صدور كتاب “الشاهد الأخير على المذابح الأرمنية”

 

أزتاك العربي- كتب يمن سليمان عباس  في “الثورة اون لاين” عن كتاب “الشاهد الأخير على المذابح الأرمنية”، وقال: “هل كان على العالم ان يدفع اربع مئة عام والاف بل ملايين الضحايا جراء جرائم العثمانيين بحق الشعوب العربية وغيرها ليكتشفواكم هؤلاء سفاحين ؟ وهل علينا نحن العرب ومن معنا من الشعوب التي عانت من الام وفظائع هؤلاء الطغاة ان نعمل على تبييض صفحات اجرامهم تحت مسميات شتى , تارة باسم الفتح العثماني وتارة اخرى باسم الخلافة الاسلامية وما الى غير ذلك من اسماء ومعان ما انزل الله بها من سلطان ثم ماذا عن الشعوب الاخرى التي عانت من طغيان العثمانيين وظلمهم وذلهم وعارهم وتعرضت لجرائمهم وما الحقوه بها من ماس ؟

في الجعبة الاف الماسي التي تضج بالقصص والحكايا والاحزان ولعلنا اليوم ونحن على تخوم ذكرى مجازر العثمانيين بحق الارمن نقف عند محطات في هذه الماساة ونعرض لصفحات من كتاب : الشاهد الاخر على المذابح الأرمنية شهادة واهان بيليكيان وهو من اعداد احمد غسان سبانو وصدر عن دار الينابيع بدمشق.

يقول المؤلف كان لبريطانيا دور كبير في النيل من الارمن وذلك لان لبريطانيا مصالحها في وراثة رجل اوروبا المريض واقتسام الدول التابعة لها أي الدولة العثمانية ولان الارمن حلفاء طبيعيون للروس ويرون ان الروس هم خشبة الخلاص فان بريطانيا بدات تساعد العثمانيين لمحاربة الارمن وذلك من اجل اضعاف روسيا كما كان للصهاينة دورهم لانهم في خدمة بريطانيا وفرنساوعملت بريطانيا على مساعدة العثمانيين لتاليف الوية عسكرية سميت بالحميدية بقيادة زكي باشا وكانت مهمتها مراقبة الارمن والتضييق عليهم ودفعهم للنزوح وبدات هذه الماذابح منذ عام 1891 الى 1894 اذ كانت في صاصون وسائر ارمينيا بعدبث العثمانيون فكرة الجهاد ضد الارمن وقد اشترك الكثيرون في هذه الحرب وانتهت مذابح صاصون بحرق الغابات التي التجا اليها اهل صاصون بعد ان نفذت ذخيرتهم ثم استمرت المعارك والمذابح بشكل اقسى بين عامي 1897-1901 وقتل عشرات الالاف من الارمن ذبحا وحرقا وفي عام 1914 العثمانيون الحرب العالمية الاولى الى جانب الالمان واتخذت الدولة العثمانية من جراء ذلك اجراءات استثنائية كانت فيما يخص الارمن بحيث جند الذكور بين ال18-50وتم ابعادهم عن مناطقهم ووضعتهم في ورشات بناء الطرق ومن بعد انجاز العمل كانت تقوم بقتلهم ومن بعد ذلك تداهم قراهم ويورعون السكان من النساء والاطفال وفي عام 1915 بدات عملية تهجير الارمنوفي ليلة 14 نسيان من عام 1915 تم اعتقال مفكري ومثقفي الارمن في استنبول حيث قتلوا بوحشية وسحقت جماجم بعضهم ثم صدر قرارترحيل الارمن الذي اعطى مدة عشرة ايام لاخلاء الارمن البالغ عددهم 150 الفا في استنابول الذي يبلغ عدد سكانها حينها 600الف ولم يكن اخلاء الارمن من استنابول الهدف الوحيدلحزب الاتحاد والترقي بل كانت هناك خطة لاخلاء وابادة الارمن بدقة ففي 15 ايار نزح ارمن منطقة غارين ¸, وفي 10-14 حزيران اباد العثمانيون 25 الفا في مضيق كيماخ وفي 14-5 حزيران نفي سكانمقاطعة ارضرسوم
وفي 24 حزيران حدثت ماساة ارمن شاهين قرة حصار مسقط راس الفدائي الارمني القائد انترانيك
وفي اول تموز جاء دور ارمن طاربزون , وفي تموز طوقت الشرطة بيازيد واعتقلت الرجال واعدمتهم وطردت النساء والاطفال نحو سورية

وفي تموز كان دور ارمن سياسيتا وفي 8 تموز حدثت مجازر ارمن باميوث وبرزنفا وترتشان وفي 10 تموز حدثت مجازر موسى وفي 15منه دمرت قرى ملانيا وابيد سكانها وفي 27 منه جاء دور ارمن كيليكيا واضنة ومرسين وطرسوس وانطاكية

وفي 28 منه عنتب وكلسي واديا مان وفي 3 اب الى 13 منه طرد سكان بارديزغ وبورصة واصنا بازار وازمت
وفي 5 اب جرت مذابح جبلين صاصون واباد الجيش التركي سكان المدينة بكاملهم وفي 6 اب دمرت فنديجاك وابيد سكانها وفي 16اب طرد ارمن مرعش وكونيا

وكان الطرد يتم بارسال المهجرين منهم الى منفاهم الجديد سورية والعراق اذ يجتازون البلاد مشيا على الاقدام ويتعرضون في الطريق لهجوم العصابات المسلحة وقطاع الطرق الذين كانوا يقتلون اعدادا كبيرة منهم ويسلبونهم ما عندهم على قلة الموجود

وكانوا يخطفون النساء واصبايا والاطفال وفي كثير من الاحيان كان يتم فصل الرجال في المسير عن القافلة ويبادون وكانت العملية تتم بعربات المواشي في القطار لفترة قصيرة ثم يتركون ليواجهوا مصيرهم فيموت كبار السن والصغار وتترك الجثث على قارعة الطريق او يقوم اهل المنطقة بدفنها خوفا من تلوث الانهار وانتشار الامراض والاوبئة
وقد سكتت الدول العظمى حينها على هذه الفظائع وقابلتها ببرود لصالح لها في الموضوع وكانت بريطانيا صاحبة الوجهين تبريرا او ادانة حسب ما يقتضي الامر

وهذا الكتاب بالاضافة الى ما سردناه يروي مذكرات شاهد حقيقي عاش الماساة وامت قلبه وهي شهادة حية وحقيقية يرويها الشاهد الاخير ممن تبقى من قوافل الموت التي كانت تسير على الدرب يقدمها الشاهد بكل احاسيسه والامه التي انطبعت في ذاكرته لنحو قرن من الزمن وقد حان ان تفتح وتروى لان العثماني يعيد الكرة نفسها نحو كل ما هو انسان من ارم ناو غير ارمن وما يقوم به اردوغان الان هو استمرا لما قام به الطغاة السابقون لكنهم مهما اوغلوا بالدم وظنوا انهم سوف ينجون فان التاريخ يسجل مخازيهم ولسوف يحاسبهم ان اجلا او عاجلا.

Share This