تأسيس إمارتي دبيل وكوغتن في ولاية الساجيين

arabic-emirates-in-pakradounian-armenia

بعد احتلال الساجيين لمدينة دبيل وتحصينها تحولت إلى قاعدة عسكرية مهمة في حروبهم الطويلة ضد سمبات الأول. وكان يوسف قد سجن بعض الأمراء الأرمن والكاثوليكوس هوفهانّيس في المدينة بعد أسرهم. وفي هذه المدينة أيضاً قُتل الملك سمبات الأول. عُزلت دبيل عن المملكة الأرمنية تماماً أثناء حقبة الساجيين التي دامت 3 عقود. وكان احتلال المدينة السبب الرئيسي لانتقال مركز الكاثوليكوسية إلى مدينة Vagharshapat وخاصة بعد زلزال ضرب دبيل عام 893-894م.وعاش الكاثوليكوس حياة متنقلة ولجأ في نهاية المطاف إلى باسفرجان يعصر اليأس قلبه لعدم تمكنه من العودة إلى العاصمة دبيل.

وهكذا جُرِّدَت دبيل من مكانتها الدينية والدنيوية وتأثرت بالعناصر المسلمة وخاصة أن قصر الكاثوليكوس الخًرِب في المدينة حوِّلَ إلى مسجد في عهد الساجيين “الذي لا يبعد سوى خطوات عن الكاتدرائية. وكان الكاثوليكوس يحلم دائماً بإعادة بناء قصره في دبيل إلا أن الظروف السياسية حالت دون تحقيق ذلك”.

كان وجود كنيسة مسيحية قرب مسجد في تلك العصور الغابرة يولد الاستغراب حتى لدى المؤرخين العرب. يؤكد ابن حوقل على وجود هذا الجامع قائلاً: “كان المسجد الجامع في دبيل مشيداً إلى جانب كنيسة كما هي الحال في مدينة حمص”.

رغم سقوط دبيل بأيدي الساجيين إلا أن المدينة لم تُلحق إلى آذربيجان بشكل مباشر وبالنتيجة أسس يوسف إمارة كوغتن في منطقة وادي نهر آراكس الذي يجري من دبيل إلى آذربيجان منذ عهود بعيدة. وكان خسروف، أمير كوغتن، وعدد كبير من الأمراء الأرمن من ضحايا المجازر الشنيعة التي جرت في نخجوان في عهد الأمويين سنة 706م. فاضطر خسروف على إرسال ولده فاهان رهينة إلى دمشق حيث أُكره على اعتناق الإسلام. وعندما عاد إلى وطنه بعد فترة من الأسر ارتدّ إلى دين أجداده وتزوج من ابنة أمير منطقة سيونيك. لم يغفر له العرب (الخليفة هشام بن عبد الملك الذي كان يستوطن في مدينة الرصافة المسيحية على بعد 25كم عن مدينة الرقة-المترجم) ذلك فهدروا دمه (بقطع رأسه بالسيف ودفنه مع ذلك بالمراسيم الدينية المسيحية في مدينة الرصافة في البادية السورية ـ المترجم) فاعتُبر فاهان بعدئذ شهيد الدين في الآداب الأرمنية القروسطية.

احتل أمير عربي مغمور يسميه المؤرخ الأرمني Agarene هذه المنطقة في بداية القرن 10م ومن المحتمل في الفترة الأولى لحكم يوسف “واعتلى منصب الحاكم في مقاطعة كوغتن بقوة السلاح وتمتع بحماية الساجيين”.

بعد احتلال يوسف قلعة Ernjak سلّمها إلى هذا الأمير أيضاً موطداً بأس إمارة كوغتن.

