فيلم “زفاف يان”.. ضوء على الأرمن في لبنان

%d9%81%d9%8a%d9%84%d9%85-%d9%8a%d8%a7%d9%86 

في حديث خاص لموقع “الفن” مع الممثلة كارلا بطرس، مديرة العلاقات العامة والـCasting Directorr  لفيلم “زفاف..يان” ، قالت لنا كارلا :”بدأنا هذا الأسبوع بمونتاج الفيلم ، ومن المفترض طرحه كحد أقصى في شهر آذار ، ونعمل حالياً على أن يتواجد الفيلم في بلاد أوروبية وغربية وليس فقط في لبنان، وآمل أن يكون “زفاف..يان” زفافاً مكللاً بنجاح جميل”.

وأضافت كارلا :”بعد طرح الفيلم ، سنبدأ بالتفكير بالمشروع التالي الذي سنقوم به ، وسنعقد إجتماعات مكثفة ، ولدي فكرة حلوة ومفصلة عن هذا المشروع الآتي”.

وعما إذا كانت إنتقلت إلى كتابة الأفلام والمسلسلات ، قالت لنا كارلا :”أنا لا أعتدي على أحد ، ومن الممكن أن تكون لدى الشخص أفكار يتشاركها مع الآخرين، والفكرة ممكن أن تكون لي ، ولكن هناك أشخاصاً محترفين سينفذون العمل”.
يذكر أن “زفاف..يان” يتناول ولأول مرة موضوع الأرمن في لبنان ، كتابة شكري أنيس فاخوري ، إخراج كارولين ميلان ، بطولة كارلوس عازار، إيميه صيّاح، بيار شماسيان وميراي بانوسيان ، بالإشتراك مع عدد كبير من الوجوه اللبنانية ولأول مرة سيدخل نجوم المسرح الأرمني في السينما اللبنانية.

وكتبت سهيلة ناصر في موقع “الأمل نيوز” تقول: “بعيداً عن مآسي الأرمن، وما تعرضوا له قبل 100 عام، يدخل فيلم «زفاف يان»، إلى عمق تركيبة المجتمع الأرمني في لبنان، بعاداته وتقاليده، وأسلوب حياته، وما يدور في فلكها من خفايا تعد مجهولة عند كثيرين. الحبكة الرومانسية تأتي ضمن قالب اجتماعي كوميدي، نسج خيوطها عميد كتّاب الدراما اللبنانية شكري أنيس فاخوري، في أولى تجارب الكتابة السينمائية، يجمع قصة حب استثنائية تربط كارلوس عازار وإيميه صيّاح، وما يواجهانه من اعتراض الوالد بيار شماسيان، ورفض تزوجيها من «ابن عرب».

يقول فاخوري: «هو أول عمل لبناني أرمني. أغطي الشريحة الأرمنية التي لم يتم تناولها في الدراما بعد. أتناول حياتهم من حيث تفاصيل معيشتهم وقصصهم وهواجسهم، ومشاركتهم المجتمع اللبناني بالتفاصيل اليومية، من خلال قصة هادئة».

