العلاقات السورية الأرمينية تاريخية.. عضو برلمان كاراباخ : نقف مع سورية في خندق واحد ضد الإرهاب الثورة

david 

أكد الدكتور دافيد إيشخانيان عضو برلمان كاراباخ أن الشعب الأرميني يدعم الشعب السوري في حربه ضد الإرهاب وأن الشعبين السوري والأرميني تربطهما علاقات تاريخية متينة.

وقال الدكتور دافيد في حوار خاص مع «الثورة» إن كاراباخ كانت إحدى ضحايا هذا الإرهاب العالمي المنظم حيث لامس الشعب الأرمني كما السوري هذا الإر هاب من خلال دعم تركيا لأذربيجان، مبيناً أن الدور التركي بات مفضوحاً في دعم الإرهاب بحيث لم يعد سراً أن تركيا هي مصدر أساسي للإرهاب في المنطقة والعالم، والتجربة في أذربيجان تعطي تصوراً مسبقاً وعميقاً لما يجري داخل سورية.‏

وأكد دافيد أيضاً أن السعودية وتركيا على حد سواء لا يصدران فقط الإرهاب وإنما يدعمانه ويشجعانه.‏

وبين دافيد أن أرمينيا تعمل جاهدة لدعم الحل السياسي للأزمة في سورية، وأنها تبذل كافة الجهود لتخفيف أعباء الحرب وأعباء الإرهاب عن الشعب السوري على الصعيد الدولي حيث لا يمكن لأرمينيا أن تتجاهل الحرب الإرهابية ضد سورية خاصة مع وجود سوريين أرمن تضرروا أيضاً من الحرب فاضطر جزء كبير منهم أن يغادروا مدنهم وأماكن إقامتهم ما يدفع بدولة أرمينيا إلى التحرك والعمل في هذا الإطار.‏

ورداً على سؤال حول الدور التركي في إعادة التوترات إلى المشهد المتعلق بإقليم كاراباخ قال دافيد إنه خلال فترة العشرين عاماً التي عاشها الإقليم في حالة من الهدوء كان خطر الحرب من قبل أذربيجان موجوداً دائماً حيث كانت مؤشرات العنف واضحة دائماً بحيث تهيئ نفسها عسكرياً وتزيد من طاقاتها العسكرية وتعمل على تهديد الحياة السلمية باستمرار.‏

وأكد دافيد أنه كان واضحاً جداً من خلال الدعم التركي لأذربيجان حتى في فترة الهدوء التي كان متفق عليه وذلك من خلال العديد من الإجراءات التي كانت أرمينيا والشعب الأرمني في كاراباخ يستشفونها في تلك الفترة.‏

وأضاف دافيد أن تصريحات أردوغان الأخيرة العلنية في دعم أذربيجان كانت خير دليل على رغبته في إعادة التوترات إلى المشهد، وأن التصرحيات التي أطلقها أردوغان وداوود أوغلوا في الآونة الأخيرة والتي أعلن خلالها تقديم الدعم العلني لأذربيجان عبارة عن تصريحات استفزازية تبث روح العنف والحرب.‏

وبيّن دافيد أن الرغبة التركية في إعادة التوترات إلى كاراباخ تعود لعدة أسباب منها تردّي العلاقات في هذه الفترة مع روسيا بعد قضية إسقاط الطائرة الروسية، والمشاكل الداخلية التي تواجهها تركيا، إضافة إلى فشلها الكبير في سورية، كل هذه العوامل دفعت بتركيا لفتح جبهة جديدة في المنطقة.‏

كما عملت تركيا على الاستفادة من تردّي الأوضاع السيئة مع روسيا مؤخراً لاستقطاب الرأي العام والمجتمع الدولي وجرّه نحو منطقة القوقاز من جديد والتي تجسدت في الحرب الأخيرة التي استفادت منها أيضاً لتحيد الرأي العام عن مشاكلها الداخلية.‏