حاول أمراء كوغتن التوسع نحو وادي نهر آراكس في القرن 10م. وكانت نخجوان المدينة الأولى التي استولوا عليها. كانت المدينة المخفر الأمامي لدبيل في حقبة الحكم العربي حيث كان يستريح الحكام العرب قبل دخولهم إلى مدينة دبيل. وفي كنيسة نخجوان بالذات أحرق الحاكم العربي قاسم بعض الأمراء الأرمن أحياء. وتظهر أهمية نخجوان الإدارية أن الحكام غالباً ما كانوا يولّون مساعديهم عليها. عيّن بوغا مثلاً إبراهيم حاكماً عليها أثناء انسحابه من أرمينيا. أصبحت المدينة بعد ذلك تحت هيمنة البقراتونيين بدءاً من النصف الثاني للقرن 9 م. وكانت هذه المقاطعة تعتبر إحدى ممتلكات حكام باسفرجان التقليدية لكنها كانت بحوزة السيونيين أثناء الحكم العربي. منح الملك سمبات الأول نخجوان للأردزرونيين في نهاية القرن 9 م مقابل خدمات قدمها الأمير آشوت أردزروني له أثناء محاربته للقيسيين.

ثارت سيونيك في هذه الفترة إلا أنها استمرت في ولائها لسمبات الأول بعد توسط الأمير آشوت أردزروني. وعندما ثار كاكيك أردزروني استرد الملك سمبات مقاطعة نخجوان وقدمها إلى أمير سيونيك.

لم يفلح السيونيون مع ذلك في الاحتفاظ بنخجوان فترة طويلة في القرن 10م لذلك خرجت المنطقة عن سيطرتهم في النصف الثاني من هذا القرن كما سنرى لاحقاً. ويظهر أن يوسف كان قد توصّل إلى هدفه بعد انكسار سمبات الأول ووفاته وانشطار المملكة الأرمنية إلي قسمين (حكم كاكيك أردزروني في باسفرجان بلقب ملك) وضَمِنَ إعادة ممتلكات البقراتونيين وتحديداً شيراك وأرشارونيك إلى قائد الجيش الأرمني آشوت بن شابوه بقراتوني المطالب الوحيد لعرش أرمينيا رغم وجود نفوذ له حتى في المقاطعات الشمالية للبلاد.

وأضحت أرمينيا في وضع حرج جداً وخاصة أن سلطة يوسف العليا كانت قد ضعفت أيضاً لأن باسفرجان كانت قد تخلّت عنه ووقفت في خندق معادٍ له .

كانت مملكة باسفرجان قوية نسبياً ومحصّنة بشكل جيد لأن جميع هجمات آذربيجان ذهبت سدىً فأضحت هذه المملكة عقبة أمام الساجيين لتحقيق مخططاتهم اللاحقة في أرمينيا.

بعد إعدام سمبات الأول مباشرة رفض ابنه آشوت الاعتراف بسلطة آشوت بن سيبوه وشرع باستعدادات كبيرة لإعادة إقامة مملكة والده. لذلك عقد علاقات ديبلوماسية مع بيزنطة عبر الكاثوليكوس– المؤرخ هوفهانّيس دراسخاناكيردتسي وسافر شخصياً إلى القسطنطينية وقفل راجعاً إلى أرمينيا بجيش مساند وجدد نضاله ضد الساجيين.

بعد أن علم يوسف بعودة الأمير آشوت استدعى القائد آشوت بن سيبوه إلى دبيل ووضع تاجاً ملكياً على رأسه وهكذا أصبح عدد الملوك الأرمن3 كل واحد منهم يعتبر نفسه “ملك ملوك أرمينيا”: آشوت الثاني بن سمبات الأول وكاكيك أردزرزني في باسفرجان وآشوت بن سيبوه “الملك المضاد”.

بينما كان آشوت بن سيبوه على طريقه إلى دبيل لتعزيز موقعه فيها هاجم آشوت الثاني أرشارونيك مما أدى إلى تأزم الوضع أكثر فأكثر ولم يتمكن الكاثوليكوس هوفهانّيس طوال سنتين من مصالحة القريبين. ورغم ذلك تحسّن مركز آشوت الثاني بشكل مطرد وقرر يوسف فجأة الاعتراف به ملكاً فأرسل له تاجاً وأشياء ثمينة وأحصنة بأغطية سروج مذهّبة “وكتيبة من الإسماعيليين لمساندته”.

كان هذا التغيير غير المتوقع في سياسة يوسف ينبع من صعوباته في فارس. خلا ذلك, وبما أن آشوت الثاني كان de  facto قد أخضع معظم مقاطعات أرمينيا الشمالية، لذلك لم يبقَ له سوى الاعتراف به de  jure أيضاً.

