق الأرمنية7.

وفق جدول زمني تمت بموجبه عمليات إخلاء المناطق الأرمنية: كيليكيا، أرضروم، طرابزون، بدليس، خربوط، سيواس، الرها، عنتاب، إزمير، الآستانة وغيرها من السكان الأرمن. وفي مساء 24 نيسان عام 1915 تم اعتقال المئات من النخبة المثقفة من الأرمن من سياسيين وكتاب وشعراء وفنانين ومحاميين وصحافيين واقتصاديين ومدراء المدارس وغيرهم، وتم قتلهم بأقصى وحشية.

كانت هذه العملية إشارة الى بدء المخطط المرسوم بشأن إبادة الأرمن من قبل الحزب الحاكم في الأمبراطورية العثمانية.

وتنفيذاً لهذا المخطط ومنذ أيار عام 1915 استمرت عمليات النفي والقتل وإحراق البيوت والنهب والسلب والاغتصاب والتذليل في جميع الولايات الأرمنية ابتداء من مرعش وآضنة ووان وموش وصاصون وأرضروم وخربوط وطرابزون وسيواس ودياربكر وماردين وأنقرة والآستانة وغيرها من سائر المدن والقرى8. فمن المعلوم أن ترحيل الأرمن قسرياً من الولايات المذكورة ونفيهم إلى المناطق وتفتيتهم كان يجري بذريعة حماية المدنيين والقوات العثمانية من خيانة متوقعة من طرف الأرمن الموالين للروس. ونفذت هذه العمليات على مرحلتين: أولاً قتل كل الرجال الأكفاء، و ثانياً نفي الباقين. ولم يكن الفصل الثاني سوى برنامج الإبادة9.

وردت ردود الفعل الدولية بخصوص الإبادة الجماعية الوحشية التي نفذتها الإمبراطورية في أرمينيا الغربية، عبر بيان مشترك لفرنسا وروسيا وبريطانيا في 24 ايار 1915، يصف فيه أن ما حدث للشعب الأرمني هو جريمة ضد الإنسانية، وأدانوا الحكومة التركية واعتبروها المسؤولة عن هذه الجريمة النكراء10.

ولنهاية شهر تموز عام 1915 تم تهجير الأرمن وإبادتهم على قدم وساق، ولم يبق احد في تلك الولايات التي كانت أوروبا تطالب السلطة العثمانية دوماً بإجراء الاصلاحات فيها. وبذلك نجح الاتحاديون بأفظع السبل البربرية في تصفية السكان الأرمن من أراضيهم التاريخية التي قطنوها آلاف السنين.

في الحادي والثلاثين من آب عام 1915 أعلن طلعت باشا امام الدبلوماسيين الأجانب بكل وقاحة: الآن لم تعد هناك مسألة أرمنية لأن تركيا أنجزت مهمتها بشكل عام وذلك بتجريد أرمينيا الغربية وكيليكيا والأناضول الغربي من سكانها الأرمن وبقتل معظمهم، أما ما تبقى منهم أحياء فالقضاء عليهم أمر يسير للغاية، إذ بالإمكان إبادتهم في الصحراء شيئاً فشيئاً. وبذلك أكون قد حققت خلال ثلاثة أشهر ما حققه السلطان عبد الحميد الثاني خلال ثلاثين عاماً11. وتابع قادة حزب الاتحاد والترقي عملياتهم الاجرامية خلال عشر سنوات (1908-1918) مما يؤكد بأنهم حققوا طموحات أسلافهم العثمانيين عبر التاريخ.

ويكمن أساس هذه المآساة في تبني الاتحاديين المتعصبين قومية متطرفة، ليس في خيانة الأرمن كما أدعت السلطات العثمانية. فالحقيقة أن التخلص من الأرمن كان سيجنب الحكومة التركية التدخلات الأوروبية المستمرة وسيزيل العقبة الرئيسية بين الأتراك العثمانيين والشعوب التركية الأخرى فيما وراء القوقاز وبحر قزوين، ويمهد السبيل لملكية جديدة أمام أبطال الطورانية12.