يأتي فيلم «زفاف يان»، الذي يحمل توقيع المخرجة كارولين ميلان، بعد سلسلة نجاحات تلفزيونية درامية للكاتبة والمخرجة معاً منذ عام 2002. يضم نجوماً من أصول أرمنية، منهم: بيار شماسيان، وميراي بانوسيان، وغيرهم، بمشاركة وجوه درامية لبنانية بارزة مثل: مارينال سركيس، وجهاد الأندري، وجناح فاخوري، وعاطف العلم، وغيرهم. داخل أحد المباني السكنية في منطقة برج حمود؛ حيث معقل إقامة الشريحة الكبرى من أبناء الطائفة الأرمنية، التي تشهد اكتظاظاً سكانياً، كان إصرار المخرجة ميلان على التصوير في هذه المواقع؛ ليصل إلى الناس بحقيقة المشاهد، وفيها التقت «الخليج» فريق العمل، الأشبه بخلية نحل.
تقول ميلان: «الفيلم يتضمن حوارات أرمنية لبنانية في قصة حيكت بأسلوب رومانسي كوميدي خفيف، ترفيهي وبتركيبة خفيفة قريبة من القلب، بشكل يراعي حالة الانزعاج التي يعيشها الناس في حياتهم اليومية».
تضيف: «تداولت أنا والكاتب القضية منذ 13 سنة، لكن التنفيذ تأخر لعوامل عدة. وأحلى ما في نص فاخوري، أنه يسمح لي أن أتبنى نصه. يعطيني أريحية ومساحة كمخرجة، لذا يأتي النجاح؛ حيث لا وجود للكبت في أي مكان».
وعن الأبطال، تقول : «عملت مع كارلوس في أكثر من عمل درامي. أما إيميه فهي كالفراشة، خرقت البطولة بسرعة قياسية في الدراما اللبنانية، ووجودها في أول عمل سينمائي من إخراجي يفرحني، ويرضي غروري»، متوقعة النجاح للفيلم وأن يحظى بفرصة مشاهدة قاعدة جماهيرية واسعة، كونه يحمل بصمة جديدة في الأفلام السينمائية، فلأول مرة ستختلط اللغة الأرمنية باللهجة اللبنانية، وسيدخل نجوم تمثيل الأرمن إلى السينما اللبنانية.
كارلوس عازار يؤدي دور فارس أحلام البطلة. وعليه تقع مهمة البحث عن فتاة تشبه الصورة التي يحملها معه دائماً، ليتزوجها كما أوصته جدّته؛ وذلك لئلا يخسر الثروة، فيعثر على فتاة أرمنية ويغرم بها وتبدأ المشاكل في علاقتهما. يقول: «سعيد بتركيبة الفيلم بنواحيها وجوانبها المشجعة، خصوصاً من جانب تسليط الضوء على مجتمع معين، وأشخاص لم نرهم في السينما اللبنانية. والأمور تسير على ما يرام بين الممثلين. زملاؤنا محترفون. إيميه تتمتع بفكر صافٍ، وهذا يسهل العمل وينعكس على النتيجة».

الخطوة السينمائية الأولى لإيمّيه صيّاح بشخصية «سيفانا»، الفتاة الأرمنية، مدرّسة الموسيقى التي تتّسم بشخصية هادئة جداً، ورومانسية إلى أقصى الحدود، وتنشد الحب المثالي؛ فضلاً عن أنها شديدة التعلّق بعائلتها. دورها استلزم أن تخضع لتمرينات باللغة الأرمنية. تبدو مرتاحة في موقع التصوير؛ لوجود أرمن محترفين، يساعدونها على نطق الكلمات بطريقة سليمة، وهم فوجئوا بالنتيجة الممتازة منذ أولى مراحل التصوير.

بيار شماسيان، صاحب الخبرة المسرحية العريقة، يشارك بدور الأب الجدي، صاحب «الإفيهات» . يقول: جذبني النص، لما له من فائدة للتنوير على عكس ما هو سائد عن الأرمن من قوقعة، بعيداً عن شرائح المجتمع. ويعطي مثالاً عن عائلته، واصفاً إياها بعبارة «الأمم المتحدة»، نتيجة الزيجات المختلطة، معلناً أن المنتصر الوحيد هو الحب.

تصف ميراي بانوسيان، العمل بالاحترافي، وتقول عن حوافز المشاركة بدور والدة إيميه صياح: «المشاركة هنا عاطفية أكثر مما هي فنية. من الطبيعي أن أشارك في إنجاح عمل يتناول شعبي وبيئتي وتقاليد أهلي».

خلف الكاميرا، تخوض الممثلة كارلا بطرس التجربة الأولى في إدارة الممثلين، إلى جانب المساعدة في الإنتاج. تبدو سعيدة جداً باجتياز مهمتها بنجاح. تقول: «التعاون والتفهم من الزملاء الممثلين أثناء عملية الكاستينغ، كان أكثر من رائعة».

هاروت صامويان، لديه تجارب مسرحية أرمنية، يعرب عن فرحته المشاركة بدور صديق البطل، قائلاً: «تجسيد فيلم عن الأرمن يعد فرصة لنا كممثلين وأبناء مجتمع أرمني، لكي يتعرف الناس إلى عاداتنا، وإبعاد تهمة الاعتقاد السائد أننا مجتمع انطوائي».

 

Share This