دروس من جمهورية أرمينيا الأولى 1918

يحتفل الأرمن في 28 أيار بنشأة جمهورية أرمينيا في الأعوام (1918-1920). ويعتبر آرام مانوكيان مؤسس جمهورية أرمينيا الأولى، فقد كان سياسياً وثورياً وهو القائد الذي خاض معركة (فان). وقد عين أول وزير داخلية، وشارك في معركة (سارداراباد) حيث صد مع رفاقه القوات التركية من الدخول الى يريفان. وممن شغل أيضاً منصب وزير داخلية  ألكسندر خاديسيان وأبراهام كولخانتانيان وروبين دير ميناسيان وغيرهم.

وأول رئيس وزراء أرمينيا كان هوفهانيس كاتشازنوني الذي نحن بصدد تعلم الدروس من رسالة كتبها لزوجته في تبليسي (جيورجيا) في كانون الثاني 1919.

لقد كتب الرسالة مباشرة بعد استقلال أرمينيا، في أجواء صعبة بالنسبة للأرمن الناجين من الإبادة والذين يعانون من الجوع والأمراض، وقد تعرضوا لظروف قاهرة وبرد شديد دون ملبس أو مأوى.

يبدأ كاتشازنوني رسالته بالكلمات التالية: “أرى أمام عيني مئات الآلاف من الشعب الذي سلم قيادته إلي. إن التفكير بهم سيقودني إلى الجنون والألم والحزن. ليس لدينا الخبز، نحن جياع. ليس لدينا مأوى، دمرت قرانا. ليس لدينا سقوف فوق رؤوسنا، نحن نعيش تحت أبنية مهدمة في ظروف شتاء قارس. ليس لدينا ملبس، نحن عراة. نرتجف من البرد في لباسنا الممزق. نحن تعبون، مرضى وموتى. وصلت الحمى إلى أعلى مستواها. ألفان من /60/ ألف مواطن في يريفان مطروحون في الفراش مصابون بحمى التيفوس. نصف الأطباء والممرضين مرضى أو موتى. ليس لدينا مطهرات ولا نفط لتدفئة حمامات جماعية ليستحم الناس ويتخلصوا من القمل. ليس لدينا الصابون لنستحم. ليس لدينا المال. أموالنا مصادرة من قبل الجيورجيين في تبليسي. ليس لدينا وسائل الاتصال. القطار مدمر… ليس لدينا عربات أحصنة، لأن الأحصنة ماتت من الجوع وذبحنا الثيران لنأكل لحمها”.

“مجموعاتنا التي تمت مطاردتها خارج جيورجيا في لوري عراة وجياع. لدينا أكثر من عشرة آلاف يتيم دون مال ولا غذاء. لدينا /300/ ألف لاجئ دون مأوى يموتون أمام أعيننا ولا نستطيع فعل أي شيء. الموظفون في الدولة لا يعملون، لأننا لا نملك الوسائل لندفع لهم. يضاف إلى هذا البؤس، معاناتنا من الفساد والسلب والسرقة والنهب والابتزاز ولا نملك ضدها أي سبيل”.

“بينما تحاول أرمينيا تجنب الحرب بكل ثمن لا نستطيع التنازل للجميع ولا الاستسلام ولا الانسحاب ولا التباطؤ لأننا بذلك نعرض مستقبل بلدنا وموقفنا السياسي واستقلالنا وحريتنا للخطر. ومن أجل كل ذلك نحن دفعنا تضحيات كبيرة وأنفقنا جهود جبارة ونجونا بأجيالنا.. وبعد، لقد تعبنا إلى درجة أننا غير قادرين على الاستمرار في النضال والمقاومة والثبات ودفع المزيد من الضحايا. في الوقت ذاته، فإن المساعدة الخارجية من الولايات المتحدة وانكلترا والتي وضعنا عليها كل آمالنا تأتي ببطء وبشكل غير واف”.

مقتنعاً بأن “الفجر قريب” يقول: “ربما يفقد عشرة ألاف أخرون حياتهم، وبينهم أنا، ولكن على الأقل الناجون سيكون لديهم حياتهم الطبيعية ويتنفسون بحرية ويعيشون مثل كل كائن بشري. وكل هذا سيكون من الماضي-بعد وقت قصير. لا يوجد أي قوة على الأرض يمكن أن تزيل صفحات من تاريخ تلك الحقيقة. بعد 500 عام من العبودية ولدت دولة من جديد لتعيش حياة حرة ومستقلة”.

إن الدروس التي ينبغي أن نتعلمها هي التصميم والمقاومة حتى الوصول الى الهدف المنشود. وها هو يحث شعبه ويفتخر باستقلال جمهورية أرمينيا: “لقد اعترفت القوى العظمى بأرمينيا وأدرجتنا في وفود خلال المؤتمرات الدولية. وقامت الدول الكبرى بعلاقات رسمية معنا. إنهم يرسلون إلينا ممثليهم ويراسلوننا ويخاطبوننا بـ”حكومة جمهورية أرمينيا، ورئيس ووزير خارجية”.

ملحق “أزتاك” العربي

26 أيار 2011

Share This