دخلت الإبادة الأرمنية المرحلة الثالثة والأخيرة (1918-1923) بعد هزيمة تركيا في الحرب العالمية الأولى وظهور الكماليين بقيادة مصطفى كمال أتاتورك مؤسس الدولة التركية الحالية. بعد إنجاز الشطر الأكبر من إتلاف الأرمن في الامبراطورية العثمانية من قبل الاتحاديين تبنى الكماليون مشروع إقامة »وطن قومي لا يقبل التجزئة« والذي كان يدل على رفض قيام دولة أرمنية في شرق الأناضول في الولايات الأرمنية وكيليكيا. بعد تصفية الولايات الست الأرمنية من سكانها الأصليين شن الكماليون هحوما كبيرا على مقاطعة كيليكيا وبدأوا بتطهيرها تحت أنظار وصمت فرنسا والدول العظمى من السكان الأرمن جراء عمليات قتل وتدمير في المدن والقرى. وبين أعوام 1920-1923 تم ارتكاب مجازر جديدة على يد الكماليين الجدد راح ضحيتها عشرات الآلاف من الأرمن في كيليكيا والآستانة وإزمير وغيرها.

في آب 1920 نجحت الدبلوماسية الأوروبية في أن تجبر الآستانة على قبول معاهدة سيفر التي كانت تخطط دولة أناضولية صغيرة محصورة بين بلدين ما تزال حدودهما غير مرسومة وهما أرمينيا واليونان. ولهدف إسقاط معاهدة سيفر وتجنب التهديد الذي كانت تشكله »أرمينيا المستقلة«خرقت القوات التركية في أواخر أيلول 1920 بأوامر من مصطفى كمال حدود أرمينيا الشرقية (أو الروسية) في القوقاز13، وتم إرغام حكومتها عن التخلي عن شروط معاهدة سيفر.

وفي النهاية وقعت معاهدة لوزان في 24 تموز عام 1923 بشكل يتماشى مع أماني الأتراك القوميين. ووفق هذه المعاهدة الجديدة اعترفت لتركيا بحدود مستقرة تستوعب تراقياً الشرقية والأراضي المتنازع عليها في الأاناضول، إقليم إزمير، كيليكيا، ساحل البحر الأسود والولايات الأرمنية وغيرها14. واغفلت معاهدة لوزان ذكر أي حقوق للشعب الأرمني ولم تذكر كلمتا »أرمينيا« أو »الأرمن«، وضمت بنودا عامة حول ضرورة عدم اضطهاد الأقليات الغير مسلمة. وهكذا اختطفت أرمينيا الغربية نهائياً وفق هذه المعاهدة، وبذلك عبرت عن الاستهتار العالمي إزاء القضية الأرمنية ورسخت أسس الجمهورية التركية على حساب الأرمن خلال إبادتهم وتهجيرهم القسري.

إن الإبادة الجماعية الأرمنية التي تمت من قبل الأتراك للشعب الأرمني هي بالحقيقة التحدي الأكبر لهم. حيث حملت المجازر التي نظَمتها الإمبراطورية العثمانية الدمار الرهيب والهلاك إلى أن وصل الحال للإبادة الجماعية. وساعدت فوضى الحرب العالمية الأولى، كما رأينا، بتحقيق هذه الإبادة بأفظع الطرق الوحشية بحق شعب عاش عبر التاريخ بسلام في هذه المنطقة. لكن الأتراك لم يكتفوا بإبادة السكان الأرمن فقط، بل طالت جريمتهم الصروح الروحية والثقافية للشعب الأرمني الذي ابتكر حضارته خلال عصور عديدة.

كما قتل العثمانيون رجال الدين واستولوا على الآلاف من الكنائس والأديرة المتواجدة على أرض الامبراطورية، واتلفوا بوحشية الآلاف من الكنوز التي تعود إلى القرون الوسطى مثل المخطوطات وغيرها. واستمرت هذه السياسة الوحشية للأتراك الشباب ضد التراث التاريخي والثقافي للشعب الأرمني في عهد الجمهورية التركية أيضاً.

