مجلس كنائس الشرق الأوسط يندد بشدة بمذابح الإبادة التي ارتكبتها الامبراطورية العثمانية التركية عام 1915 بحق الأرمن والسريان والكلدان والآشوريين والروم ومسيحيي جبل لبنان

2432161941473166361 

اختتمت، أعمال الجمعية العامّة الحادية عشرة لمجلس كنائس الشرق الأوسط الذي انعقد للمرة الأولى في عمان بالمملكة الأردنية الهاشمية، بمشاركة الكنائس الأعضاء من العائلات الكنسية التي يتألف منها المجلس العائلة الأرثوذكسية الشرقية، والعائلة الأرثوذكسية، والعائلة الكاثوليكية، والعائلة الإنجيلية، وذلك من 6 إلى 8 ايلول 2016، بضيافة من بطريركية القدس للروم الأرثوذكس، وبحضور رؤساء المجلس آرام الأول كاثوليكوس الأرمن الأرثوذكس لبيت كيليكيا، وثيوفيلوس الثالث، وبطريرك القدس، وسائر أعمال فلسطين والأردن للروم الأرثوذكس، ومار أغناطيوس يوسف الثالث يونان، وبطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، والمطران منيب يونان، ورئيس الكنيسة اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة، ورؤساء الكنائس الأعضاء أو ممثّليهم، وأعضاء اللجنة التنفيذية، والقائم بأعمال الأمين العام الأب ميشال جلخ، وسائر العاملين في المجلس.

وأصدر المجلس بيانا في ختام أعمال الجمعية، أكد خلاله أنه “يأتي انعقاد الجمعية العامّة في وقتٍ تشهد المنطقة تحوّلاتٍ ديموغرافيةً خطيرةً ومصيريةً تجلّت بتصاعُد موجات الصراع والعنف والتطرّف والظلامية والإرهاب والتطهير العرقي والديني والتهجير بطرقٍ إلغائيةٍ ودمويةٍ، مّا يهدّد كيان الدول وسلامة المجتمعات ونسيجها البشري المتنوّع وحياة أبنائها، وكالعادة يدفع المدنيون الأبرياء من مسيحيين وغير مسيحيين، ثمن هذه الصراعات من أرواحهم وممتلكاتهم وأمنهم واستقرارهم، لا سيّما في السنوات الأخيرة في سوريا والعراق ولبنان، مع استمرار معاناة الشعب الفلسطيني منذ عقودٍ بحرمانه أبسط حقوقه، وفشل تحقيق المقرّرات الدولية في قيام الدولة الفلسطينية بكامل مقوّماتها”.

وأكدت الجمعية أنها تنظر بتقديرٍ وتفاؤلٍ إلى المبادرات الريادية العديدة الصادرة عن مؤسّساتٍ ومرجعياتٍ إسلاميةٍ في المنطقة، والتي ركّزت على رفض التطرّف والعنف، وأكّدت على احترام التنوّع والاختلاف، وأقرّت بدور المكوّن المسيحي الأساسي وأصالته في الحضارة العربية والمنطقة بأسرها، وطالبت بالمحافظة عليه، معلنة أملها أن تُترجَم هذه المواقف بخطواتٍ عمليةٍ، لا سيّما من خلال الكتب والمناهج التربوية، بهدف الانتقال إلى آفاقٍ جديدةٍ من الشراكة والتعاون.

وعبرت الجمعية في بيانها عن رفضها كلّ أشكال التطرّف والإرهاب والإقصاء والتكفير، وندّدت بشدّة بمذابح الإبادة التي ارتكبَتْها الامبراطورية العثمانية التركية عام 1915 بحقّ الأرمن والسريان والكلدان والآشوريين والروم ومسيحيي جبل لبنان، واقتلاعهم من جذورهم في أرض الآباء والأجداد وتهجيرهم، كما أكّدت الجمعية السعي الدائم إلى بناء شبكة أمانٍ من خلال العمل على توفير مقوّمات صمود المسيحيين، ووقف نزيف هجرتهم من منطقة الشرق الأوسط، وإعادة من تهجّر منهم إلى منازلهم.

واقترحت الجمعية العامّة تكليف اللجنة التنفيذية الجديدة بتشكيل وفدٍ لزيارة مرجعياتٍ دينيةٍ مسيحيةٍ وإسلاميةٍ وعواصم القرار من أجل شرح وضع مسيحيي الشرق، ومحاولة إيجاد حلولٍ مستدامة.

وطالبت الجمعية العامّة أصحابَ القرار محلياً وإقليمياً ودولياً بما يلي:

1ـ التدخّل لوقف الحرب، والامتناع عن إمداد المجموعات الإرهابية بالسلاح، وتأمين حلّ سلمي للأزمة في سوريا يضمن وحدة البلاد والعيش المشترك الآمن والحرّ بين مختلف مكوّناتها الحضارية والدينية ضمن دولةٍ مدنية.

2ـ تأمين الدعم المطلوب لعودة النازحين والمهجَّرين إلى بيوتهم آمنين، وخاصةً مسيحيي الموصل وسهل نينوي في العراق، وهم أصحاب الأرض وسكّانها الأصليون.

