بمناسبة عرض فيلم “مَن قتل الأرمن؟” في لبنان.. الإعلاميان يؤكدان على بقاء الأرمن وفشل مخطط قتلهم

Movie2_60116-1

بمبادرة وتنظيم من مكتب الهيئة الوطنية الأرمنية في الشرق الأوسط ولجنة الدفاع عن القضية الأرمنية في لبنان، جرى العرض الأول للفيلم الوثائقي “من قتل الأرمن” من تأليف وإخراج مريم زكي ومحمد حنفي، في 1 حزيران 2016، في إحدى قاعات سينما “سيتي مول” في بيروت.

حضر العرض عدد من النواب والشخصيات السياسية والفكرية، وممثلين عن هيئات حكومية لبنانية وحشد من الاعلاميين والضيوف. يذكر أن الفيلم أنتج بتمويل من المجلس الملي لبطريركية الأرمن بمصر، ولجنة القضية الأرمنية في مصر، بالتعاون مع لجنة مئوية الإبادة وسفارة جمهورية أرمينيا في مصر ودعمهما؛ لاسيما أن الفيلم مفعم بمعلومات شاملة عن الإبادة الأرمنية والوثائق والشهادات والمواد الأرشيفية، وتم تقديمه بأسلوب فني مدهش.

قبل العرض، قدمت تسولير تالاتينيان كلمة أشارت فيها الى أن الفيلم الوثائقي الغني بمواده الأرشيفية والشهادات تم تصويره بين لبنان ومصر وأرمينيا، وحصد جوائز عديدة أهمها وسام رئيس جمهورية أرمينيا، وشارك الفيلم في مهرجان في نيويورك، وحصد على جوائز باعتباره أول فيلم ناطق بالعربية يشارك في مهرجان أمريكي مماثل.

كما شكرت تالاتينيان الإعلامية مريم زكي والإعلامي محمد حنفي، معتبرة أنهما ليسا فقط الصديقان الوفيان للشعب الأرمني، بل هما يؤمنان بالقضية الأرمنية أيضاً، وأنهما رغم الظروف الصعبة المحيطة بمصر والشرق الأوسط تحليا بالجرأة لقول الحقيقة التي يخاف منها الكثيرون، وأشارا دون تردد الى المجرم.

ولفتت تالاتينيان الى أن الأتراك الذين تسببوا -الى جانب الأرمن- بمقتل العرب وجوعهم، يدعمون الإرهاب اليوم في المنطقة، ويحاولون تفتيت الهوية العربية وإثارة الفتنة الطائفية والنزاعات.

يبدأ فيلم “من قتل الأرمن؟” بشهادة عن الأرمن من قبل المؤلفين، حيث يتم التشديد على الناجين ووصية الشهداء في كينونة الأجيال اللاحقة، والشخصية التي سيبنوها “يبحثون عن رفاة شهدائهم بيد واحدة، ويزرعون الورد بالأخرى”.

أكد الإعلاميان في مقدمتهما اللافتة على أن الأرمن هم رموز للقيم الإنسانية والبقاء على قيد الحياة، وهم من أفشلوا الإبادة، وهم أصحاب القضية، لكنهم يعرفون كيف يستمرون في الحياة التي حاول العثمانيون إيقافها.

لقد جرى في الفيلم عرض مواد أرشيفية، وأوامر سلطانية، وشهادات أدلى بها شخصيات أرمنية وعربية وتركية، بالإضافة الى أكاديميين، والكاثوليكوس آرام الأول، والكاثوليكوس كاريكين الثاني، وفيرا يعقوبيان مديرة مكتب الهيئة الوطنية الأرمنية في الشرق الأوسط، والنائب غسان مخيبر، والمؤرخ المصري الدكتور محمد رفعت الإمام، ووزيرة الشتات الأرمينية هرانوش هاكوبيان، ومدير متحف الإبادة الأرمنية هايك ديمويان، والأكاديمي التركي تانير أكتشام، والمؤرخ الأرميني أشود ميلكونيان وغيرهم.

يقدم الفيلم معلومات مؤكدة ومشاهد شاملة، وإحصاءات ودلائل تتوالى وفق تسلسل زمني، لتترك مكاناً في قلب وروح المشاهد، وتدفعه لينتفض ضد الإنسانية ويبحث عن الضمير الانساني الغائب ويطالب العدالة. كما يتم استعراض التاريخ الأسود للأتراك في مصر والجرائم التي اقترفوها.

يختم الفيلم بسؤال، أنه حتى لو سامح الناس والناجون والشهداء هؤلاء الأتراك الذين اقترفوا الإبادة الأرمنية المروعة هل سيسامح الله؟….

بعد عرض الفيلم، قدم مطران الأرمن في لبنان شاهي بانوسيان درعاً تكريمياً لمريم زكي ومحمد حنفي.

وفي كلمة له اعتبر محمد حنفي أن عرض الفيلم في لبنان لأول مرة مسؤولية كبيرة، لأنه بلد الذوق الرفيع تجاه الفن والثقافة، وأن الفيلم يعرض أمام الأجيال اللاحقة للناجين من الإبادة.

فشكر حنفي كل من دعم الفيلم من شخصيات ومنظمات، خاصة الدكتور أرمين مظلوميان وفيرا يعقوبيان والأرمن بمصر، الذين كانوا الحافز الأكبر للفيلم.

كما شدد حنفي على أن الفيلم ليس سياسياً بل يعرض التاريخ خاصة وأن القضية لا تخص فقط الأرمن بل يسلط الضوء على الحقيقة التي نشهد على تكرارها اليوم في الشرق الأوسط.

وأكد أن تركيا حاولت في مصر أيضاً أن تلعب دوراً سلبياً، لكن بفضل وعي المصريين لم تنجح، لذلك رأى أنه من المهم أن يطلع كل عربي على الإبادة الأرمنية وجرائم تركيا لكي يعرف الصورة الحقيقية للأتراك وهويتهم.

وفي ختام كلمته أكد محمد حنفي على أن عنوان الفيلم يطرح السؤال عمن قتل الأرمن، إلا أنه في الحقيقة لا يمكن قتل الأرمن لأن كل أرمني هو دولة، ويحيى من جديد، معرباً عن سروره بعلاقته الوثيقة مع الأرمن بمصر، التي تحولت الى جزء أساسي من حياته. وختم قائلاً أنه ينحني أمام ذكرى مليون ونصف المليون شهيد أرمني ويحيي جميع الأرمن.

Movie1_60116

Movie3_60116

صحيفة “أزتاك” الأرمنية
Share This