بعد حصوله على التاج الملكي هاجم آشوت الثاني على خصمه بسرعة الذي كان قد فقد دعم الساجيين رغم احتفاظه بمدينة دبيل. حاول الكاثوليكوس مصالحة الآشوتين مرة أخرى لكنه لم يفلح في هذه المرة أيضاً ولم يَحِدْ الملك عن مواقفه لأنه كان قد وضع جُل ثقته في قواته المسلحة . وعندما لم يفلح في احتلال دبيل وانكسر أمام “الملك المضاد” شرع في تحضير حملة جديدة بعد أن وصلته قوات مساندة من أمير إيبيريا آشوت الثاني بن كوركين إلا أن الكاثوليكوس أفلح في منع إراقة الدماء في هذه المرة.

كان سبب وجود “الملك المضاد” آشوت في دبيل بين عامي 918-920م عجزه عن البقاء في أرشارونيك. وكان هذا يقيم في باكاران، المقر القديم للبقراتونيين، بينما اختار آشوت الثاني وولده سمبات الأول شيراكافان عاصمة لهما. مع ذلك لم يكن وجود هذا الملك المضاد في العاصمة دبيل مقبولاً من قبل آشوت الثاني. لذلك اجتاح المدينة ثانية وقام بمجزرة كبيرة فيها. ومن المؤسف أن المؤرخ لا يقدم لنا معلومات حول العدو الذي كان يقاتله أو هوية العصاة الذين أكرههم الملك الأرمني على طاعته: “أخضع الملك آشوت الثاني ثورتهم الوقحة الفظة بلجوئه إلى وسائل قمعية شديدة جداً”.

تصبح الفكرة أوضح إنْ تابعنا قراءة نص المؤرخ الذي أكد: “أخضع الملك آشوت الثاني العصاة وقفل راجعاً بعد ذلك إلى إيبيريا”. ونستنتج من أقوال المؤرخ الأرمني أن الملك آشوت هُزم وخضع لآشوت الثاني. وقد أضحت الأجواء السياسية بعدئذ لصالح آشوت الثاني كلياً بسبب عصيان يوسف ضد الخليفة الذي قام بسجنه. عيّن الخليفة العباسي حاكماً جديداً على آذربيجان يدعى Subuk الذي تصرّف باحتراز شديد تجاه المملكة البقراتونية.

مدّ آشوت الثاني سلطته على المقاطعات الشمالية كوريث شرعي وحيد لمملكة البقراتونيين الواسعة وبقي بقراتونيو الجنوب مرتبطين به بأواصر محددة عديدة. إنسحب القيسيون بعد ذلك من مناطق مملكة البقراتونيين بمحض إرادتهم ولم يواجه آشوت أية ثورة بعدئذ وخاصة أن ملك باسفرجان كان في أحوال صعبة. وقد عزّز عزل الملك المضاد موقع آشوت الثاني وخاصة من وجهة النظر السياسية. وكانت النتيجة أن منحه الحاكم العربي Subuk، بوصفه ممثل الخلافة، لقب “شاهنشاه ملك الملوك” وبذلك أكدت الخلافة على تفوقه على الملكين الأرمنيين الآخرين. وكانت بيزنطة بدورها قد اعترفت بآشوت الثاني كملك بقراتوني وحيد على أرمينيا فانتهى دور الملك المضاد de  facto وde jure. وكان الملك المضاد متواجداً في دبيل في هذه الفترة عندما وصل الشاهنشاه إلى مقاطعة كوتايك بعد دعم موقعه ودعا منافسه السابق إلى عقد معاهدة سلام . وبوساطة من الكاثوليكوس وحاشيته وصل الملك المضاد لمقابلة “ملك الملوك” وعقد معه عهد سلام. اتجه النسيبان بعد ذلك إلى دبيل  التي كانت قد خضعت للملك الأرمني. إلا أن العناصر المسلمة في المدينة كانت مستاءة  لذلك لجأت إلى الأعمال العدائية التي أخمدت بسهولة.

