شهادات حول الاعتراف بالإبادة الأرمنية

قداسة البابا بنديكتس الخامس عشر (1914-1922)

رسالة إلى السلطان العثماني

10 أيلول، 1915

إلى جلالة محمد الخامس

إمبراطور العثمانيين

جلالة الإمبراطور،

حيث أن الحسرة على فظائع الصراع الهائل الذي تورطت به إمبراطورية جلالتكم المزدهرة مع الدول العظمى في أوروبا تدمي قلبنا، وما يلامسنا هو الصدى المؤلم بشدة لأنين وشكوى شعب بأكمله منتشر في الأراضي العثمانية الواسعة وقد تعرض لتعذيب يعجز عنه الكلام.

لقد رأى الشعب الأرمني الكثير من أبنائه يرسَلون إلى الموت، والعديد العديد منهم يرمون في السجن أو يساقون إلى المنفى. وبينهم الكثير من الكهنة وحتى بعض الأساقفة.

والآن فإننا نسمع أن كل سكان القرى والمدن يجبرون على ترك ديارهم لكي ينقلوا وسط الألم والمعاناة الشديدَين إلى مواقع اعتقال نائية، حيث أنهم يعانون أشد أنواع الحرمان المظلم البائس وحتى التعذيب بسبب الجوع إضافة إلى الألم العميق.

نحن نؤمن، يا سيدي، أن مثل هذه التجاوزات تحدث رغماً عن إرادة حكومة جلالتكم. ولهذا نتوجه إلى  جلالتكم، وكلنا ثقة، ونوصيه بحرارة، ونطمع بكرمه الكبير ليرأف ويتشفع لشعب يمارس دينه بإيمان، ويبقى مخلصاً ومطيعاً لشخص جلالتكم.

وإن كان بين الأرمن خونة أو مذنبون بجرائم أخرى، فاتركهم يحاكَمَون، ويعاقَبون حسب القانون. وإنما فليتكرم جلالتكم بحسه الرفيع للعدالة بعدم السماح بأن يلقى شعب بريء الحكم نفسه كالمجرمين، وأن تنزل رحمة سلطانكم حتى على من انحرف.

ليقل جلالتكم كلمته القوية والمتضرِّعة في السلام والعفو، ودعوا الشعب الأرمني يحتمي من العنف والانتقام ويبارك اسم حاميه السامي.

بهذه الأمنيات الطيبة، نصّلي من أجل أن يتقبل جلالتكم أطيب التمنيات من أجل حفظ وازدهار وسعادة شعبه.

من الفاتيكان، بتاريخ 10 أيلول، 1915

البابا بنديكتس الخامس عشر

Share This