إهانة تركية جديدة لضحايا الإبادة الأرمنية

تناقلت الصحف التركية والأرمنية خبراً مفاده أن تسعة صحفيين وكتاب أرمن من ضحايا الإبادة الأرمنية أدرجوا ضمن قائمة “الصحفيين الذين قتلوا في تركيا”.

وجاء هذا على خلفية ما أورده موقع “كازيتاجيلار” التركي بأن “اتحاد الصحفيين المعاصرين في تركيا” أدرج ضمن قائمة الصحفيين الذين قتلوا في تركيا تسع شخصيات أرمنية تم تصفيتها عام 1915، ومن بينهم كتاب وصحفيين أمثال: روبين زارتاريان وصيامانطو ويروخان وأرمين توريان وكريكور زوهراب وروبين سيفاك وتانييل فاروجان وغيرهم. وكانت القائمة تضم حتى الآن اسم صحفي أرمني واحد فقط هو هرانت دينك.

وسأل روبير كوبتاش رئيس تحرير الاسبوعية “أكوس” “متى سيذكر “اتحاد الصحفيين في تركيا” الصحفيين الأرمن الذين قتلوا في عام 1915؟”.

وأشار كوبتاش أن “اتحاد الصحفيين في تركيا” و”اتحاد الصحفيين المعاصرين في تركيا” يقدمون معلومات عن 60 صحفياً قتلوا في تركيا بين الأعوام 1905 و2009، دون ذكر 22 صحفياً أرمنياً قتلوا في تلك الفترة.

أما الصحافة التركية وعلى وجه التحديد صحيفة “حرييت” اليومية فقد صنفت هؤلاء المفكرون الأرمن الذين باتوا ضحايا عمليات الإبادة ضد الأرمن على أنهم “صحفيون من أصول أرمنية قتلوا خلال حقبة الامبراطورية العثمانية”.

بهذه الخطوة يكون قد تم تصنيف المفكرين والكتاب الذي غابوا عن الثقافة الأرمنية بسبب سياسة الإبادة المتبعة ضد الأرمن، ضمن الخانة نفسها التي تضم الصحفيين الأتراك الذين قتلوا في إطار سلوك تركيا تجاه الصحافة والاعلام.

فالمجموعة الأولى تعرضت لعملية أول إبادة في القرن العشرين وأضحوا أول ضحايا الابادة الأرمنية، أما المجموعة الثانية فهم صحفيون يمارسون عملهم المهني وتم قتلهم بشكل إفرادي بسبب غياب حرية الصحافة في تركيا.

ويبرر رئيس اتحاد الصحفيين المعاصرين أن الشعب التركي لا يعلم عن ذلك، ولا يملك أية معلومات عن  التاريخ وأنه تم حجب الحقيقة عنهم.

من الطبيعي أن تكون هذه العبارات وسيلة جديدة للتهرب من مسؤولية الاعتراف بالإبادة الأرمنية، وتأييد جديد لجهود الحكومة التركية في عملية الإنكار.

إنها إهانة جديدة لضحايا الإبادة. إنها إهانة لذاكرة الأرمن وثقافتهم.

11 آذار 2011

ملحق “أزتاك” العربي

Share This