راعي الكنيسة الأرمينية في البلاد لــ القبس: نعيش في الكويت بسلام ونمارس شعائرنا بحرّية

تحتفل الجالية الأرمينية في البلاد هذه الايام باليوبيل الذهبي لتأسيس كنيسة الجالية والمدرسة الأرمينية في البلاد، اللتين تأسستا مع استقلال الكويت.

وبهذه المناسبة يزور الكويت حاليا كاثوليكوس الأرمن الأرثوذكس آرام الأول كشيشيان لبيت كيليكيا في زيارة رعوية لمشاركة أبناء الجالية احتفالات اليوبيل الذهبي.

وفي هذا الإطار أكد راعي الكنيسة الأرمينية في الكويت الأب آرداك كاهيايان أن أبناء الجالية الأرمينية يعيشون في ود ومحبة مع إخوانهم من ابناء الكويت ومختلف الجاليات المقيمة في البلاد، كما يمارسون شعائرهم بحرية تامة ينعمون بها بفضل التسهيلات التي تمنحهم اياها الحكومة الكويتية صاحبة الأيادي البيضاء.

وتمنى الاب ارداك ومعه رئيس مجلس الكنيسة كوستنتين مومجيان ومستشار السفير الارمني في البلاد بوغوص مارديروسيان في لقائهم مع القبس أن تدوم المحبة ويعم السلام كل بلدان المنطقة.


لا مشاكل

وتحدث الاب ارداك كاهيايان عن وضع الجالية الارمينية في البلاد قائلا: نعيش في سلام، ولا توجد لدينا مشاكل، فلدينا كنيستنا ونقيم جميع صلواتنا داخلها، بل إن الدولة تتساهل معنا، فالعاملون في الكنيسة مثلا لا يوجد لهم كفيل لأن الكنيسة كفيلهم وأنا المسؤول عن التوقيع، وهؤلاء عددهم نحو 5 افراد وهو تفهم نشكر الدولة الكويتية عليه.

وأشار إلى قرب زيارة قداسة الكاثوليك للبلاد قائلا: قداسة الكاثوليكوس الزائر يعتبر شخصية عالمية لسببين انه ظل لفترتين رئيسا لمجمع الكنائس العالمي رغم ان قانون المجمع ينص على فترة واحدة، لكنه ظل فترتين وطلبوا التجديد له للفترة الثالثة، لكنه رفض. كما انه من رواد حوار الحضارات بين الديانتين الاسلامية والمسيحية وله قول مشهور ان هناك تعايشا بين المسلمين والمسيحين في الوطن العربي فهناك شيء اقوى من الحوار هو التعايش السلمي الذي ينبغي ان يكون شعارنا جميعا وبالتالي فإن الحوار ينبغي أن يكون بين العرب والغرب.

تعداد
وحول تعداد الجالية الأرمينية في البلاد قال إن تعداد الجالية حاليا يبلغ نحو 3500 فرد، وكان العدد قد تجاوز الــ 10 آلاف قبل الغزو العراقي، إلا انه تناقص بعد الغزو بشكل كبير بسبب عودة الكثيرين الى لبنان وسوريا أو الهجرة للغرب، ثم بدأ في الازدياد خلال السنوات الخمس الأخيرة، وهو ما انعكس على زيادة عدد طلبة المدرسة الذي ازداد في السنوات الخمس الأخيرة بنحو 100 طالب ليبلغ اجمالي من يدرسون بها من الروضة وحتى الثانوية العامة 450 طالبا.

وأوضح أن الطلبة يدرسون مناهج الكويت نفسها وفقا لقواعد التعليم الخاص، مشيرا في هذا الصدد إلى وجود بعض الصعوبات المادية لكون المدرسة خاصة، لكنها لا تعمل بغرض التجارة، فكونها مدرسة جالية يجعل هدفها غير ربحي، ونحن نوفر نفقاتها عبر التبرعات حتى يمكننا تربية الاجيال بشكل صحيح ونحن ندرك انه لا بد من وجود تضحيات حتى يستمر العمل، وكان العدد بعد التحرير 90 طالبا وكان علينا أن نوفر عدد المدرسين الموجود نفسه حاليا، لذا كانت التكلفة مرتفعة.


