كاثوليكوس الأرمن الأرثوذكس لبيت كيليكيا يشارك في القمة الروحية

أزتاك العربي- ذكرت مصادر إعلامية أن  القمة الروحية الإسلامية المسيحية التي عقدت في الصرح البطريركي في بكركي اليوم أكدت رفضها قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اعتبار القدس عاصمة لكيان الاحتلال الإسرائيلي.

ودعت القمة في بيان لها المرجعيات السياسية العربية والدولية إلى العمل معا بغية الضغط على الإدارة الأمريكية للتراجع عن هذا القرار “الذي يفتقد إلى الحكمة” التي يحتاج إليها صانعو السلام الحقيقيون مشددة على أن القدس التي تزخر بمواقع تاريخية مقدسة لدى الديانات التوحيدية ككنيسة القيامة والمسجد الأقصى ليست مجرد مدينة عادية كغيرها من مدن العالم بل أن لها موقعا مميزا في ضمائر مؤمني هذه الديانات.. وبالتالي فإن قرار ترامب المبني على حسابات سياسية خاصة يشكل تحديا واستفزازا لأكثر من ثلاثة مليارات من البشر ويمس عمق إيمانهم.

وعبر البيان عن التقدير الكبير للشعب الفلسطيني وخاصة أهل القدس لصمودهم وتصديهم ومقاومتهم الاحتلال ومحاولات تغيير الهوية الدينية والوطنية لمدينة القدس مناشدا الرأي العام الأمريكي بمنظماته الأهلية والدينية رفع الصوت عاليا لتنبيه الرئيس ترامب وادارته الى مخاطر القرار الجائر الذي يزج الشرق الأوسط في دورة جديدة من دورات العنف التي عانى منها كثيرا.

وأعرب البيان عن القلق الشديد من أن يؤدي التفرد الأمريكي بالانقلاب على قرار مهم من قرارات الشرعية الدولية التي تتعلق بالقضية الفلسطينية إلى الانقلاب على قرارات أخرى بما في ذلك القرار الذي يتعلق باللاجئين الفلسطينيين لمحاولة فرض تقرير مصيرهم خارج إطار حق العودة إلى بلادهم المحتلة.

من جهته اعتبر البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في كلمة له خلال افتتاح القمة أن “هذا القرار جائر وظالم بحق الفلسطينيين والعرب والمسيحيين والمسلمين والعالم أجمع ومخالف لقرارات الشرعية الدولية ولمقررات الأمم المتحدة وللقانون الدولي” داعيا المجتمع الدولي إلى رفض هذا القرار وإدانته.

وقال الراعي: “من المؤسف أن دولة مثل أمريكا تزعم بأنها تؤمن بحقوق الإنسان وتلتزم ببناء السلام تتخذ مثل هذا القرار الذي ينتهك حقوق الشعب الفلسطيني وحقوق المسيحيين والمسلمين في المدينة المقدسة ويهدم كل المحاولات للتوصل إلى سلام في المنطقة ويشعل نار الحرب من جديد”.

وأعرب الراعي عن أمله بأن يقف مجلس أساقفة الولايات المتحدة الأمريكية إلى جانب “ما سنطالب به في هذه القمة الروحية كما فعل منذ سنة 1984 حيث تقدم بإعلان خطي يرفض فيه نقل السفارة الأمريكية إلى القدس”.

ودعا الراعي إلى تطبيق قرارات الشرعية الدولية التي صدرت حول القدس المحتلة مطالبا بحماية المدينة المقدسة في طابعها الخاص ومعناها الديني بالنسبة للديانات التوحيدية الثلاث بحيث يضمن دوليا الدخول إليها وتحمى بالمساواة حقوق مؤمنيها المدنية والدينية.

من جانبه قال رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان الشيخ عبد الأمير قبلان في كلمته إن “هدف هذه القمة نصرة المظلوم ووضع حد للظالم وعلينا جميعا أن نعمل بما يمليه الواجب تجاه فلسطين والقدس”.

وأشار قبلان إلى أن لبنان قوي بوحدته وعمله الدؤوب من أجل الحق منوها بمواقف جميع القوى اللبنانية في رفضها هذا القرار الأمريكي الجائر.

إلى ذلك أوضح مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان في كلمة له أن “القدس ليست مجرد قطعة أرض بل هي قضية العرب التي يجب أن تكون القضية الأولى والمركزية والمحورية في الصراع العربي الإسرائيلي”.

حضر القمة عدد من البطاركة والمطارنة وعلماء الدين الإسلامي ورجال الدين المسيحي، حيث شارك في القمة: مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف الزين، رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان، شيخ عقل الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن، كاثوليكوس بيت كيليكيا للأرمن الارثوذكس ارام الاول كيشيشيان، بطريرك انطاكية وسائر المشرق والاسكندرية واورشليم للروم الملكيين الكاثوليك مار يوسف عبسي، بطريرك انطاكية والرئيس الاعلى للسريان الارثوذكس مار اغناطيوس افرام الثاني، بطريرك السريان الكاثوليك الانطاكي مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان، بطريرك كاثوليكوس كيليكيا للأرمن الكاثوليك مار غريغوار بطرس العشرين غبرويان، ممثل بطريرك انطاكيا للروم الاورثوذكس يوحنا العاشر المتروبوليت انطونيوس الصوري، النائب الرسولي للاتين المطران سيزار اسيان، رئيس المجمع الاعلى للطائفة الانجيلية في لبنان وسوريا القس سليم صهيوني، القائم بأعمال المجلس الاسلامي العلوي محمد عصفور، ممثل الكنيسة القبطية الارثوذكسية الارشمندريت رويس الاورشليمي، ممثل رئيس الكنيسة الكلدانية في لبنان المطران ميشال قصارجي المونسنيور يوسف ميخا، ممثل الكنيسة القبطية الكاثوليكية الاب انطونيوس ابراهيم وأعضاء اللجنة الوطنية للحوار.

Share This