هنري مورغنتاو

 

وُلد (Henry Morgenthau) في 26 نيسان 1856 في ألمانيا، ثم هاجرت أسرته إلى الولايات المتحدة عام 1865 واستقرت في مدينة نيويورك. ودرس مورغنتاو القانون واشتغل بالمحاماة، إلا أن اهتمامه اتجه نحو قطاع العقارات فساهم في تكوين ورئاسة شركة عقارية (شركة هنري مورغنتاو) في الفترة 1905 ـ 1913. توفي عام 1946 في نيويورك.

وقد اعتزل مورغنتاو مجال الأعمال ودخل مجال العمل السياسي، فاشترك في الحملتين الرئاسيتين للرئيس الأمريكي وودرو ويلسون في عامي 1913 و1916، وكوفئ على مجهوداته بتعيينه سفيراً للولايات المتحدة لدى تركيا في الفترة 1913 – 1916. وعمل من خلال هذا المنصب على رعاية نشاط البعثات المسيحية التبشيرية في الدولة العثمانية ومتابعة أوضاع الجماعات اليهودية والأرمن بها.

وبعد الحرب، لعب مورغنتاو دوراً نشيطاً في مواجهة مشاكل اللاجئين في أوروبا. وكان من مؤيدي تأسيس عصبة الأمم، وترأس لجنتها لتوطين اللاجئين عام 1923، وأشرف على عملية التبادل السكاني لأكثر من مليون شخص بين تركيا واليونان. وفي عام 1919، ترأس لجنة أمريكية لتقصِّي أوضاع الجماعـة اليهودية في بولندا، وكان من مؤسسي الصليب الأحمر الدولي.

“عندما أمرت السلطات التركية لعمليات الترحيل هذه، كان هدفهم إعطاء مذكرة موت إلى عرق بكامله؛ وهم فهموا ذلك جيداً، وفي أحاديثهم معي، كانوا  يبذلون جهداً لإخفاء هذه الحقيقة.  أنا واثق من أن تاريخ الجنس البشري كاملاً لا يحتوي على أحداث رهيبة كهذه. المذابح والاضطهادات الكبرى التي حصلت في الماضي تبدو ضئيلة تقريباً بالمقارنة مع معاناة الأرمن في عام 1915”.

كان مورغنتاو واثقاً من أن الهدف الأساسي من تهجير الأرمن هو القضاء على هذا العرق بشكل كامل، وكان عند لقائه مع حكام تركيا الفتاة آنذاك طلعت وأنور باشا محاولات عابثة لمنع تهجير الأرمن والمذابح.

عند استمرار المجازر الأرمنية قرر مورغنتاو والعديد من الأمريكيين الآخرين تشكيل لجنة من شأنها أن تساعد الأرمن، باسم لجنة المجازر الأرمنية (سميت لاحقاً إغاثة الشرق الأدنى)، ورفع أكثر من 100 مليون دولار كمساعدات. وذلك من خلال صداقته مع أدولف أوكس، كما أنه ساهم بتغطية بارزة للأحداث أثناء المجازر، وذلك بنشر 145 مقالة في صحيفة نيويورك تايمز، ما أدى إلى توتر علاقته مع الحكومة العثمانية، وبعدها استقال من منصب السفير في 1916. أعلن عن هذا القرار في كتابه قتل أمة، حيث ذكر فيها أن تركيا اصبحت “مكاناً للرعب”  ما زالت تفوح منهم رائحة دماء ما يقارب مليون إنسان. وقد نشرت محادثاته مع القادة العثمانيين ونظرته عن الإبادة الجماعية الأرمنية في وقت لاحق من عام 1918 تحت عنوان قصة السفير مورغنتاو.

في عام 1918، قدم السفير مورغنتاو خطاباً عاماً في الولايات المتحدة محذراً من أن اليونانيين والآشوريين، كانوا يتعرضون إلى ” أساليب التهجير والمجازر نفسها  كما الأرمن”. وفي حزيران 1917، وبمرافقة فيليكس فرانكفورتر الممثل عن وزارة الحرب قاموا بمهمة سرية لإقناع تركيا بالتخلي عن السلطات المركزية في المجهود الحربي، وكان الهدف المعلن لهذه المهمة إلى “تحسين حالة من الجاليات اليهودية في فلسطين”.

كتاب “قتل أمة”

كتاب “قتل أمة – مذكرات السفير الأمريكي هنري مورغنتاو في تركيا عن المذابح الأرمنية” هو عبارة عن مذكرات كتبها السفير الأمريكي في تركيا بين 1914- 1916. كتاب يوجز الكثير عن أعمال التهجير الجماعي والإبادة بالجملة لجموع السكان الأرمن، وما صاحب ذلك من تجويع وإذلال وانتهاك للأعراض وسلب الممتلكات تحت سمع وبصر الحكام العنصريين وبإيعاز منهم، كما يصور الكثير من الحوادث المريرة ومحطات القوافل التي كانت تقتاد على طول الطريق للذبح وقص الرقاب حتى آخر مرحلة لها في دير الزور/سورية، أهمية هذا الكتاب أيضاً تتجلى في أن صاحبه ليس بالمعنى الدقيق مؤلفاً أو باحثاً، ولا مؤرخاً ولا كاتباً، ولكنه بحكم موقع الدبلوماسي، كان يعيش في عاصمة الإمبراطورية العثمانية.

ومن هنا فإن المعلمومات التي أوردها مورغنتاو هي في واقع الأمر مشاهدات من قرب ومعاينات عن كثب، وفي النهاية جمعها وأرشفها ودونها لتصبح واحدة من أهم المراجع كشاهد عيان على الأحداث المريرة التي مرت في تلك الأيام .

من أشهر مؤلفاته:

قصة السفير مورغنتاو (نيويورك 1918)

أسرار البوسفور (1918)

لقد تم إرسالي إلى أثينا( يتعامل مع الفترة الذي عمل فيها مع اللاجئين اليونانيين 1929)

قتل أمة (نيويورك 1974)

انظر: نعمان ناجي، مئة … وتستمر الإبادة، بيروت، 2015، ص 344-346.

موسوعة القضية الأرمنية (باللغة الأرمنية)، يريفان، 1996، ص 340.

https://en.wikipedia.org/wiki/Henry_Morgenthau,_Sr

http://armeniangenocide100.org/en/

* وثائق تاريخية عن الإبادة الأرمنية في الإمبراطورية العثمانية – المصدر كتاب “شهادات غربية عن الإبادة الارمنية في الإمبراطورية العثمانية” إعداد ومراجعة ودراسة: البروفيسور-الدكتور آرشاك بولاديان، دمشق – 2016 .

Share This