أول فيلم مصري عن مذابح الأرمن في مهرجان أمريكي

12241737_901662173248656_7442004633276326303_n

عرفته في البداية كصديق خفيف الدم له كثير من المتابعين على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” ، ولكنها خفة دم ليست معتادة ، تجمع بين الوعي المجتمعي وسلاسة الأسلوب ، حتى رغم جدية الفكرة التي يطرحها أجده دوما يطوعها في جمل قصيرة ورشيقة ومعبرة ويغلب عليها خفة الظل المصرية المعروفة ، وعندما يتحدث في الأمور السياسية يظهر مدى انتمائه لهذا الوطن وإيمانه الكبير به.

صديقي “فضيلة المونتي” على الفيس بوك هو محمد حنفي المخرج والإعلامي الذي يعرفه جميع الأصدقاء المقربين منه وحتى الأصدقاء من العالم الافتراضي بالروح المصرية الجميلة وخفة الدم والانتماء للوطن والإنسانية ، يحتفل هذه الأيام هو والإعلامية المميزة مريم زكي بمشاركة فيلمها الوثائقي “من قتل الأرمن؟” في مهرجان Socially Relevant Film في نيويورك الذي يقام في الفترة من 14 الى 20 مارس القادم ضمن قائمة الأفلام الوثائقية وهو أول فيلم وثائقي مصري/ وأيضا أول فيلم وثائقي باللغة العربية عن مذبحة الأرمن على يد العثمانين عام 1915.

قدم الفيلم مشاهد ومواد أرشيفية عن عمليات الإبادة التي تعرض لها الأرمن على يد العثمانيين منذ مائة عام لأول مرة ، ويقدم تفاصيل جديدة عن تلك الأحداث التي راح ضحيتها أكثر من مليون ونصف من الأبرياء، ويظهر من خلال هذه التجربة كيف كانت عملية الإبادة الجماعية للأرمن تتم بشكل ممنهج على يد الأتراك، كما يقدم الفيلم العديد من الشهادات الحية لناجين من المذابح أو بعض المقربين منهم وكذلك يتم عرض شهادات خاصة لمتخصصين وباحثين وسياسين وأيضا مواطنين عاديين ، وقد تم تصوير الفيلم في أرمينيا ومصر ولبنان، وعرض لأول مرة في نوفمبر الماضي بمكتبة مصر الجديدة ، وتم منحه درع جمعية الثقافة الأرمينية باعتباره أول فيلم مصري يتناول هذه القضية.
يذكر أن مذابح إبادة الأرمن تم تقديمها في بعض الأفلام العالمية الروائية والتوثيقية وأهمها فيلم “La masseria delle allodole” للأخوان فيتوريو ووباولو تافياني، إنتاج عام 2007، وفيلم “Ararrat” للمخرج أتوم إيجويان، إنتاج عام 2002، فيلم “التقويم” Calender اخراج أتوم إيجويان عام 1993، وفيلم القطع للمخرج الألماني من أصل تركي فاتح آكين عام 2014، بلإضافة لعدد من الأفلام الوثائقية.

ولكن تبقى التجربة الوثائقية “من قتل الأرمن؟” للمخرج محمد حنفي والإعلامية مريم زكي تجربة لها خصوصيتها وتستحق الإشادة لطبيعة الموضوع أولا ، وللجهد الكبير الذي بذل لجمع المادة الارشيفية والوصول الى مصادر حية عاشت بعض تفاصيل التجربة، ولذلك ترشح الفيلم للمشاركة في مهرجان Socially Relevant Film / الأفلام ذات الطابع الاجتماعي أكبر دليل على تميز الفيلم واحتوائه على معلومات ووثائق ومشاهد تستحق المشاهدة .

عصمت حمدي

مجلة الإذاعة والتلفزيون

Share This