وقال دافيد إن الحكومة الأرمنية تعوّل على القوى الداخلية الأرمنية والجيش، ومؤسسات الدولة لكن من الناحية الأخرى يجب الأخذ بعين الاعتبار الجهود الدولية الحثيثة التي بُذلت عبر الطرق الدبلوماسية وطرح المساعي لايجاد أطر سلمية لحل قضية كاراباخ.‏

«الدور الإسرائيلي»‏

وفيما يخص «الدور الإسرائيلي» أكد دافيد أن «إسرائيل» كانت حاضرة في تحريك الأزمة، وموجودة في المفاوضات المتعلقة بقضية كاراباخ بشكل غير مباشر مبيناً أن كل الأسلحة والذخيرة التي تستخدمها أذربيجان هي صناعة إسرائيلية، وأن الحرب الأخيرة التي دارت بين أذربيجان وأرمينيا في نيسان الماضي كان الوجود الإسرائيلي قد ظهر أيضاً من خلال وجود ومشاركة خبراء إسرائيليين عملوا على رسم وتخطيط العمليات العسكرية في كاراباخ.‏

وقد تطرّق الدكتور دافيد إلى الحديث عن مراحل نشوء الأزمة والتوترات التي عصفت بإقليم كاراباخ وتحدث عن الأعمال الوحشية التي قامت بها أذربيجان آنذاك من تهجير وتصفية ممنهجة للأرمن في المدن الأذربيجانية والتي ذهب ضحيتها أكثر من 300 ألف أرمني في باكو وحدها،وبيّن المعاناة التي عاشها الشعب الأرمني نتيجة لعب الحكومة الأذربيجانية على الوتر الطائفي والتحول الديمغرافي للمناطق.‏

المجازر بحق الشعب الأرميني‏

وحول المجازر العثمانية بحق الشعب الأرميني بين دافيد أن القضية ليست متعلقة بنظام أردوغان فقط وليست قضية شخصية فقضية الإنكار التركي ليست جديدة.‏

وقال: بعد أن بدأت الوثائق التاريخية تثبت نفسها وتثبت الحقيقة التاريخية لوقوع الإبادة الأرمنية، ووجود الممتلكات الأرمنية وقضية سلبها من قبل تركيا بدأت تركيا آنذاك إعادة تسمية الأسماء وتزوير الحقائق والوثائق التاريخية، كما عملت أيضاً ولازالت تعمل على إنكار دوافع الإبادة الأرمينية بالإضافة إلى إنكارها إزالة عواقب الإبادة، ومن أهم أسباب تلك الدوافع هي مسألة الطورانية التي كانت في البال التركي على الدوام إلا أنه كان دائماً يجد في الشعب الأرميني والدولة الأرمينية العائق الوحيد أمام توسع مشروع الطورانية.‏

وأكد دافيد: أن على تركيا أيضاً أن تسلط الضوء على إزالة عواقب الإبادة الأرمينية والتركيز على قضية التعويضات المادية وإعادة الأراضي المسلوبة من أرمينيا، مشيراً إلى أن هناك حوالي 30 دولة وبرلماناً اعترف بالإبادة الأرمينية وأن على المجتمع الدولي ألا يقف عند هذا الحد بل عليه أن يدرك هذه الحقيقة ويدين الإبادة ويقوم بالضغط على تركيا للاعتراف بالإبادة.‏

وقد بين دافيد أن اعتراف أميركا بالإبادة الأرمينية والضغط المتكرر على تركيا حليفتها في ضرورة الاعتراف لا ينبع من المصلحة الأرمينية بل ينبع من المصلحة الأميركية في المنطقة، ولربما أن تلك الخطوات التي تقوم بها أميركا للضغط على تركيا ظهرت بعد أن استشفت فشل تركيا في إنجاز المهمات الموكلة إليها وانخفاض مستوى الدور التركي في المنطقة ولتصحح شيئاً من الماضي والدفع من إمكانياتها لتعزيز موقعها في منطقة القوقاز.‏

الأثنين 30-5-2016

ادمون الشدايدة

 

الثورة

Share This