شهادة الكاتب وليد إخلاصي

إن جغرافية حضارة البحر المتوسط جمعت الخصوم والأصدقاء في نوع من القرابة الجغرافية. كان من المتوقع أن تنعقد الصداقة بين الشعبين التركي والعربي لكن الذي حصل أن الإمبراطورية النامية التي دامت قروناً عديدة وسميت بمشكلة -الرجل المريض- جعلت العداوة شديدة بين العرب والأتراك بالرغم من التوافق الديني.

حسب قراءاتي ، أرمينيا عندما كانت إمبراطورية في العصور الوسطى تبين في الحفريات والدراسات الأثرية أنه كانت فرصة التعايش قائمة بين العرب والأرمن ، وتعززت عندما وقع الظلم المشترك عليهم من قبل القوة العثمانية التي لم يكن لها رادع هو الدين إنما هو التسلط الذي يلازم القوى العظمى وآنذاك كانت الإمبراطورية العثمانية من القوى العظمى. فعندما ابتدأ الظلم على العرب توافق مع الظلم الذي وقع على الشعب الأرمني. والقرب الجغرافي ليس للجغرافية الأرمنية الحالية وإنما لتوطن الأرمن في الحدود المجاورة لسوريا التي كان جزء منها والجزء الآخر عربي، اسكندرونة الملاصقة لكيليكيا واستغاث الشعب الأرمني فكان التقارب الجغرافي هو الذي كشف عن الصداقة بين المظلومين.

اللجوء الأرمني إلى سوريا بالذات كان له مبرر جغرافي وتاريخي ، إذا عدنا الى الطبيعة النفسية للعرب السوريين ، كانوا يتعاطفون ليس فقط مع الشعوب التي وقع عليها الظلم التركي بل مع أي شعب يقع عليه الظلم، والطبيعة الجغرافية  خلقت نوعاً من السلوك الأخلاقي ولذلك كان الاحتواء كبيراً من السوريين للأرمن. هذا ما أذكره في أدبيات التاريخ التي قرأتها.

لكن هذه العلاقة توطدت عندما اختار الناجون من المذبحة الأرمنية المشهورة أن يتوطنوا في سوريا . لقد برهنوا على نوع من الجدارة في البقاء، كانوا جديرين بالبقاء لأسباب كثيرة وقف على رأس هذه الأسباب والجدارة أن قدرة التمازج التي أبداها الشعب الأرمني مع الشعب المضيف السوري هي القدرة على إثبات الذات بإظهار المهارة في أداء الخدمات التي ستظهر بعد ذلك في قدرة الأرمن على العطاء والإنتاج، والطبيعة السورية يغلب عليها السلوك التجاري والزراعي وفق المعطيات التاريخية والجغرافية، ولذلك أثار الأرمن إعجاب السوريين في تكملة جانب العمل بالصناعات والمهارات اليدوية ، هذه الأسباب جعلت التقارب مزيجاً من التعاطف الذي انتقل إلى درجة الإعجاب، هذه الأشياء التقطتها من الرأي الشعبي السوري ، الذي يظهر كل إعجاب بالذي يعطي الذي ينتج الذي يضيف . وقد فعل هذا الشعب الأرمني وخصوصاً أنه أتقن أداء بعض الصناعات التي لم يتقنها ابن البلد.

الشعب السوري لم يعرف الأرمن حديثاً عقب المذبحة المشهورة والمجزرة والإبادة المعروفة، إنما عرفه أيضاً في توطن أعداد كبيرة من الأرمن منذ مئات السنين في سوريا.

