تحرير الجرود انتصار للبنان واللبنانيين… بقلم النائب هاكوب بقرادونيان

إن الحرب التي أطلقها الجيش اللبناني في الأيام الماضية ضد الإرهاب التكفيري تقترب من نهايتها في الأيام المقبلة ليخرج من المعارك القتالية منتصراً، خاصة في جرود رأس بعلبك والقاع. وقبل أيام تفصلنا، تم تحرير جرود عرسال بتضحيات مقاتلي المقاومة.

وإن كانت الاصطفافات السياسية في الساحة الداخلية اللبنانية تتحفظ بعض الشيء حيال انتصار المقاومة، فإن شهداء الجيش اللبناني والانتصارات التي سطرها الجيش كان مرحباً بها من قبل الجميع وبدعم لامتناهي، على مستوى التصريحات على الأقل.

بغض النظر عن المواقف المعلنة مما يجري، من الضروري تسجيل التأكيدات التالية:

أولاً: إن الجيش اللبناني والقوات المسلحة يبقى حجر الأساس للوحدة الوطنية والسيادة والاستقلال والحفاظ على الأمان.

رغم الكثير من الصعاب، إلا أن الجيش برهن على أنه القوة الموحدة التي تتسلح بالعقيدة الوطنية اللبنانية، ومستعد لتقديم التضحيات من أجل الدفاع عن الوطن. وأفضل دليل على ذلك نهر البارد، ثم عبرا، والآن سلسلة جبال لبنان الشرقية.

ثانياً: يحق للجيش اللبناني وفق الدستور الحفاظ على وحدة الأراضي. ورعاية القوى السياسية تسهل مهمته تلك. وهنا يكمن معنى وجود رئيس للجمهورية منتخب بتمثيل حقيقي وصحيح. وبذلك، فإن الجنرال ميشيل عون أثبت بجدارة شخصية الرئيس القوي، وكقائد عام للقوات المسلحة أدرك وضعية البوصلة باتجاهها الصحيح. لقد كان ومازال محور اهتمام كل لبناني، ومصدر آماله، ومركز رعايته.

ثالثاً: إن انتصارات الجيش اللبناني وفي الوقت نفسه المقاومة، تبعد فعلياً عن لبنان خطر الإرهاب المتصاعد. هذا الانتصار هو انتصار سطّر بالدم، وهو مهداة للبنان وللشعب اللبناني ولكل مواطن لبناني. وسيعتبر اللبناني نفسه منتصراً مرفوع الرأس بفضل التضحيات الكبيرة التي تحافظ على الوطن ووجود المواطن.

رابعاً: ما جرى، ويجري، هو نتيجة بناء الثقة بشكل أكبر في فترة النظام الحالي، والاعتراف المتبادل، والجو العام من القبول والاحترام.

وينبغي أن يتطور هذا الجو، ويسهم في تعزيز الوحدة الداخلية، من أجل إمكانية إنقاذ لبنان والقوى اللبنانية المختلفة من التدخلات الخارجية تدريجياً.

لقد دخل لبنان مرحلة جديدة.

ومن الضروري اللحاق بهذه المرحلة.

الشهداء الذين سقطوا على أرض المعركة هم شهداؤنا جميعاً، أما الجرحى، فهم أخوتنا.

نحن فخورون بهذه الانتصارات.

Share This