حميد الهاشمي يبحث فـي هوية وتاريخ الأرمن

الارمن-العراقيون

القاهرة ـ العالم

صدر عن دار روزنامة للنشر (جنيف – القاهرة 2016)، كتاب (الأرمن العراقيون: التاريخ، الثقافة، الهوية) للدكتور حميد الهاشمي. يتوزع الكتاب على ثلاثة أقسام مفترضة تناول فيها الباحث الأرمن العراقيين، هي (التاريخ، والثقافة، والهوية)، حيث تتوزع فصول ومباحث الكتاب وفقها. ومن جانب آخر، الكتاب حصيلة جهد سنوات من البحث والتوثيق في جانبين، نظري وآخر (ميداني) لناحية العمل المنهجي وتقنيات جمع البيانات.

يضم الكتاب سبعة فصول، اختص الأول بتعريف بالأرمن وتوزيع أعدادهم في العالم، والتهجير والإبادة التي مورست ضدهم. أما الفصل الثاني، فقد بحث في (الأرمن والعرب) حيث يركز على العلاقات عبر التاريخ بإيجاز، وتوزيع الأرمن في البلاد العربية. في حين أن الفصل الثالث قد ركز على الأرمن في العراق من ناحية الجذور التاريخية لتواجدهم، وإحصاءات وتقديرات أعدادهم، ويتناول الفصل الرابع عناصر الثقافة، وللصلات مع أرمينيا، من خلال اللغة الأرمنية، والكنيسة الأرمنية ومذاهب الأرمن المسيحيين العراقيين وكنائسهم بضمن ذلك توزيعها في العراق. أما الفصل الخامس فقد تناول تعريفاً بالمؤسسات الاجتماعية والتعليمية والثقافية، والعمل السياسي، والشخصيات الأرمنية العراقية البارزة. ويبحث الفصل السادس في عادات الزواج لدى الأرمن وفق دراسة ميدانية، فيتتبع عادات الزواج من الخطبة إلى مراسيم العرس مروراً بعقد القِران.

أما القسم المتعلق بالهوية، فتناول فيه موضوع إشكالية الهوية الاجتماعية لدى الأرمن في العراق عامة والمهاجرين منهم خاصة، وآليات سعيهم للحفاظ عليها، مفترض مبدئيا نوعاً من صراع الهوية تتعرض له الثقافات الفرعية بصورة عامة، سواء كانت اثنية، أو هويات ثقافية فرعية، فما بالك بمهاجرين حديثي العهد بالهجرة. لذا يبحث في احتمالات وأوجه تهديد تلك الهوية. إلى أي مدى يصارع الأرمن من أجل الحفاظ على هويتهم الاجتماعية، بأبعادها الثقافية والإثنية العرقية؟ ينقسم هذا الفصل إلى بيانات ديموغرافية عامة لعينة البحث الميداني، وتقصي الهوية الاجتماعية، واللغة والهوية، والاندماج الاجتماعي، والثقافة الشعبية، ومن ثم يختتم بنتائج البحث الميداني. يعتمد هذا المبحث الهوية الاجتماعية كإطار نظري ومفاهيمي يهتم بهذا الجانب الاجتماعي والثقافي الهام. ويخلص الباحث خلال الكتاب الى أن الأرمن العراقيين كانوا وما زالوا حريصين على الحفاظ على ثقافتهم وهويتهم الاثنية والعرقية، ومن الاساليب التي يتبعونها هي: اشاعة التحدث باللغة الأرمنية في أوساطهم وتعليمها للأجيال الحديثة باستمرار، والزواج الداخلي، وادامة الصلات بدولة أرمينيا، باعتبارها مرجعية دينية وقومية لهم. علما أن هذا الأساليب لم تخل بوطنيتهم وانتمائهم للعراق كما دلت الشواهد التاريخية ونتائج البحث وان اظهرت نوعا من صراع الهوية خصوصا لدى المهاجرين منهم. الكتاب في 224 صفحة من القطع المتوسط. تصميم الغلاف لناصر مؤنس.

Share This