إذاً معرفة السوريين بالأرمن لم تقتصر على التعاطف ضد الأتراك بل كان لها جذورها القديمة وفي الحياة الاجتماعية. أنا أذكر أن نقيب المحامين في بداية القرن كان أرمنياً وكثير من المهندسين في الموانئ والصناعات الناشئة كانوا من الأرمن، كانت الفكرة مسبقة عن الشعب الأرمني. زاد هذا التعاطف بعد المجزرة التركية للأرمن قدرتهم على التعايش ليس الذوبان في المجتمع السوري وإنما الذوبان في البنية الاجتماعية مع الحفاظ على الشخصية الأرمنية ، ولذلك مثلاً بعد الاستقلال كانت هناك خطوات لتعريب كل شيء، الحكومة السورية احتفظت بحق الأرمن بإبراز ثقافتهم ولغتهم ومدارسهم لأنه لم يكن هدفهم الغيتو المتخفي أو المستقل. مثلا اليهود الذين كانوا يتعاطفون مع الناس كانوا منعزلين عن الحياة الاجتماعية.

في بداية نصف القرن الأخير هذا زاد التحام الأرمن مع العرب في سوريا نتيجة حالة نفسية، التي هي على النحو التالي: إن الحركة الصهيونية التي احتلت جزءاً من بلاد الشام – فلسطين التي حاولت أن تتوطن فيه وتطرد العرب ، عزز هذا التحام السوريين بالأرمن وذكرهم بالقضية القديمة وهي طلب الاستقلال عن الحكومة العثمانية فالضغط الذي خلصوا منه نتيجة تحررهم من السلطة العثمانية وقعوا في فخ العدوان الصهيوني فكان الحل البسيكولوجي هو مزيد من التفاعل مع الأرمن الذين لم يثبتوا فقط أنهم أصدقاء العرب إنما تعاطفوا مع قضية العرب في فلسطين والحالة اليومية . وموقف الأرمن من القضية الفلسطينية كان أقوى من مواقف عرب كثيرين . والشعب الأرمني عندما انخرط في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية برهن على أن تعلقه بوطنه الأم أرمينيا لا يقل عن تعلقه بالوطن الثاني سوريا . هذه ملاحظات جمعتها من صداقات كثيرة.

نادراً ما كنت تجدين أرمنياً يتعاطف مع الاستعمار الصهيوني ، وصبّت كراهية السوريين للحركة الصهيونية في موقفهم الصلب من الاستعمار التركي بالرغم من التوافق الديني . الشعب الأرمني مسيحي، غالبية المجتمع السوري مسلمة، كان هناك تقارب بينهم أكثر من التقارب ما بين التركي والسوري، فبرهنت قيمة جديدة الآن أن المودة بين الشعوب إن كانوا أقليات أو متساويين في العدد، يغلب عليها توافق المصالح والتعاطف ولم يعد عامل الدين هو الذي يتحكم في العواطف .

إنه تعاقب السنين وهو الذي عزز التمازج. فعندما نقول أن في حلب أقليات أخرى لا نذكر الأرمن كأقلية ، ففي حلب هم من أهل حلب وليسوا أقليات، بعكس كثير من الاقليات الأخرى . هذا موقف شعبي عام وليس سياسياً . هناك بعض الأثنيات مازالت محافظة على شخصية الأقلية ، لكن الأرمن بالرغم من هجرتهم بعد عام 1948 هاجر عدد لا بأس فيه من الأرمن لكني لمست الندم عند بعض العائلات بترك سوريا. لم ينف هذا ارتباطهم بأرمينيا ، وعندما زرت أرمينيا أحسست بذلك ، فحافظوا على لغتهم العربية و مثلاً في المطاعم الناس يرحبون بنا دون معرفة مسبقة، فقط لأننا من سوريا.

شخصياً كنت أعيش في مصر عند سيدة أرمنية في شقة صغيرة، ورأيت الأقلية الأرمنية هناك ، فلاحظت شخصياً أن الأرمن في سوريا مرتبطون بالبلد أكثر من الأرمن في مصر . ليسوا ضد مصر بالعكس هم متعلقون بمصر، لكن يبدو أن القرب الجغرافي من ساحة العدوان جعلت هذا الشعور ينمو .