3ـ انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية بأقصى سرعةٍ، ليعود إلى المؤسّسات الدستورية انتظامُها، لما فيه استقرار هذا البلد وازدهاره.

4 – شجب أعمال الإبادة والتطهير العرقي والديني والاقتلاع من الجذور التي تعرّض ولا يزال يتعرّض لها المسيحيون مع سواهم من المكوّنات في الشرق.

5 ـ تحمُّل الدول العربية والأسرة الدولية مسؤولياتها في مساعدة النازحين واللاجئين وتقديم الدعم المطلوب لهم داخل أوطانهم وفي الدول المضيفة، على غرار ما تقوم به الكنائس والمؤسّسات الكنسية، وكذلك السعي لتأمين عودتهم إلى ديارهم بالسرعة الممكنة، على أن ينعموا بحياةٍ كريمةٍ وآمنةٍ بالمساواة مع جميع إخوتهم في الوطن.

6ـ التأكيد على دعم قضية الشعب الفلسطيني العادلة، وحقّه في إقامة دولته، وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أرضهم بحسب مقرّرات الأمم المتّحدة.

 7- إنهاء الوضع الشاذّ في جزيرة قبرص، وتحقيق وحدة أراضيها، وحماية حقوق جميع مواطنيها.

8 ـ مناشدة المرجعيات الدولية بتكثيف الجهود لإطلاق سراح جميع المخطوفين، لا سيّما مطراني حلب بولس اليازجي ويوحنّا إبراهيم، بعد أن مضى على اختطافهم نيّف وثلاث سنوات، وكذلك الكهنة والمدنيين، والصلاة إلى الله كي يعودوا سالمين بأقرب وقت.

وفي الجلسة الختامية، انتخبت الجمعية العامّة 4 رؤساءٍ جددٍ، ممثّلين العائلات الكنسية الأربع التي يتألف منها المجلس:

– عن العائلة الأرثوذكسية الشرقية: البطريرك مار أغناطيوس أفرام الثاني، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العالم أجمع

– عن العائلة الأرثوذكسية: البطريرك يوحنا العاشر، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس.

– عن العائلة الكاثوليكية: البطريرك مار لويس روفائيل الأوّل ساكو، بطريرك بابل على الكلدان.

– عن العائلة الإنجيلية: القس حبيب بدر، رئيس الاتّحاد الإنجيلي الوطني في لبنان.

كما انتخبت الجمعية العامّة أعضاء اللجنة التنفيذية الجديدة، واختمت أعمالها بانتخاب الأمين العام الجديد للمجلس لمدّة 4 سنواتٍ بحسب نظامها الداخلي، وهو الأب ميشال جلخ الراهب الأنطوني الماروني.

وانتخبت الجمعية العامة الرؤساء الأربعة الحاليين للمجلس رؤساء فخريين، وهم “آرام الأول كاثوليكوس الأرمن الأرثوذكس لبيت كيليكيا، ثيوفيلوس الثالث، بطريرك القدس وسائر أعمال فلسطين والأردن للروم الأرثوذكس، مار أغناطيوس يوسف الثالث يونان، بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، والمطران منيب يونان، رئيس الكنيسة اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة”.

وقدّرت الجمعية العامّة دور المملكة الأردنية الهاشمية وجهودها التاريخية في الوصاية الهاشمية على المقدّسات المسيحية والإسلامية في الأراضي المقدّسة، وبخاصة في القدس، بحيث أنّ كنيسة القيامة هي للمسيحيين كما أنّ الحرم الشريف والأقصى للمسلمين، لما لهذا الموضوع من أهمّيةٍ كبرى في إرساء قواعد حوار الحياة في تلك الأرض المباركة.

وشكرت المسؤولين في المملكة لاهتمامهم المميّز في استضافة هذه الجمعية، مقدّرةً الدور الذي يقوم به جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين في سبيل توطيد السلام ونشر الاعتدال وحماية حرّية العبادة التي ينعم بها المواطنون في المملكة.

كما ثمّنت الجمعية العامّة القانون الذي أقرّه البرلمان المصري في تنظيم بناء وترميم الكنائس، بما يحفظ كرامة المسيحيين وحقوقهم كمواطنين في هذا البلد.

وأعربت الجمعية العامّة عن شكرها وامتنانها لمشاركة بعض الكنائس من خارج المنطقة والمنظّمات المسيحية العالمية آمالَ المجلس وهواجسَه، دعماً لحضوره ورسالته، ولاستمرار الشهادة المسيحية في الشرق.

وتوجّهت الجمعية العامّة بالتهنئة إلى جميع المسلمين بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك، سائلينه تعالى أن يكون مدعاة خير وبركة وسلام وأمان في منطقتنا المشرقية والعالم.

وأكدت الجمعية العامّة لمجلس كنائس الشرق الأوسط أنها تقف متضامنةً مع شعوب المنطقة، وسائلة الرحمة الإلهية لضحايا العنف فيها، والعزاء للمتألمين، والعزم والشجاعة والتوفيق لكلّ الساعين إلى تحقيق العدل والسلام.

Share This