ندوة بعنوان “الإبادة الأرمنية، من الإرتكابات العثمانية عام 1915 إلى العصر الحديث” في بيروت

694-fb5d580248 (1) 

 ذكرت الوكالة الوطنية للاعلام أن جمعية أنترانيك الثقافية ومبادرة “و… لحقوق الإنسان  “MoHR” نظمت طاولة مستديرة بعنوان “الإبادة الأرمنية، من الإرتكابات العثمانية عام 1915 إلى العصر الحديث”، في مقر سفارة أرمينيا في المطيلب، برعاية سفير أرمينيا لدى لبنان صمويل مكرتشيان، وحضور وزير الطاقة والمياه أرتيور نظريان، النائبان جان أوغاسبيان وشانت جنجنيان والوزير السابق بانوس مانجيان.

بداية شدد السفير مكرتشيان الذي أدار الجلسة على أن الإبادة “ليست مأساة شعب واحد، إذ أن نطاقها ومعانيها تشمل البشرية جمعاء”. وأكد أهمية “الجهود للحصول على الإعتراف بالإبادة الأرمنية لتحقيق العدالة واستعادة حقوق الشعب الأرمني”. واعتبر أن “لا حاجة إلى اثبات حصول الإبادة لأنها حقيقة مثبتة، ولكن من المهم التعريف بالحقيقة التاريخية والإضاءة على مسؤولية تركيا عنها”.

وتحدث مدير برنامج “بناء السلام والحقوق” في معهد حقوق الإنسان بجامعة كولومبيا (نيويورك) والخبير في مجال العلاقات بين أرمينيا وتركيا ديفيد فيليبس، فاشار الى “محاولات تركيا إقامة لجنة حوار مشتركة في شأن الأحداث التاريخية، ورفض أرمينيا أي حوار من هذا النوع إلا ضمن مفاوضات ثنائية شاملة”، ورأى “استحالة التفاوض بين أرمينيا والنظام الحالي في تركيا”.

وإذ أمل في أن “يصدر الكونغرس الأميركي قرارا يعترف بالابادة”، شدد على “ضرورة أن يتحرك الأرمن الأميركيون في اتجاه الرئيس الأميركي الذي سينتخب لحض الإدارة الأميركية الجديدة على التحرك في شأن موضوع اعتراف تركيا بالإبادة”، معتبرا أن في “إمكان الولايات المتحدة أن تؤدي دورا أكثر فاعلية في هذا المجال بعد انتخابات الرئاسة”.

ودعا الحكومة الأميركية إلى “الضغط على تركيا ليس فقط في مسألة الإبادة بل في شأن الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم”.

من جهته ذكر النائب غسان مخيبر بأن لبنان “اتخذ خطوات عملية لإحقاق العدالة للشعب الأرمني”، وقال: “كان لي الشرف باني كنت عضوا في مجلس نواب دان الإبادة الجماعية للأرمن في نيسان 2000، وأعلن التأييد المطلق لمطالب الارمن المحقة”، مشددا على ان “الاعتراف التركي بالإبادة شرط أساسي لمنع تكرار مجازر مماثلة”.
وشدد مخيبر على ان “الإبادة الأرمنية ليست فقط قضية ارمنية بل قضية لكل الشعوب والدول، وهي جريمة ضد البشرية”. وقال: “انا كلبناني ليست لي روابط عائلية مع أرمن، أشعر بأني معني بهذه الإبادة كما لو كنت ارمنيا، ونحن جميعا أرمن عندما يتعلق الامر بالابادة”.

ودعا إلى “بذل جهود اضافية لجعل كل اللبنانيين يشعرون بانهم معنيون”. وقال: “يجب إشراك المجتمع اللبناني أكثر في تذكر الإبادة الأرمنية والعمل على جعل المجتمع اللبناني برمته لا الأرمن اللبنانيين فحسب، معنيا بهذه القضية، بدلا من أن يكون إحياء الذكرى مغلقا ومتوجها إلى المجتمع الأرمني فحسب”.

وشدد على “ضرورة أن يكون للبنان دور أساسي في الجهود العالمية للحض على الاعتراف بالابادة الأرمنية”. وقال: “إن لبنان هو الدولة العربية الوحيدة التي اعترفت بحصول الإبادة الأرمنية، ومن واجب مجلس النواب اللبناني العمل عل حض البرلمانات العربية على اتخاذ موقف مماثل، وخصوصا أن تركيا تسعى أكثر فأكثر إلى دور إقليمي، ويجب الدفع في اتجاه اعتذار عن الإبادة”.

ورأى “ضرورة أن تعمل حكومة أرمينيا على مقاضاة تركيا دوليا للتعويض واعادة الكنائس وأملاك الأرمن في تركيا إلى أصحابها”، مشددا على “أهمية حصول ضغط من هذا النوع”.

ولاحظ أن “الإبادة الأرمنية حصلت من دون أي اهتمام من العالم في بداية القرن العشرين، أما الآن في مطلع القرن الحادي والعشرين، فثمة إبادات ومجازر جارية في سوريا والعراق ضد الأقليات، وثمة تدمير للتعددية في هذا الجرء من العالم”. ورأى أن “السبيل لوقف المجازر الحالية يتطلب الأقرار بالمجازر الماضية لضمان عدم تكرارها”.
وشدد على أن “الأرمن يجب ان يقودوا تحالفا ضد المجازر ونحن اللبنانيين يجب ان نشارك فيه”، مقترحا “تشكيل تحالف برلمانيين لمنع المجازر والإبادات في العالم، يضم منظمات حقوق الانسان والمنظمات الحقوقية”، معتبرا أن “لا مصالحة ممكنة بين أي شعبين من دون إحقاق العدالة”.

ورأت مؤسسة مبادرة “و… لحقوق الإنسان” MoHR الدكتورة رينا سركيس أن “مسألة الإبادة الأرمنية تتعلق بحقوق الإنسان”. ووصفت نفي تركيا الإبادة بأنه “المرحلة الأخيرة من هذا الإبادة”، معتبرة أن “النفي جريمة في ذاتها، تماما كما هي الإبادة”. وأوضحت أن “نفي حصول القتل هو نفي لوجود المقتول أصلا”.

ودعت إلى “العمل على الحصول على الإعتراف بالإبادة تحت عنوان حقوق الإنسان، فالإعتراف من حقوق الإنسان لأنه حق في الوجود”.

ولاحظت أن الإبادة الأرمنية “لا تتعلق بالماضي فحسب، بل بالحاضر أيضا”. وإذ رأت أن “تركيا تبذل جهودا كبيرة لمنع الإعتراف”، اقترحت “إقامة جسور وعلاقات مع مفكرين ومثقفين أتراك ينشطون للدفع في اتجاه اعتراف بلدهم بالإبادة”.
ودعت الأرمن إلى “الإفادة من العبر والدروس المستخلصة من تجارب دول شعوب أخرى في جعل الإبادة قضية عالمية”.
من جهتها، لفتت الدكتورة كاتيا بلتكيان الى أن “المجازر والممارسات التركية بدأت قبل 1915 بكثير، والصحف البريطانية كانت تتحدث عام 1895 مثلا عن إبادة عرق بكامله، فيما عنونت “نيويورك تايمز” في تلك المرحلة بأن ثمة محرقة أرمنية (هولوكوست). واشارت إلى ان “الصحف العالمية كانت تشير بين العامين 1890 و1893 إلى أن الأرمن كانوا يرمون في ميناء اسطنبول، والمجتمع الدولي وقف مكتوفا في تلك المرحلة”.

Share This