“الجماهير” تسلط الضوء على أعمال الفنان التشكيلي السوري الأرمني زافين بردقجيان

%d8%b2%d8%a7%d9%81%d9%8a%d9%861

كتب ابراهيم داود في صحيفة “الجماهير” من حلب مقالة بعنوان “الفنان التشكيلي زافين بردقجيان .. والتمسك في جذور الأرض” ، وقال أنه التقى الفنان التشكيلي زافين بردقجيان لأول مرة في صالة الخانجي للفنون الجميلة إلى جوار صمته الصارخ وسط الأحاديث الجانبية، وكتب: “كان يبدو لي يعيش في عمق من السكون ولا تستوعب أبعاد تجربةٍ وتاريخٍ له حضوره في الساحة التشكيلية السورية والأرمنية على حد سواء ، وبالتقرب منه وجدته إنساناً عملياً مثقفاً يتحدث في العلم والفن له آراؤه الإيجابية حاداً كثيراً في التحدث عن مدينة حلب وعن المجازر التي يرتكبها الإرهاب الحاقد وربط ذلك بمجازر الأرمن من ظلم العثمانيين قبل ما يزيد المائة عام ، ينتقد كل من غادر المدينة ، وهو يعمل وأولاده في حي الميدان الحلبي التي تتساقط من حوله قذائف الحقد الظالمة ويقول أنا عشت في هذا البلد وسأعمل لأجله ولن أموت إلا في هذا البلد.

ومن يعرف الفنان زافين عن كثب يجد الإنسان الشاعري الحساس قبل أن يكون الفنان ، فهو المهندس المجد بعمله وكما الفن الذي يعتبره للبشرية ومن أجل البشرية عامة فيقدم أفكاره ورؤيته من خلال اللوحة .

الفنان زافين عضو اتحاد الفنانين التشكيليين في أرمينيا ولكنه مصر على البقاء في المدينة التي تربى وعاش بها حلب التي يعتبرها لوحة فسيفسائية هو جزء منها فإن غادرها تشوهت اللوحة التي عشقها وهي تقاوم ضد الظروف السيئة من خلال الأزمة ليتحدى مع أخوة عاش معهم وبنوا هذه المدينة الفسيفسائية يرسم لوحاته معبراً عن ثبات جذورها وقوة تماسكها .

الفنان بردقجي أطلعني على أعماله الفنية والتي تأخذنا من التعبيرية إلى السريالية ، والحداثة عنده في اللغة التصويرية أعطت الألوان قوة وتعبيرية عن قوة الجذور والتماسك بهذا الوطن ، وهو يشرح لي بعض اللوحات نجد فيها ما تمثل الرياح القوية والعواصف التي تريد اخذ أطفالنا في هذا البلد إلى مصير مجهول ولكن نحن … نحن ، وأننا نحافظ على نوع  ولون إقامة فريدة من نوعها الفسيفساء السورية  والبقاء على هذه الأرض والجذور لنا أن نبقي عليه فمهما كانت الأعاصير قوية، عشوائية، ولكنها مؤقتة.

ولوحة تمثل العوالم الداخلية للفرد والجماعة للحالة العقلية والروحية من الإرتباك والصراع من أجل البقاء ولوحة تحكي عن بحر يحمل سفن ونحن في سفينتنا ومهما كان النو مضطرب ومجنون وعلى الرغم مما أصاب تلك السفينة وعلى الرغم من تعرضها للضرب ولكن لا يزال قائماً من عليها النبيل والشجاع .

ونحن باقون في حلب ونتذوق ملح أرضها … وهذا قرارنا

ويقول المطران خورين دوغراماجيان مطران الأرمن في أثينا اليونان : (صحيح أن الكثير من محبي الفن السوريين يقولون بفخر أنهم يعرفون زافين باردقجيان الذي له خبرة أكثر من 30 عاماً .. ليس للفن حدود وجنسية الفن ملك الإنسانية جمعاء. واحد من هؤلاء زافين إن إبداعاته ملك الإنسانية عامة ..إنه يتابع الإبداع  رغم الظروف الصعبة في حلب ، ممكن القول وبكل ثقة ..في عالم الألوان والحروف كل محب فن يجب أن يقول كلمة حق بقدر عالم الألوان والحروف ، ليطول الله عمرك  لكي تبدع بريشتك”.

ومن خلال شرح الفنان للوحاته قال: (هنا وهناك .. ضحايا الأحداث .. لنا مدخل عاصف يومي .. عندما تهب عاصفة الإرهاب ..  تندمج الأرض والسماء .. مرعوبين .. نفقد الكثير ..  بالشهداء .. جذور حلب .. تأخذ الحياة .. من جديد .. والإرهاب في ذروته .. يفقد معناه .. ونحن نتابع .. الحياة .. فاقدين معنى الخوف) . في حلب وسط القذائف والموت ندمج الأرض والسماء نبحث عن السلام ( أوصلوا الأرض بالسماء … ولم يستطيعوا حجب  النور والأمل عن الحلبيين … نقول .. حان وقت الفرج .. وسنقول).

%d8%b2%d8%a7%d9%81%d9%8a%d9%862

Share This