من هو فريديوف نانسن؟ وما علاقته بالإبادة الأرمنية؟

ولد المستكشف النرويجي (Fridtjof Nansen) في 10 تشرين الأول 1861 وتوفي في 13 أيار 1930. له الفضل في إجراء أول رحلة استكشافية قطبية نرويجية ويعتبر أول شخص اقترب من القطب الشمالي.

دخل سنة 1881 الجامعة لدراسة علم الحيوان وعمل في متحف برجن بعد تخرجه، وبدأ بحثه بالتخصص في النظام العصبي للحيوانات المائية.

خلال الحرب العالمية الأولى عين رئيس البعثة النرويجية في واشنطن. في سنة 1919 أصبح رئيس البعثة النرويجية في عصبة الأمم. في 1 أيلول 1921 و بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، أصبح أول مفوض سامي للاجئين لعصبة الأمم، فاهتم بقضايا عودة أسرى الحرب وقضايا اللاجئين. في 5 تموز 1922 تمَّ التصديق في جينيف على جواز نانسن الذي يسمح للأشخاص المهجرين الحصول على هوية. إثر هذا الاتفاق حصل نانسن على جائزة نوبل للسلام. عمل من 1921 إلى 1923 كمسوؤل التغذية في الصليب الأحمر.

توفي في 13 أيار 1930، وتم إطلاق اسمه على شرخ في القمر والمريخ تكريماً له ولأعماله.

بدءاً من عام 1925 قضى نانسن الكثير من الوقت في محاولة لمساعدة اللاجئين الأرمن، ضحايا الإبادة الجماعية الأرمنية على يد الإمبراطورية العثمانية خلال الحرب العالمية الأولى، و ما تعرضوه من مزيد من سوء المعاملة بعد تلك المرحلة، وكان هدفه إنشاء وطن قومي لهؤلاء اللاجئين داخل حدود أرمينيا السوفييتية. وكان مساعده الرئيسي في هذا المسعى فيدكون كويسلينغ، ورئيس الحكومة النرويجية خلال الحرب العالمية الثانية. وبعد زيارة نانسن للمنطقة قدم للجمعية مع خطة متواضعة لري 36000 هكتار التي تساعد بتسوية أوضاع 15،000 لاجئ تقريباً. لكن الخطة فشلت في نهاية المطاف، لعدم توافر مبلغ خاص لتمويل هذا المشروع، على الرغم من هذا الفشل بقيت سمعته عالية بين الشعب الأرمني.

كتب نانسن كتاب “أرمينيا والشرق الأدنى” في عام 1923 الذي وصف تعاطفه مع محنة الأرمن، وقد تمت ترجمة هذا الكتاب إلى العديد من اللغات بما فيها النرويجية، الإنجليزية، الفرنسية، الألمانية، الروسية والأرمينية. وبعد زيارته لأرمينيا، كتب نانسن كتابين إضافيين، الأول: “عبر أرمينيا” الذي نشر في عام 1927 في النروج، وترجم للغتين الإنكليزية والفرنسية أدان فيه مسبب المجازر الأرمنية.  والكتاب الثاني: “عبر القوقاز إلى فولغا”.

كان دائماً يتردد إلى مخيمات للأطفال الأيتام الأرمن في مخيم صيفي قرب غيومري عام 1925. وساعد أعداداً كبيرة للمهجرين الأرمن بمنح الآلاف منهم “جواز نانسن” التي كانت تمنحهم تسهيلات بسيطة في محنتهم. و في عام 1925 أيضاً زار يريفان وأسس لجنة العودة إلى الوطن لمساعدة الأرمن للعودة إلى وطنهم الأم، ومن مشروعها إعادة 25-30 ألف مهجر حتى نجح بإعادة 7000 أرمني مهجر.

ذكر القضية الأرمنية في العديد من كتبه ومقالاته وخطبه.

أدان نانسن مراراً وبشدة سياسة عبد الحميد الثاني وحكومة تركيا الفتاة تجاه تنظيمهم لمجازر الأرمن، مؤكداً أن الأتراك بقسوتهم وبربريتهم لا مثيل لهم في التاريخ.

ساعد نانسن من خلال عمله بالنيابة عن عصبة الأمم لترسيخ مبدأ المسؤولية الدولية للاجئين. وفور وفاته تم تعيين مكتب دولي سمي مكتب نانسن للاجئين، وهي هيئة شبه مستقلة تحت سلطة الجامعة  لمواصلة عمله. واجه مكتب نانسن صعوبات كبيرة ناشئة عن الأعداد الكبيرة من اللاجئين من الديكتاتوريات الأوروبية خلال 1930.  ومع ذلك، ساعدت الجمعية على إعادة 10,000 من الأرمن إلى يريفان في مرحلة أرمينيا السوفييتية، والعثور على منازل لمزيد من 40,000 في سورية ولبنان. في عام 1938، وهو العام ذاته الذي حلت محلها هيئة أوسع نطاقاً. حصل لاحقاً مكتب نانسن على جائزة  نوبل للسلام.

وتكريماً لأعماله وفي شارع أسبيداك في النروج نصب النرويجيون له تمثالاً عام 1988.

من أشهر مؤلفاته:

العبور الأول من غرينلاند (1892)

النرويج والاتحاد مع السويد (1905)

أرمينيا والشرق الأدنى (1923)

عبر أرمينيا (1927)

عبر القوقاز إلى فولغا (1927)

انظر: نعمان ناجي، مئة … وتستمر الإبادة، بيروت، 2015، ص 270-271.

موسوعة الإبادة الأرمنية (باللغة الأرمنية) يريفان، 1996، ص 353.

https://en.wikipedia.org/wiki/Fridtjof_Nansen

http://armeniangenocide100.org/en/

المصدر:  مختارات من بعض الكتابات التاريخية حول إبادة الأرمن عام 1915، ترجمة: خالد الجبيلي، اللاذقية – 1995. مقتطف من كتاب (شهادات غربية عن الإبادة الارمنية في الإمبراطورية العثمانية)، إعداد ومراجعة ودراسة: البروفيسور-الدكتور آرشاك بولاديان، دمشق – 2016 ( (1)

Share This