شهادة أستاذة العلوم السياسية مارغريت حلو عن الإبادة الأرمنية

لقد بدأ المفكرون العرب يركزون على مسألة التتريك والطّورانية بعدّها سبباً من أسباب المجازر ضد الأرمن والعرب، وبدا ذلك جلياً في المداخلات وأوراق العمل التي قدّمت في العديد من المؤتمرات. وسنركز هنا على شهادة الأستاذة في العلوم السّياسة في الجامعة اللبنانية مارغريت حلو، وهي صاحبة كتاب الإسلام والسّياسة في تركيا، (بيروت، 1995م)، والعلاقات التركية الاسرائيلية، (بيروت، 1994م)، تطرّقت في مؤلفاتها إلى تاريخ القضية الأرمنية وتوصيف الإبادة.

حيث أكدت مارغريت حلو في ورقة بعنوان “التّسلسل الزّمني للمطالب الأرمنية والتّحقيقات الحاصلة على هذا الصّعيد”، في مؤتمر عنوانه “(1915-1995م) حقّ وعدالة”، نظّمته لجنة الدّفاع عن القضية الأرمنية في لبنان التّابعة لحزب الطاشناق بين ٢٨-٢٩ نيسان 1995م، شاركت فيه الكثير من الشخصيات اللبنانية، أنّه مع بروز بوادر المسألة الشّرقية أواخر القرن الثّامن عشر، وتكريس الوجود الرّوسي في كلّ من جورجيا وأرمينيا القوقازية في الرّبع الأول من القرن التّاسع عشر، ابتدأت القضية الأرمنية تتبلور وتزداد تعقيداً، وبالتّالي ازدادت المعاناة الأرمنية في أنحاء الإمبراطورية حدّة، وابتدأت الأحداث تسمع مطالبة بحلّ لهذه القضية. وقالت: “مع بزوغ سياسة التتريك والحلم الطّوراني ابتدأ الخطر على الأرمن يزداد. فموقع أرمينيا الجغرافي يجعلها عقبة رئيسية في طريق تحقيق هذا الحلم. والنتيجة كانت مزيداً من الاضطهاد على يد الأكراد. وكانت الحرب أكبر غطاء لتركيا للتّخلّص من التزاماتها بموجب المعاهدات والاتّفاقات الدّولية، فشرعت في ربيع 1915م تنفّذ سياسة الإبادة الجماعية التي نُحيِي اليوم ذكراها الثّمانين. ولعلّ أفضل وصف لهذه الإبادة هو ما جاء على لسان طلعت باشا وزير الداخلية التركي آنذاك عندما قال إنّه نجح خلال ثلاثة أشهر في تنفيذ ما عجز السلطان عبد الحميد عن إنجازه خلال ثلاثين سنة”.

 

ملحق أزتاك العربي للشؤون الأرمنية

المصدر: من كتاب (100 عام على الإبادة الأرمنية 100 شهادة عربية) للدكتورة نورا أريسيان، جامعة هايكازيان، بيروت، 2014.

Share This