أعرف عدداً من الأرمن عندما زاروا بعض المناطق في سوريا كأنهم زاروا أماكن مقدسة ينظرون لها نظرة حنين وعواطف وهذا الشيء يتراكم عبر السنين ويجعل وشائج العلاقات تبرز في الزواجات والشراكات التجارية الخ. وارتبطت بنوع من الإعجاب وليس الغيرة.

أذكر أن الأرمن في الأربعينات كانوا أفقر فئة في المجتمع ، الذي جعل حالتهم الآن في تحسن هو إتقانهم للعمل وارتباطهم في الأرض، إذا كانوا يزرعون في أرض وكأنها أرضهم وهذا دليل على الانتماء ، لأن الشعب المهاجر المنخلع عن أرضه لا يستثمر ويزرع أو ينشئ مصانع. وازداد هذا يوماً بعد يوم . تبدو القضية ساذجة لكن الشعب الأرمني في خمسين أو ستين سنة أتقن اللغة العربية بشكل أدهش الناس إنما لم يتخل عن اللغة الأرمنية ولا عن الأدب الأرمني ولا عن الفن الأرمني . أنا اعرف الكثير درسوا في يريفان الرقص والسينما والطب ويتداولون اللغة الأرمنية ، وبقيت العربية اللغة الثانية بنوع من القوة الكبيرة لا تجدينها عند الكثير من المهاجرين إذا أطلقنا على الأرمن لقب المهاجرين. لاحظت شخصياً أنه كأنما هناك مقولة نفسية كرد جميل على ناس احتووهم وأحبوهم.

أنا أعرف الكثير من العائلات العربية المسلمة احتضنت الأرمن من المذابح في محنتهم وثم لم يدفعوهم ثمن الحماية ، اعتبروا أن هذا جزء من سلوك أخلاقي مرتبط  بالأرض السورية. إذا أخذنا 3 أجيال من الأرمن الجيل الأول الذي نجا من المذبحة والجيل الذي ترعرع في أحضان من نجا من المذبحة والجيل الثالث الذي لا يذكر عن المذبحة سوى أشياء تاريخية، نلاحظ انه هناك تدرجاً واندماجاً في المجتمع السوري ، بشكل كأنما اختيار قدري أن تكون سوريا وطناً للأرمن الذين تناسلوا فيها.

مازال كثير من المثقفين العرب يحاولون في كل مناسبة عندما ينشط الطرف الأرمني في تعزيز حق الأرمن حقهم في حزنهم العميق من المملكة المعتدية – العثمانيين – أي مشروع ثقافي أو فني أو اقتصادي سنجد فيه مشاركة . هناك بعض الاقليات في سوريا لم تستطع أن تمسك يداً بيد في الاقتصاد والتعليم والثقافة كما حصل بين الشعب الأرمني والسوري . وهذا نتيجة منطقية لظروف تاريخية على رأسها أن الاثنين مشتركان في العداء للظالم . هناك قوة ظالمة وهي لا تتغذى بالسلوك التركي إنما السلوك الدخيل على الأتراك الذي تجلى بالذات بالحركة الطورانية التي لم تعاد الأرمن فقط بل عادت حتى الأتراك غير المؤمنين بالطورانية وهذا سنجده في الصراع الحالي بين بعض الحركات التركية الدينية والحركات العلمانية بالرغم من أن العلمانية قدر المنطقة لكن تلبستها الحركة الطورانية المتخفية . ويقال في التاريخ أنه هناك دسائس صهيونية واستعمارية. يجب ألا ننسى أن الاستعمار الغربي والمتمثل بالذات في أمريكا احتضن هجرة الأرمن إليه ليس حباً بالأرمن إنما بتعميق الخلاف الذي كانوا يراهنون عليه أن يكون دينياً. ولم يحدث الخلاف الديني، حدثت محنتان ثلاث في سوريا. جاء الاستعمار وأسكن الصراع ما بين المسيحية والإسلام. حركات غير عميقة. لم يكن الأرمن في صف المسيحيين. السوري المتعصب لم يتعامل مع الأرمني كما يتعامل مع المسيحيين المنتمين إلى الثقافة الغربية. وهذا سر من أسرار الأرمن . فهم جزء من الثقافة الشرقية.

