“روبيرت جبه جيان”.. مفهوم جديد للواقعية التعبيرية

نضال يوسف

يُعد الفنان التشكيلي “روبيرت جبه جيان” أحد الأعلام الفنيين الكبار في مدينة “حلب” وسورية وذلك من خلال عطاءاته الفنية الكبيرة والمهمة ومساهمته الفاعلة في التأسيس للحركة التشكيلية الحلبية منذ أوائل العشرينيات من القرن الماضي.

حول شخصية الفنان “روبيرت جبه جيان” يقول الناقد الفني محمود مكي لموقع eAleppo : “ولد الفنان التشكيلي “روبيرت جبه جيان” في مدينة “حلب” في العام 1909 ودرس في مدارسها قبل أن يتابع دراسة الطب في الجامعة الأمريكية في بيروت وكذلك في مجال تخصصه في طب العيون في فرنسا وسويسرا”.

عن مسيرته الفنية يقول: “في بداية حياته الفنية تتلمذ “جبه جيان” على يد الفنان الحلبي “أرميس” حيث تأثر به كثيراً في نتاجاته الفنية وثم ربطتهما لاحقاً علاقة متميزة وذلك عندما التقاه في فرنسا، كما التقى الفنان الحلبي العالمي “كارزو”، أقام “جبه جيان” معرضيه الفرديين الأول والثاني في صالة المتحف الوطني بمدينة “حلب” في أعوام 1972 و1984 أما الثالث فقد أقامه في صالة “دار أمية” للفنون بحلب وذلك في العام 1987 وقد حملت أعماله في هذا المعرض نزعة إنسانية في الموضوع الفكري ولذلك كان لها صدى إيجابياً في الوسط الفني والثقافي، وأقام معرضه الرابع في “صالة بلاد الشام” في العام 1998″.

ويضيف متحدثاً حول منجزاته على الصعيد الفني: “من أهم إنجازاته الفنية على مستوى تاريخ الحركة التشكيلية في سورية هو تأسيسه لأكاديمية “صاريان” للفنون بحلب وذلك في العام 1955 وهي الأكاديمية التي قام بالتدريس فيها عدد من الفنانين الكبار مثل “صاروخان” و”أرميس” و”كارزو” و”زاره” و”طالب يازجي” وكذلك تخرج فيها عدد كبير من الفنانين الذين أصبح لهم دورهم في تاريخ الحركة التشكيلية”.

وحول التجربة الفنية للفنان المرحوم “جبه جيان” يتحدث “مكي” قائلاً: «في الحقيقة إنّ التكلم حول تجربة الفنان “جبه جيان” هو حديث عن بدايات الحركة التشكيلية في مدينة “حلب”، والسبب في ذلك هو أنه كان أحد مؤسسيها وذلك في بداية القرن العشرين، إنّ تجربته الفنية الجديدة تدور حول الواقعية البسيطة في تشكيلاتها والتعبيرية التلقائية في مضمونها على الرغم مما تحويه من أفكار فنية جديدة، بينما كانت ألوانه التي كان يستخدمها دسمة وسميكة وضربات ريشته عريضة وكثيفة لونياً وتحوي الكثير من ألوانها الممزوجة بكل عفوية وهي رمادية وحارة كاللون الأحمر ومشتقاته.

إنّ تجربة الفنان الدكتور “جبه جيان” تعتبر في حقيقتها تجربة فنية قائمة في زمانها وعصرها تعطي صورتها الواضحة واستطاعت أن تقدم مفهوماً جديداً للواقعية التعبيرية المبنية على بساطة الشكل والخط واللون والمضمون الفكري والعفوية والتلقائية في الأداء”.

ويقول متابعاً: «لقد رسم “جبه جيان” أكثر أعماله من الطبيعة الصامتة والخلوية والوجوه الإنسانية البسيطة، وأهم لوحاته هي تلك التي رسمها من زوايا بيته في منتجعه بمدينة “كسب” في محافظة اللاذقية، وأجمل لوحاته في هذه المرحلة هي التي تحوي الكرسي الخشبي الملفوف بالقش، ومن أهم لوحاته التعبيرية لوحة بعد عملية الساد التي رسمها في عام 1965 وهي لمريضين أُجريت لهما عملية استخراج الساد من عيونهما.

ويظهر بوضوح تام وفي أكثر أعماله تأثره الواضح بأستاذه الفنان “أرميس” وذلك من ناحيتي الأسلوب والمضمون وخاصّة من حيث دسامة اللون ودرجاته والخط المحيط بالألوان ومدى انحناءاته اللينة حولها لدرجة أننا لانكاد نميز بين أعمالهما في بعض اللوحات ويظهر مدى تأثير الفنان “أرميس” على الفنان “جبه جيان” من خلال وجود عدد كبير من لوحاته المعلقة على جدران بيت الأخير.

وأخيراً يقول: “في العام 2001 توفي الفنان الحلبي المعروف “روبيرت جبه جيان” في مدينة “حلب” عن عمر ناهز 92 عاماً كان حافلاً بالعطاءات في مختلف الميادين”.

أما الدكتور “جمال طحان” وهو مدير تحرير في مجلة العاديات، فقد تحدث عن الدكتور “روبيرت جبه جيان” بالقول: ولد الفنان والطبيب روبيرت جبه جيان في العام 1909وتوفي في العام 2001 م، كان فناناً وطبيباً اختصاصياً بأمراض العيون، افتتح عيادته الخاصة في حي “الجميلية” في العام 1948م وكان قبل ذلك يعمل في مشفى “جبه جيان”-“هوفنانيان” الذي أسسه والده الدكتور “أواديس” وخاله الدكتور “فيليب هوفنانيان” وذلك بين عامي 1934 – 1948 م، كما قام بإنشاء مشفاه الخاص لأمراض العيون في العام 1952م بالقرب من “مشفى الرازي”، وتعود أهمية هذا المشفى لكونه أول مشفى عينية خاص في حلب.

ومن الناحية الفنية فقد قام “روبيرت جبه جيان” برسم العديد من اللوحات الزيتية التي صورت حالات إنسانية ومناظر طبيعية وصوراً لأشخاص ومناظر للريف السوري وقد أضاف عليها ألوان الفرح التي تعكس نفسية الطبيب والفنان المرحة”.

موقع eAleppo

Share This