وهكذا عادت دبيل إلى أصحابها الحقيقيين مرة أخرى فأقام الملكان الأرمنيان احتفالات وأفراح كبيرة. انسحب الشاهنشاه من المدينة بينما ظل قريبه فيها حاكماً عليها مدة غير طويلة آثر بعدها على العودة إلى باكاران. وكان احتلال البقراتونيين لمدينة دبيل مؤقتاً رغم استطاعة آشوت الثاني الاحتفاظ بها وفرض هيمنته على كامل الهضبة الأرمنية.

عزّز هجوم آشوت الثاني على دبيل موقع أمير سيونيك الذي طالب باسترجاع مقاطعة وقلعة Ernjak من أمير كوغتن. وكما سنرى لاحقاً احتل يوسف هذه القلعة (حيث ثار الأمراء الأرمن) في عام 913م وقدمها لأمير كوغتن مسبباً استياء شديداً لدى أمراء سيونيك وكانت العاقبة أن شنّ سمبات، أمير سيونيك الكبير، وأشقاؤه الثلاثة حرباً ضده. واستناداً إلى رواية المؤرخ هوفهانّيس من الشيق أن نذكر هنا أيضاً أن سمبات سيوني أتى بجيش من المرتزقة مؤلف من “أتراك سكيتيين وجماعة Gabaonaji الذين نصبوا خيامهم إلى جانب جيشه في سيونيك”.

انتصرعرب كوغتن بسبب خيانة المرتزقة الذين هربوا إلى نخجوان.

دفعت المملكة الأرمنية ثمناً باهظاً لقاء مساعدة بيزنطة لها لأن حقيقة مخططات بيزنطة سرعان ما ظهرت إلى العلن عندما احتفظت الإمبراطورية بحق تمركز قواتها على الأراضي الأرمنية بذريعة محاربة الخلافة العربية. وكانت العاقبة وقوع بعض المقاطعات الأرمنية تحت هيمنتها.  وصل الجيش البيزنطي إلى دبيل سنة 922م بقيادة يوهانّس كوركواس (الأرمني الأصل ـ المترجم) حيث كان الحاكم العربي سوبوك لا يزال متواجداً في المدينة في ذلك الوقت. ناشد هذا الأخير الشاهنشاه للمجيء إلى نجدته فهرع الملك الأرمني في تلبية طلبه. ظلّت دبيل بمساعدة القوات العربية–الأرمنية المشتركة حصينة مما اضطر الجيش البيزنطي على رفع الحصار والتقهقر إلى مناطقه. ويؤكد المؤرخ الأرمني المعاصر لهذه الأحداث على ذلك قائلاً: “في السنة الثانية لحكمه جمع رومانوس ليكابينوس جيشاً وأرسل دوميليكوس إلى مدينة دبيل حيث يقيم الأمير سوبوك الذي دعا الشاهنشاه آشوت لنجدته. وصل الجيش اليوناني وحاصر المدينة إلا أنه لم يتمكن من الاستيلاء عليها فقفل عائداً”.

لم يتغاضَ المؤرخون العرب وحدهم عن ذكر هذا الإجتياح، بل آثر المؤرخ الأرمني هوفهانّيس دراسخاناكيردتسي المعاصر لتلك الأحداث على الصمت بدوره عن الهجوم البيزنطي على المملكة الأرمنية. رغم ذلك نعتبر هذا الهجوم دليلاً جلياً على أهداف بيزنطة السرية في هذه الفترة في تحريض الأمراء الأرمن ضد آشوت الثاني. حصل آشوت الثاني على لقب “شاهنشاه” من الخليفة العباسي بسبب تطور هذه الأحداث وسحق الملك المضاد آشوت في دبيل ووصل إلى مقاطعة Utik وقام بتسوية الحساب مع الأمير الثاثر Clik Amram المتعاون مع القائد البيزنطي كوركواس. وصلت الحال بهذا الأمير الثائر أن طلب الدخول في خدمة هذا القائد البيزنطي. جرت هذه الأحداث في Utik بين عامي 920-922م.