العلاقة بالسفارة

وحول العلاقة بالسفارة الارمينية في البلاد قال الاب ارداك كاهيايان إن السفارة افتتحت قبل 7 اشهر وعلاقاتنا جيدة معها رغم اننا نحمل جوازات سفر، اما سورية واما لبنانية، إلا اننا كأبناء جالية متماسكون ومترابطون، كما أن السفارة الأرمينية دائما ما تساند ابناء الجالية وقد سبق أن حضرت وزيرة الثقافة الارمينية احتفالات الأسبوع الثقافي الأرميني في الكويت ولدينا الأربعاء المقبل احتفالية بمناسبة اليوبيل الذهبي، تحضرها وزيرة المغتربين الارمينية، وعلاقاتنا جيدة جدا بالدولة الام، والسفارة ساهمت في زيادة العلاقات الطيبة بين ابناء الجالية والشعب الكويتي.

وعما إذا كان هناك من أبناء الجالية من يحمل جواز السفر الارميني الى جانب جواز الدول العربية، قال الاب ارداك كاهيايان إن القانون الأرميني كان يمنع حمل جوازي سفر حتى تم تعديله قبل عامين، ليسمح للمغتربين الأرمن. والآن هناك توجه لدى غالبية ابناء الجالية للحصول عليه.


سلاح إيران

وحول رأيه في مشكلة السلاح الايراني والمخاوف الخليجية المرتبطة به قال الاب ارداك كاهيايان: كوني رجل دين يجعلني داعية للسلام دائما لكني اشجع العلم في الوقت ذاته، وهو ما يجعلني أتساءل: لماذا لا نستفيد من هذه القوة؟ وكوني مدرسا يهمني أن اركز على العلم، فمثلا الجيل الجديد اذا استخدم الانترنت بشكل صحيح يمكنه الصعود الى القمر، لكنه إذا استخدمه بشكل خطأ فإنه يصل به الى جهنم.

وتطرق الاب ارداك كاهيايان إلى مستوى العلاقات التركية – الارمينية حاليا، فقال: هناك محاولات دبلوماسية، وتم تشكيل لجنة مشتركة لكن المشكلة أن البرلمان التركي حتى اليوم لم يوافق على المصالحة بين البلدين رغم المبادرة التي قام بها الرئيس التركي عبدالله جول لتحسين العلاقات بين البلدين بسبب وجود عقبات كثيرة، وفي الوقت ذاته لا يزال الشعب الارميني يريد اعترافا من تركيا بالمجازر التاريخية التي وقعت عام 1915.


حل المشاكل بالمفاوضات

لرئيس مجلس الكنيسة كوستنتين مومجيان نظرته المستقبلية للمشكلة التركية – الارمينية، حيث يقول: إن الدولة الارمينية، ونحن كأبناء للجالية نؤمن بأن حل جميع المشاكل يكون عن طريق المفاوضات والسلم وبالطرق الدبلوماسية مع دول الجوار، وهناك ازدهار في الاقتصاد الارميني نتمنى أن يستمر لرفعة دولتنا.

وحول اغلاق الحدود بين البلدين حتى الآن، قال: للاسف الشديد ان ذلك لا يعقل ونحن في القرن الــ 21 أن تظل الحدود بين البلدين مغلقة من قبل الجانب التركي وأن يمنع التبادل التجاري، والمشكلة كلها تتمثل في رفض البرلمان التركي للمبادرة التي هي تركية في الأساس!


نتعايش بسلام ولا نعرف اليأس

تحدث مستشار السفير الارميني بوغوص مارديروسيان عن رؤيته المستقبلية لوضع الجالية في الكويت، فقال: نحن دائما نتطلع للأفضل، وطالما اننا موجودون بمدرستنا وكنيستنا فسوف نتعايش ونقوم بتربية اجيالنا وحياتنا في تطور وازدهار، لاننا نكره الضعف ولا يوجد سبب للتشاؤم، ونتمنى أن تتحسن اوضاع المنطقة بأكملها والانسان المؤمن دائما متفائل وهو لا يخاف من شيء، لانه يعلم أن الله يحميه، والشعب الارميني الذي تعرض للإبادة ورغم ذلك، فقد وصل الجيل الثالث حاليا لتطور كبير، لذا فنحن شعب لا يعرف اليأس.

محمود الزاهي

http://www.alqabas.com.kw/Article.aspx?id=703696&date=16052011

Share This