كتاب (الأرمن في إربد وشمال الأردن) توثيق تاريخ الأقليات

أزتاك العربي- كتب أحمد الطراونة في الرأي الأردنية أنه تحت عنوان: «الأرمن في إربد وشمال الأردن» وبدافع التوثيق لفئة مهمة من فئات المجتمع الاردني قدم الباحث كيفورك ميناس مصرليان قراءة مهمة في التاريخ الاجتماعي للارمن في اربد وشمال الاردن موثقا ذلك بالصور.

الكتاب الذي تستضيف حفل اشهاره دائرة المكتبة الوطنية عند السادسة من مساء غد الاحد ، وتحت رعاية وزير الثقافة نبيه شقم يؤكد على اهمية التنوع الثقافي في ابراز الهوية الاردنية الجامعة، وسيتضمن الحفل بعض الفقرات الفنية القصيرة والتي تعبر عن ثقافة وفنون الشعب الأرمني.

الكتاب الصادر باللغتين العربية والإنجليزية يلقي الضوء على نشأة وتطور المجتمعات الأرمنية في إربد وشمال الأردن، ويقدم سردا لتطور نواحي الحياة الإجتماعية والإقتصادية والثقافية والروحية للأرمن في إربد وشمال الأردن بدء من عام 1915 الى يومنا هذا، ويوجز كفاح الأرمن المستمر واليومي للحفاظ على اللغة والثقافة والدين والتاريخ. كما انه يسلط الضوء على دور الأرمن في تطوير كافة مناحي الحياة الثقافية والتجارية والصناعية والزراعية في إربد بإعتبار الأرمن من المكونات الرئيسية للمجتمع الإربدي بدء من مطلع القرن العشرين.

ويلقي الكتاب الضوء على علاقة أرمن إربد وشمال الأردن مع باقي المجتمعات الأرمنية في باقي مدن الأردن و سوريا ولبنان وفلسطين مع التركيز ايضا على علاقاتهم مع المؤسسات الأرمنية والكنيسة الأرمنية في العاصمة عمان، ويحتوي على مجموعة كبيرة من الوثائق والصور التي تساعد القاريء على تكوين تصور مرئي للتوثيق التاريخي الذي يحويه الكتاب.

المؤلف الذي اكد على أن المكتبات العربية وبخاصة الأردنية منها تفتقر الى مثل هذه الكتب التوثيقية حيث يمثل الكتاب الأول من نوعه فيما يخص الأرمن في مدينة إربد وشمال الأردن. ويعكف المؤلف حاليا على متابعة الكتابة في هذا الموضوع ليشمل الأرمن في كافة مناطق الأردن.

الدكتورة أراكس باشايان المتخصصة بالشؤون العربية وعلوم الإستشراق وفي مطالعاتها للكتاب قالت بأن كتاب الباحث والذي كان قد تلقى دراسته الجامعية في جمهورية أرمينيا، يعتبر مساهمة مهمة في دراسة تاريخ المجتمعات الأرمنية في الأردن. وتكمن أهميته أيضا في إسهامه في دراسة تاريخ العلاقات بين المجتمعات الأردنية و الأقليات العرقية. كما أن له دور في توطيد العلاقات الثقافية والفكرية بين الشعبين العربي والأرمني. وأضافت الدكتورة باشايان، المحاضرة في جامعة يريفان الحكومية في أرمينيا، بأن الكتاب يحتوي على مجموعة من الصور الفوتوغرافية والوثائق التي تعتبر دليلا على إنخراط وإندماج المكون الأرمني في كافة نواحي الحياة في إربد وشمال الأردن بالإضافة الى توثيقها للإحترام والقبول الذي يكنه سكان تلك المنطقة تجاه المكون الأرمني. ويوثق الكتاب في نفس الوقت محاولات الأرمن المستمرة للحفاظ على الموروث الثقافي والحضاري والروحي لأسلافهم الأرمن الذين لجئوا الى إمارة شرقي الأردن حديثة الولادة هربا من جرائم الإبادة العرقية. وختمت الدكتورة باشايان مطالعتها بقولها بأن نشر هذا الكتاب سيحفز الباحثين على الكتابة في تاريخ المجتمعات الأرمنية في باقي مناطق الأردن بالإضافة الى التوسع في تدوين تاريخ الأقليات وخاصة باللغة العربية.تجدر الإشارة بأن مطالعات الدكتورة باشايان لهذا الكتاب القيم قد نشرت في مجموعة من الصحف الأرمنية في أرمينيا ولبنان والولايات المتحدة.

Share This