إذا أقمنا دراسة على الموسيقى الأرمنية والأخلاقيات والسلوك الاجتماعي والحياتي نرى أنهم منتمون إلى الشرق أكثر من انتمائهم الى الغرب. وهذا هو التناغم الذي حصل، هناك أصول حضارية فعلاً شرقية، يشترك فيه العرب والأرمن.

في الوقت الذي تخلص النظام التركي من السلطة العثمانية، كان هدفه هو أن يزحف إلى الثقافة الغربية، وهذا كرّس الخلاف أكثر بالعمق، فصار الخلاف حضارياً، ففي الوقت الذي صار هناك خلاف حضاري بين أبناء الدين الواحد الأتراك والعرب، صار هناك تمازج حضاري بين أتباع دينين مختلفين . وهذه نقطة هامة.

ففي النهاية الحضارات تسبق الأديان . فإذا نبشنا في تاريخ مملكة أرمينيا القديمة أيام الوثنية والمسيحية الأولى كانت هناك علاقات تجارية متميزة بين العرب والأرمن أكثر مما كان بين المسيحي الأوروبي والمسيحي الأرمني، وهذا كله يعود إلى الرحم والحضن الشرقي الذي احتضن الثقافة الأرمنية والشعب الأرمني والعرب، وفي النهاية الجذور واحدة.

وهكذا بدأت تفهم صراع الثقافات، فمثلاً الأمريكية والعربية. في العمق هناك نوع من الحرب والسبب بسـيط ، لأنه فعلاً هناك جذور متباينة، الشرق شرق والغرب غرب ، ثم يأتي التمازج بعد قرون عديدة والعلم عند الرب.

أعود إلى ذكرياتي مع الأرمن. لي ذكريات عميقة وأنا لست متفرداً في ذكرياتي، لكني أستطيع أن أعبّر عنها. مثلاً في طفولتي عشنا متجاورين مع الأرمن، كان يجمعنا أمر مهم وهو التقارب في الفقر. بالرغم من أن الأرمن تفوقوا علينا في الفقر ذاك الحين، لكن على سبيل المثال والدي رجل أزهري وجذوره دينية وعائلتنا متدينة والتعاطف مع جيراننا الأرمن كان أكثر بكثير مما هو مع الجيران الآخرين والسبب بسيط هو أن طيلة السنين لم تشهد مسيرة حياتنا أي نزاع واختلاف، بل كان هناك نوع من الحب المتبادل. فبالنسبة لي أكثر الجيران طيبة هم الجيران الأرمن. إنها ضربة حظ تاريخية أو ظروف.

بالرغم من أن جيراننا الأرمن لغتهم العربية ذاك الوقت كانت ثقيلة وصعبة التفاهم ، لكن يبدو أن القلب الصافي والجيرة الصافية أقوى من اللغة. لو أتى علماء اللسانيات لأثبتوا أن ليس المهم وجود توافق لغوي لكن المهم التوافق العاطفي. والأجيال تعاقبت وأتقنت اللغة . فلو عدنا إلى الجذور لوجدنا أن اللغة لم تكن عائقاً تفصل بين الجارين. هذه ميزة موجودة في كثير من الحالات وليس فقط في عائلتي.

هناك بعض الصناعات كان الأرمن يجيدونها، إذا كان يضرب المثل بمهارة شخص يقال – مثل أرمني  شاطر – والسبب هو إتقان العمل. وإتقان العمل هو جزء من فلسفة شعب لا أدري إن كانت تمتد إلى القدم أو أن الظروف القاسية جعلته كذلك.

في شبابي الأول ، بالصدفة عرفت شخصاً اسمه بيير شادارفيان، ثم عرفت أنه من مؤسسي الحزب الشيوعي، والذي آلمني أنه تم تصفيته جسدياً، فحفر في نفسي لدرجة أنه شكل العمود الفقري لروايتي (بيت الخلد) تمجيداً لذكراه. فقد كان مثقفاً كبيراً وإنساناً بسيطاً رقيقاً ومن عائلة كبيرة.

