أرمن العراق يطالبون المجتمع الدولي بالضغط على تركيا للاعتذار لهم وتعويضه

أحيا العشرات من أبناء الطائفة الأرمنية في محافظة دهوك، الاثنين، ذكرى الإبادة الجماعية التي تعرض لها الأرمن بداية القرن الماضي، داعين المجتمع الدولي الى الضغط على الحكومة التركية لتقديم الاعتذار وتعويض الشعب الأرمني.

وقال راعي كنيسة مريم العذراء، الأب أرتون خلاتيان في حديث لـ”السومرية نيوز“، إن “كنيسة مريم العذراء للأرثوذكس الأرمن في قضاء زاخو أقامت، اليوم، قداديس وإحتفالات دينية استذكاراً لأرواح ضحايا عمليات الإبادة الجماعية التي تعرض لها الأرمن على أيدي سلطات الدولة التركية بداية القرن الماضي”، مبيناً أن الاحتفال يهدف تذكير الأجيال الشابة من الأرمن بما تعرض لهم أجدادهم من ظلم و إبادة”.

وشهدت كنيسة مريم العذراء في مدينة زاخو، 45 كم شمال غرب دهوك، اليوم، قداديس واحتفالات تأبينية استذكاراً لضحايا الإبادة الجماعية الأرمينية، وتخلل الحفل كلمات طالبت المجتمع الدولي بالتدخل للضغط على الحكومة التركية لتقديم الاعتذار للشعب الأرمني وتعويضه.

وأضاف خلاتيان أن الأرمن “يريدون أن يبعثوا من خلال هذه الإحتفالية رسالة إلى العالم بأن الشعب الأرمني تواق للحرية والسلام والاستقرار لكنه لا ينسى ما تعرض له الشعب الأرمني على أيدي السلطات التركية من قتل وإبادة واعتداءات وتشريد”، داعياً “المجتمع الدولي الى لضغط على تركيا للاعتذار للأرمن”.

وشهد الأرمن اكبر عملية نزوح جماعي إلى العراق بداية العشرينات من القرن الماضي اثر تعرضهم إلى حملة إبادة من قبل السلطات التركية راحت ضحيتها أكثر من مليون شخص بحسب المصادر الأرمينية، ويقدر عدد الأرمن في العراق بأكثر من عشرين ألف شخص يقيمون في محافظات دهوك والموصل وبغداد وكركوك والبصرة.

من جانبه قال أحد المشاركين في الحفل ويدعى فازكين هاريك (48 عاماً) في حديث لـ “السومرية نيوز“، إن “الأرمن في كردستان العراق جزء لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي العراقي، وساهموا بشكل ملحوظ في بناء العراق”، لافتاً إلى أن “الأرمن في العراق يفتخرون بهويتهم القومية، كما أن مستقبلهم مرتبط بمستقبل العراق”.

وأوضح هاريك أن “الأرمن في الإقليم يتمتعون بحقوقهم إذ أن البرلمان الكردستاني قد خصص مقعداً خاصا لممثل الأرمن، كما أن لهم ممثل في مجلس محافظة دهوك، فضلاً عن وجود ثلاثة مدارس رسمية في المحافظة تدرس الأرمنية”، مؤكداً في الوقت نفسه أن “الأرمن في المنطقة يتواصلون مع وطنهم الأم أرمينيا”.

ويعتبر حي كيستة، في قضاء زاخو، المركز الرئيسي للأرمن في محافظة دهوك، إذ توجد فيها كنيسة مريم العذراء للأرمن الأرثوذكس التي شيدت في عام 1923، واللجنة الإدارية لشؤون الطائفة الأرمنية، ونادي الأرمن الثقافي كما توجد في المنطقة قريتين أرمنيتين هما “آفزروك” و”هوريزك” وقد أعيد بناؤهما خلال السنوات الأخيرة.

وتشير المصادر الأرمنية المطلعة في محافظة دهوك، الى أن أكثر من 200 عائلة أرمنية استقرت في المحافظة بعد نزوحها من مدن عراقية عدة خوفاً من تهديدات الجماعات المسلحة، فضلاً عن أن التواجد الأرمني في المنطقة لا سيما في قضائي زاخو وسيميل، يعود إلى مطلع القرن الماضي عندما لجأ سكانها من تركيا إلى العراق هرباً من اضطهاد السلطات العثمانية.

يذكر ان عدد الأرمن في العراق كان يزيد في السنوات السابقة على 20 ألفاً، إلا أن هذا العدد تراجع إلى النصف في الأعوام الأخيرة بسبب التهديدات الأمنية التي دفعت الكثير من العائلات الأرمنية للهجرة إلى الدول الغربية.

وتعيد بعض المصادر، وجود الأرمن في العراق إلى زمن يزيد على المائة عام، وتتمركز أغلب العائلات الارمنية في محافظات نينوى وبغداد وكركوك والبصرة، ودهوك 460 كلم شمال بغداد.

http://www.alsumaria.tv/

Share This