الأم والأمومة في الشعر الأرمني

sevak 

الشاعر هامو ساهيان (1914-1993)

سيعود ابني

جاء النصر – سيعود ابني،

عاد الجيشإلى الوطن – سيعود ابني،

أتى بحمل من الماشية – سيعود ابني،

ولدت الحمل حملاً – سيعود ابني،

رحل طير الرهو – سيعود ابني،

تشقَّق الجدار – سيعود ابني،

يبست الحديقة – سيعود ابني،

انحنى ظهرها – سيعود ابني،

ازداد الألم – سيعود ابني،

دخلت إلى الفراش- سيعود ابني،

لنحيِّ المنتصر – سيعود ابني،

تتنفَّس بصعوبة – سيعود ابني،

تُطلق أنفاسها الأخيرة – سيعود ابني،

مرَّت السنة – وعيني تشهد ذلك –

وقرأنا على شاهدة قبرها – “سيعود

ابني”.

* * *

الشاعر باروير سيفاك  (1924-1971)

يد الأم

هذه اليد، يد الأم،

كم هي قديمة وجديدة.. .

ما الذي لم تفعله هذه اليد.. .؟

كم رقصت هذه اليد

بدلال

وشوق

عند الزواج.. .

ما الذي لم تفعله هذه اليد.. .؟

لم تطفئ النور حتى الصباح

عندما ولد لها بكرها

وتغذَّى بحليبها النقي.

ما الذي لم تفعله هذه اليد.. .؟

كم من الحرمان والهموم تحمَّلت

بصمت كبير

وبصبر طويل.. .

ما الذي لم تفعله هذه اليد.. .؟

باتت أعمدة موجَّهة إلى السماء

كي لا يهدم عمود بيتها

كي يعود ابنها من القتال إلى بيتها.

ما الذي لم تفعله هذه اليد.. .؟

حتى غدت يد جدة

هذه اليد المنهكة القوى

التي تجدَّدت قوتها

مع ولادة حفيدها.. .

قلبت الحجارة وحرَّكت الجبال،

ما الذي لم تفعله

هذه اليد الناعمة

والمقدَّسة؟

تعالوا اليوم نقبِّل كالأبناء

هذه اليد التي أوجدتنا وأطعمتنا

التي كدَّت من أجلنا وحفظتنا

والتي لم تشبع منا أبداً.

هذه اليد التي مسحت الغبار وغسلت

وعملت دائماً.

هذه اليد، هذه اليد

وإن كانت خشنة وقاسية

ولكنَّها ستبقى بالنسبة لنا

كالحرير ناعمة، هذه اليد.. .

* * *

ترجمة مهران ميناسيان

الشرفات

Share This