إصدار كتب “شهادات غربية عن الإبادة الأرمنية” بقلم د. أرشاك بولاديان سانا: شهادات غربية عن الإبادة الأرمنية …كتاب يوثق جرائم العثمانيين

12472836_1298851740141468_1746665790960728243_n

صدر في دمشق عن دار “الشرق” كتاب “شهادات غربية عن الإبادة الأرمنية في الإمبراطورية العثمانية” إعداد ومراجعة ودراسة الدكتور آرشاك بولاديان.

وذكرت وكالة “سانا” للأنباء بقلم محمد خالد الخضر أن الكتاب منهجي توثيقي يعرض عبر صفحاته شهادات لشخصيات عايشوا جريمة الإبادة التي ارتكبتها السلطات العثمانية ضد الشعب الأرمني منذ مئة عام والتي راح ضحيتها مليون ونصف مليون من الشعب الأرمني.

وأضاف بولاديان في كتابه ان المأساة الأرمنية حسب التوصيف الدولي مزدوجة بين خسارة الشعب وخسارة الوطن لأنها كانت جريمة إبادة أمة بكاملها ومحو تراثها وحضارتها وليست أحداثا مؤسفة خارجة عن سيطرة العثمانيين كما تحاول ترويجه الحكومة التركية اليوم.

ووفق بولاديان فإن الإبادة الأرمنية بكل مقاييسها كانت نتيجة النزعة الطورانية التي كانت تسعى إلى إقامة إمبراطورية من الأناضول إلى أقاصي شرق آسيا فمن هذا المنطلق كانت أرمينيا عائقا أمام مشروع قيام هذه الدولة ولذا كان محوها من الخريطة وإزالة شعبها من الوجود أحد أهم أهداف العثمانيين من الإبادة الأرمنية.

وأشار بولاديان إلى أن مواد الأرشيف البريطاني والمجموعة الضخمة من التقارير والوثائق التي وردت في الكتاب الأزرق عن الإبادة الأرمنية عام 1915 وفي الربع الأول من القرن العشرين دليل قاطع على مسؤولية الأتراك عن تلك الجرائم الشنيعة منوها إلى ما كتبه حينها “فيليب غرافس” من قسم الاستخبارات البريطانية في مكتب الحربية ومراسل جريدة تايمز في الأستانة إلى رئيس وزراء بريطانيا آنذاك لويد جورج عام 1915 قائلا.. “استنادا إلى خبرتي الشخصية وخبرة جميع هؤلاء الذين يعرفون تركيا معرفة جيدة فإن الحكومة في تركيا جعلت المذبحة تبدو وكأن الأرمن يستحقونها”.

وأورد بولاديان بعض من مذكرات هنري مورغنتاو السفير الأمريكي في تركيا بين 1913 و 1916 أنه مع خلع السلطان العثماني عبد الحميد ومع بناء النظام الدستوري الجديد في الدولة العثمانية شعر الأرمن للمرة الأولى خلال قرون عديدة أنهم رجال أحرار لكن هذه التطلعات اختفت واختفت معها الديمقراطية التركية وبقيت شرذمة من الأشخاص تملك زمام السلطة وتقودها بمنتهى الظلم والقسوة ولا سيما ضد الأرمن.

وبين بولاديان ان المجتمع الدولي ما زال منقسما في نظرته لجريمة الإبادة الأرمنية حيث تحاول بعض الدول وانطلاقا من معايير ومصالح سياسية تقديم التبريرات لهذه الجريمة البشعة.

وفي الكتاب الصادر عن دار الشرق للطباعة والنشر والتوزيع في 325 صفحة من القطع المتوسط شهادات أخرى لعدد من المفكرين والباحثين والمسؤولين من دول العالم جاءت موثقة ومكتوبة بأسلوب تعبيري يذهب إلى النمط الأدبي الشائق والمؤثر دون إهمال الوثيقة والتاريخ والدلالة.

Share This