تغيّر الوضع ثانية لغير صالح آشوت أردزروني بعد وفاة سوبوك وإطلاق سراح يوسف سنة  923م. شرع يوسف بشن الحرب ثانية ضد آشوت الثاني مستخدماً مدينة دبيل قاعدة لعملياته مرة أخرى. أرسل يوسف نصر السبوكي ممثلاً له في أرمينيا وتوقف هذا الأخير على طريقه إلى نخجوان فسجن الأمراء الأرمن السيونيين المعارضين وبعد ذلك جاء لملاقاته أمراء المدينة وأعيانها وكان معظمهم من الأرمن. ومع ذلك قام نصر بأسر 40 فرداً منهم وسار بهم إلى دبيل مكبلين بالسلاسل.

يبدو أن أرمن مدينة دبيل كانوا قد إنتعشوا إقتصادياً أثناء حكم آشوت الملك المضاد لذلك طلب نصر من مسلمي المدينة دعمه لاعتقال أعيان الأرمن. خلا ذلك قام نصر باضطهاد رجال الدين في الكنائس والأديرة الأرمنية. وكان الكاثوليكوس يرغب في إعادة إشادة مقره في المدينة لذلك عقد محادثات مع نصر لحل هذه المشكلة. وافق نصر للوهلة الأولى حتى إنه قدم عهداً مكتوباً للكاثوليكوس إلا أن بعض رجال الدين المسلمين في المدينة رأوا بوادر خطر في هذا القرار وتمكن أحدهم، وهو قاضٍ، إقناع نصر على إبطال قراره وحتى القبض على الكاثوليكوس ومصادرة أملاكه. وصل جنود نصر إثر ذلك إلى كيغارت وبيوراكان فهرب الكاثوليكوس والتجأ إلى الملك المضاد آشوت في باكاران وصادر نصر جميع ممتلكاته وقراه في دبيل فانتقل كرسي الكاثوليكوسية من دبيل وضعف بالتالي النفوذ الأرمني في المدينة.

قفل نصر راجعاً إلى آذربيجان بعد أن عين شخصاً يدعى بشير حاكماً على دبيل. انسحب آشوت الثاني المنهك بدوره إلى دير سيفان بسبب المعارك العديدة التي خاضها في هذه الفترة. قام بشير ، انطلاقاً من أحوال الكاثوليكوس في بيوراكان، بشن حملة عسكرية ضد الملك الأرمني. فردّ آشوت عليه بعنف وأكرهه على الهرب إلى دبيل بعد اندحاره مرة أخرى أمام الأمير الأرمني الآخر هوفهانّيس مارزبيتوني.

هاجم الجيش البيزنطي مدينة دبيل أثناء هذه الاضطرابات بعد عبوره لباسين وأرشارونيك على طريقه إلى وادي نهر آراكس. يحدد ابن الأثير تاريخ هذه الحملة بسنة 315هـ=927-928م ويصفها بفقرة شيقة قائلاً: “وصل الجيش البيزنطي الكبير بقيادة دوموستوك إلى دبيل حيث كان نصر السبوكي وقواته. وبعد معركة دموية طاحنة تمكن من الاقتراب من سور المدينة وإحداث ثغرة فيها والولوج إلى داخلها. إلا أن السكان والجنود أظهروا مقاومة عنيفة إلى درجة أُكره البيزنطيون على التقهقر بعد أن سقط منهم 10,000 رجلاً”.

ليست لدينا مع الأسف أية معلومات حول ردّ فعل آشوت تجاه هذا الهجوم البيزنطي. إلا أن مقاومة السكان العنيفة مع ذلك دليل على عدم تعاطفهم مع المغيرين.

بعد هذه الأحداث إنسحب نصر من مدينة دبيل فزال حكم الساجيين من كامل الأراضي الأذربيجانية عام 929م.

*ينفرد موقع “أزتاك العربي للشؤون الأرمنية” بنشر كتاب “الإمارات العربية في أرمينيا البقرادونية” للمؤلف المستشرق الدكتور البروفيسور آرام تير-غيفونديان، (الطبعة الثانية المنقحة)، ترجمه عن الإنكليزية: الدكتور ألكسندر كشيشيان، عضو اتحاد الكتاب العرب، رئيس تحرير “كتاب العاديات السنوي للآثار”، صدر الكتاب عن مؤسسة المهندس فاروجان سلاطيان، حلب 2013، وسيتم نشر فصول الكتاب تباعاً (13).

 

Share This