في خريف عام 2000 اتخذ في جلسة مجلس الأمن القومي التركي قرار هام اعتبر قضية الإبادة الأرمنية من أولويات الأمن القومي وأحد العوامل الهامة للسياسة الخارجية. كما اشتدت وتيرة محاولات التصدي من الجانب التركي للتسونامي الأرمني منذ الذكرى ال 90 للإبادة الأرمنية في عام 2005، ووجهت عملية إنكار ونفي الإبادة الأرمنية بشكل خاص إلى العالم الخارجي. هذه الأفعال حسب وصف الاختصاصيين تهدف لحفظ الصورة المتحضرة المزعومة لتركيا، لكن في الآونة الأخيرة بفضل عدد من المثقفين الأتراك أمثال تانر أكتشام، أورهان باموك، وباسكن أوراني وغيرهم أصبح في الأوساط التي تمثل الرأي الرسمي التركي نقاد جديون يناقشون قضية الإبادة الأرمنية15.

يسند المؤرخون الأتراك والأجانب جذور الإنكار إلى ذاتية القومية التركية وميزات نشأة الجمهورية التركية، وفي اعتقادهم أن كمال أتاتورك، مؤسس الجمهورية التركية، حاول في عشرينيات القرن المنصرم تقديم بلاده كحكومة جديدة تخلصت من الماضي وبدأت من الصفر. لكن الأساس في هذا التأويل الكمالي للذاتية التركية تجاهل لطبيعة التسلسل التاريخي واعتبار إنشاء الدولة انتصاراً للصراع ضد الأمبريالية، في حين، (ووفق تانر أكتشام نفسه)، بنيت تلك الدولة نتيجة حتمية للقضاء على المواطنين في الامبراطورية من الأرمن واليونان16.

مقتطف من كتاب شهود عيان عن الإبادة الأرمنية في الإمبراطورية العثمانية (مجموعة وثائق) بمناسبة ذكرى مرور مئة سنة على الإبادة الأرمنية (1915-2015)”، إعداد وإشراف ودراسة: البروفيسور الدكتور آرشاك بولاديان، دمشق-2014، حيث ينفرد موقع أزتاك العربي للشؤون الأرمنيةبنشر مقتطفات منه.

1 محمد رفعت الإمام، القضية الأرمنية.

2ن. هوفهانيسيان، دراسة وتقييم أسباب الإبادة للأرمن في التاريخ العربي المعاصر، يريفان، 1996، ص3 (باللغة الأرمنية).

3الإبادة الأرمنية في الامبراطورية العثمانية، مجموعة مواد ووثائق، مراجعة مكرديتش نرسيسيان، يريفان، 1991، ص3 (باللغة الأرمنية).

4 محمد رفعت الإمام، القضية الأرمنية.

5ن. هوفهانيسيان، دراسة وتقييم أسباب الإبادة للأرمن، ص3.

6 سمير عربش، 2015 مئوية الإبادة الأرمنية، دمشق 2014، ص34-35.

7 نفس المصدر، ص36.

8 نفس المصدر، ص37.

9 محمد رفعت الإمام، القضية الأرمنية.

10موقع الإبادة الأرمنية (باللغة الأرمنية).

11 سمير عربش، نفس المصدر، ص 40-41، انظر أيضاً المستندات الألمانية والنمساوية الرسمية عن المجازر الأرمنية، ترجمة الكسندر كشيشيان، حلب، 1997.

12 محمد رفعت الإمام، القضية الأرمنية

13 محمد رفعت الإمام، نفس المصدر.

14 نفس المصدر.

15آ. هوفهانيسيان، إنكار الإبادة الأرمنية. دراسات تركية وعثمانية، المجلد الرابع، يريفان 2006، ص124 (باللغة الارمنية).

16نفس المصدر.

Share This