الراعي التقى آرام الأول: نقدر عطاءات كنيستكم الجليلة في لبنان في كل الحقول

زار البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي يرافقه المطارنة رولان ابوجودة، يوسف بشارة، بولس مطر وسمير مظلوم، كاثوليكوس الأرمن الأرثوذكس آرام الأول في مقر الكاثوليكوسية في انطلياس، في إطار جولته على القيادات الروحية لشكرهم على مشاركتهم في احتفال توليته.

وكان في استقباله الى آرام الأول، الوزيران جان اوغاسبيان وابراهام دده يان، النواب: هاغوب بقرادونيان، أرتيور نظريان وسيبوه كلبكيان، اللجنة المركزية للكاثوليكوسية، مطارنة الطائفة وعدد من الكهنة والرهبان.

وبعد رفع الصلاة في كنيسة الكاثوليكسية، توجه الجميع الى الصالون، وألقى آرام الاول كلمة فقال: “نعبر عن فرحنا لترؤسكم الكنيسة المارونية التي تشغل مركزا مرموقا وطنيا وثقافيا وتمثل خط دفاع جريء عن المسيحية في الشرق الأوسط وتكملون مسيرة سلفكم البطريرك مار نصرالله بطرس صفير الذي لعب دورا مهما في الحياة الوطنية اللبنانية. ولا شك انكم سوف تعطون دفعا جديدا لهذه المسيرة من خلال رؤيتكم الواضحة ودعوتكم الروحية والوطنية. وستبقى بكركي معكم مقرا جامعا لكل اللبنانيين. وان الكنيسة الأرمنية تلتزم معكم بالتعاون والمشاركة في الحوار، وفي مواجهة القضايا المشتركة والتحديات التي تواجه كنائسنا”. وكعلامة “شركة ومحبة”، قدم آرام الأول للبطريرك الراعي صليبا مذهبا.

ورد الراعي بكلمة فقال: “شكرا كبيرا لصاحب القداسة على هذا الملقى وعلى الكلمة الكنسية والوطنية والمسؤولية الرائعة التي انطبعت في القلب والتي نجعلها طريقا لعملنا المشترك. يسعدني ويشرفني بصحبة السادة المطارنة رولان ابو جودة، يوسف بشارة، بولس مطر وسمير مظلوم أن نقوم بهذه الزيارة باسم مجمعنا المقدس وباسم، بنوع خاص، صاحب الغبطة والنيافة الكاردينال مارنصرالله بطرس صفير، وكلهم حملونا تحيتهم ودعاءهم وشكرهم.أتينا صاحب القداسة، لكي نعبر عن الشركة الروحية الكنسية، الراعوية والوطنية التي تجمعنا مع كنيستكم الشقيقة الجليلة وللتأكيد عن تعاوننا معا في حقل الرسالة الواسع كما أشرتم في كلمتكم”.

أضاف: “هي زيارة للشكر ايضا عن مبادلتكم هذه الشركة وقد بدأناها برسالة مشكور عليها سيادة المطران رولان ابو جودة مدير الكنيسة البطريركية اثناء شغوره وأسرعتم صاحب القداسة مع السادة المطارنة لتأدية علامة الشركة بيننا. أود أن أعبر لقداستكم وللأساقفة الأحباء هذا الحضور الروحي والمشجع. رسالتنا كما ذكرت صاحب القداسة متسعة الحقول ولا أستطيع ألا أن أشكر كما نوهت، غبطة أبينا السيد البطريرك الكاردينال مارنصرالله بطرس صفير الذي على مدى 25 سنة عبد لنا كل الطرقات الكنسية والمسكونية والراعوية والوطنية بفضل تعاونكم ومؤازرتكم الشخصية ومجمع مطارنتكم ومجمعنا المقدس ايضا. أود أن أعبر عن شكرنا الكبير وتقديرنا لكنيستكم الجريحة والتي شاركت الرب يسوع في آلامه والجرح البليغ الذي ما زلتم تتذكرونه في قلوبكم وأجسادكم وفي صلواتكم هو في أساس اضطهاد هذه الكنيسة لأنه ممزوج بدم الفادي الإلهي وكأني بكنيستكم مصورة وممثلة بشخص العذراء مريم على أقدام الصليب في كاتدرائية هذا الدير. والملفت ان الدم الجاري من يسوع المسيح تساقطت نقاطه على يد أمنا مريم فرأت فيها كنيستكم الأرمنية التي تقبلت جراح الإبادة كنقاط لجراحات يسوع في قلوبكم وعلى أجسادكم وفي تاريخكم، لكننا أبناء القيامة ونحن ندرك انها الروح الأساسي قيامة كنيستكم”.

وتابع: “أود أيضا أن أعرب باسم اخوتي السادة المطارنة ومجمعنا المقدس بل باسم كل اللبنانيين إذا جاز لي، لأشكر الكنيسة الأرمنية الجليلة على كل عطاءاتها للبنان في كل الحقول، وأقول كنتم لنا مثالا في المواطنية ومثالا في العطاء ومثالا في الإباء وفي النبل، ساهمتم في بناء لبنان على كل المستويات، وساهتم وتساهمون في بناء الكنيسة والوطن والسياسة. أود أن أحيي كل المسؤولين أبناء كنيستكم الذين يتحملون المسؤولية الوطنية سواء في البرلمان أو في الحكومة. وأحيي السادة أصحاب المعالي الحاضرين معنا الوزراء وأصحاب السعادة النواب شاكرين حضورهم معنا اليوم. نحن نعلن وأقول نحن، أي مجمعنا بأسره وكنيستنا، هذا العهد أن نواصل معا الرسالة في لبنان في بلدان هذا المشرق وفي عالم الإنتشار، على كل المستويات التي ذكرتموها في كلمتكم”.

واردف: “نضع تحت حماية أمنا مريم العذراء ونعمة يسوع المسيح، هذه الشركة وهذه المحبة من اجل شهادتنا لإنجيل الخلاص الذي يحتاج له كل العرب بدءا من لبنان الذي يتخبط في أزمات عديدة، وكم نحن بحاجة لأن نرفع العين والقلب الى السماء لكي نستمد من النور، مزيدا من القيم لكي نعيد للبنان كل بهائه وكل رسالته. ونحن نعرف كم ان الشعب الأرمني حامل بيده كل لبنان لأنه أدرك ماذا يعني الجرح وأدرك ايضا ماذا يعني خسارة الوطن. لهذا نحن نجل محبتكم وصلاتكم. رسالتنا واسعة وكبيرة لتتسع الى عالمنا المشرقي الذي نرجو له في معظم بلداننا العربية التي تتخبط في آلام المخاض. نرجو ان تكون آلام مخاض حقا تبلغ الى استقرار وسلام يعيش فيها هؤلاء الشعوب بطمأنينة، بكرامة الشخص البشري وبكل حقوقه. رسالتنا تمتد الى هناك، حيث كلنا متواجدون، كما تمتد الى العالم الإنتشاري بأسره. أشكركم صاحب القداسة على كلمتكم التي حملت كل هذه المعاني، وان رددت معظمها فللتأكيد اننا نسير معا يدا بيد، القلب، المحبة تجمعنا، بارك الله كنيستنا، بارك وطننا الحبيب، بارك كل أوطان هذا البقعة من العالم لمجد الله وخير الكنيسة”.

وقدم الراعي لآرام الأول كتاب تاريخ المطارنة الموارنة الـ76 تعبيرا عن تواصل الشركة والمحبة. بعد ذلك، لبى دعوة الكاثوليكوس الى مأدبة الغداء.

08 نيسان 2011

ليبانون فايلز

Share This