شهادة الباحث المصري أستاذ التاريخ الحديث حلمي أحمد شلبي عن الإبادة الأرمنية

تناول بعض المؤرخين موضوع الإبادة الأرمنية ضمن دراساتهم في الأقليات، وأشار الباحث المصري أستاذ التاريخ الحديث في جامعة المنوفية حلمي أحمد شلبي في كتابه “الأقليات العرقية في مصر في القرن التاسع عشر” إلى أنّ المسألة الأرمنية ازدادت تكريماً في أذهان أرمن مصر في الثمانينيات والتسعينيات، أي أنّ النّزعة القومية الأرمنية عاودتهم، وأصبحوا أكثر حنيناً إلى مناطق نزوحهم الأصلية، بعدما تناهت إلى أسماعهم أخبار المذابح الأرمنية، واشتغال الصّحف بنقل هذه الأخبار، سواء في مصر أو خارجها… وتكوّنت جمعيات في مصر للاشتغال بأمور الأرمن في كلّ أنحاء العالم، وقال: “بادر البعض منهم إلى النّزوح إلى مصر حين بلغت المذابح ذروتها، ولا شكّ أنّ أرمن مصر الذين ظلّوا لسنوات طويلة يعدّون أنّهم امتداد لأرمن تركيا، بعد وقوع مذابح الأرمن في أنحاء تركيا في الفترة من 1884-1896م، كان قد استقر في خلدهم انتماؤهم لبلاد الأرمن – موطنهم الأصلي – من ناحية ومصر من ناحية أخرى حيث كانوا ينعمون بالاستقرار الاقتصادي والاجتماعي، إذ تدلّ وثائق المحاكم الشّرعية على النّجاح الكبير الذي أحرزوه في مصر، وبنائهم مجتمعاً أرمنياً ذات كيان مستقل. وفي الوقت ذاته تحوّلت المسألة الأرمنية إلى مسألة دولية، فأصبح تعلّق الأرمن بوطنهم الأصلي هو تعلّق من لا يعرفون لوطنهم الأصلي حدوداً، فهم موجودون في مناطق عديدة محاطة بروسيا وتركيا وإيران …”.

 

ملحق أزتاك العربي للشؤون الأرمنية

المصدر: من كتاب (100 عام على الإبادة الأرمنية 100 شهادة عربية) للدكتورة نورا أريسيان، جامعة هايكازيان، بيروت، 2014.

Share This