الشيء الذي أعجبني أنه كان يكرس نفسه لنقل المعرفة إلى الناس البسطاء والأميين. لا أدري إن كان يفعل هذا كحزبي أم أرمني. كان سلوكه سلوك نبي. مثـّلته في روايتي بشكل واقعي، فعلّم بطل روايتي اللغات والقراءة والكتابة وفهم الحياة.

كان نموذجاً، أثـّر في حياتي حتى هذه اللحظة. أعتبره من الذين ساهموا في تشكيل بنيتي الثقافية والنفسية وعززوا عندي الإيمان أن الإنسان يجب أن يكون مخلصاً وأن يعطي دائماً. كان شخصاً يدافع عن سوريا وحلب ولا يقل عن كثير من مجاهدي أبناء البلد.

هذا النموذج خلق عندي الفكر الأسطوري، سمّيته (الشيخ بيير)، كونه معلماً ويقود الناس في المفهوم الإسلامي. كانت مهمته الأساسية خلق مناخ للناس الضعفاء ليحسوا بوجدانهم. إنه نموذج للإنسان، فصرت أتطلع إليه في المستقبل.

وعندما أكتب نماذج مثالية يخطر في بالي (بيير). النموذج عندي هو الذي يعطي أكثر مما يأخذ وينقل الذي يملكه إلى الآخرين إن كان مالاً أو معرفة .

أنا كتبت مقالات كثيرة عن الأرمن. وأذكر أنني تأثرت مرة عند زيارتي الى أرمينيا وعندما دعانا أحد الأصدقاء لزيارة مقبرة الشهداء فوجئت بأمرين: كانت الموسيقى تعزف 24 ساعة. لكن الذي هزني هو أنني رأيت عدة سيارات سوداء نزل منها أناس واكتشفت أن بينهم عروسين وتقدما باحترام ووضعا إكليل زهر على القبر وتبيّن أنه قبر قديم وسألت عما جرى، فقيل لي أن هذا القبر لا يخصّهما لكن العادة جرت أن الأرمن عندما يبدؤون حياتهم الجديدة في الزواج يقدمون الاحترام للأجيال التي ضحّت. فهذا الحدث قلب مفاهيمي. هذا هو الشعور، هذه هي الثقافة أن يتواصلوا مع الأجيال ويحترموها . ويعتبر أن بدايته لن تكون سليمة إلا إذا قدّم الاحترام إلى الأجيال التي سبقته وبالذات إلى الشهداء، والشهداء بالذات عبر أجيال عديدة.

في عام 1977، في كنيسة ايتشميازين – في أرمينيا – حضرت قداساً وكان الكاثوليكوس يلقي خطبته، لفت نظري أناس كانوا من أعضاء المكتب السياسي للحزب الشيوعي يحضرون القداس، وعندما سألت، قيل لي أن هذه كنيسة أرمنية وليست كنيسة مسيحية، فهذا الشيء يلعب دوره في فهم الثقافة وجوهر الثقافة الأرمنية والجوهر ليس التدين إنما الحس والانتماء للأرض والناس والتاريخ. وأعتقد أن هذا تعمق أكثر عندما وقع عليهم الظلم العثماني.

وعندما زرت مقبرة العظماء وهي كغابة فطرية ويحتفل بها الشعب الأرمني كأنما يؤسس نوعاً من التقاليد التي تعمق الثقافة. فتحسها في السلوك الحياتي يفرزها الناس في سلوكهم اليومي.

رغم الظروف القاسية والويلات والضيق والاقتصاد السيئ، مع ذلك لم يتخلوا عن الارتباط، وهو الناتج الطبيعي للثقافة العميقة الموجودة والتي قد تكون غير معبرة في الأدبيات بشكل كبير، لكن السلوك اليومي دلني على ذلك وكان أعمق بكثير من أي تعبير أدبي.

حلب في 27 كانون الأول 1999

Share This