إصبع أرمنية في عين اردوغان

 

أزتاك العربي- كتب اميلي مواتي في هآرتس أن الازمة الحالية مع تركيا هي فرصة جيدة لاسرائيل من اجل الاعتراف بقتل الشعب الارمني على أيدي الاتراك قبل اكثر من مئة سنة. وبهذا ايضا نقوم بعمل عادل تاريخيا، ونحل مشكلة الذين “العدل التاريخي” عندما يسمعونه يعتقدون أنه مرهم للبواسير – لأنه في نفس الوقت ندخل اصبعًا في عين الرئيس اردوغان، بدل الاستمرار في المراوحة. اذا كانت صديقاتنا الكبرى في العالم اعترفت بهذا الظلم الى درجة أن فرنسا منذ 2006 تعتبر انكار ابادة الأرمن مخالفة جنائية. فليس هناك سبب بعمرنا ومكانتنا ومع الحمل التاريخي الذي نجره خلفنا، ألا نقوم بذلك.

وتمت الإشارة في المقالة الى أن اسرائيل الرسمية تتملص من الاعتراف بابادة الأرمن وتكتفي باحناء الرأس الرمزي في المراسيم. مرة كل بضع سنوات يسمع عندنا صوت يدعو للقيام بهذه الخطوة المطلوبة، بالتأكيد للشعب الذي كان ضحية للاضطهاد الاكبر في تاريخ الانسانية وفقد ستة ملايين من أبنائه وبناته. ولكن بصورة غريبة، في كل مرة يتبدد النقاش ويعود الى الافتراضات العادية للحياة نفسها ويؤجل للمرة القادمة.
نائب وزير الخارجية، بنيامين نتنياهو، هو الذي قال في 1989 إن “هناك امور هي فوق السياسة وهناك امور هي فوق الدبلوماسية. كوارث الشعوب هي حالة واضحة من هذا الصنف من الامور”. لقد قيل هذا حول الاضطرابات التي اندلعت على ضوء عرض فيلم “خلف جبال أرارات” الذي يصف الطرد والسلب ومسيرات الموت والقتل لاكثر من مليون شخص ارمني. الفيلم لم يعرض في قناة رسمية، في نهاية الامر.

في عام 2000 شارك وزير التعليم في حينه يوسي سريد في يوم الذكرى لمذبحة الارمن ودعا الى الاعتراف بابادة الشعب الارمني، لكن الحكومة برئاسة اهود باراك تنكرت لذلك. بعد سنة تقريبا اقتبس شمعون بيريس الذي قال لصحيفة “تركش ديلي نيوز” إن “الارمن مروا بتراجيديا، لكن ليس بابادة”.

عام 2007 رفع الكنيست عن جدول الاعمال مشروع قرار لعضو الكنيست حاييم اورون (ميرتس) في أن تبحث لجنة التعليم والثقافة للكنيست في ابادة الشعب الارمني. إن قرار ازالة الموضوع من جدول الاعمال كان قرار رئيس الحكومة في حينه اهود اولمرت، الذي خشي من أن مجرد تناول هذا الموضوع سيتسبب بازمة في العلاقة مع تركيا. اضافة الى ذلك، في نفس السنة تمت دعوة اسرائيل للضغط على الكونغرس كي لا يعترف بكارثة الشعب الارمني. وزير الخارجية التركي الذي زار اسرائيل في حينه قال لبيرس إن الاعتراف الاميركي من شأنه أن “يتسبب بضرر كبير للعلاقات بين تركيا والشعب اليهودي ودولة اسرائيل”.

في نهاية عام 2011 فقط وبعد احداث قافلة “مرمرة” الى غزة، أجري للمرة الاولى نقاش علني في هذا الموضوع في لجنة التعليم التابعة للكنيست، بمبادرة زهافا غلئون (ميرتس) وآريه الداد (الاتحاد الوطني). وبسبب حساسية الموضوع والخشية من ازمة اخرى مع تركيا، شارك في النقاش رئيس مجلس الامن القومي يعقوب عميدرور وممثلون عن وزارة الخارجية ورئيس الكنيست في حينه رؤوبين ريفلين. النقاش لم يؤد الى أي تغيير في مقاربة اسرائيل لكارثة الشعب الارمني.

في حزيران 2016 قررت رئاسة اللجنة التنفيذية للهستدروت الصهيونية الاعتراف بابادة الشعب الارمني، لكن حكومة اسرائيل لم تنفذ في أي يوم هذا الواجب الاخلاقي. توجد لنتنياهو الذي بدأ حياته السياسية قبل نحو ثلاثين سنة بذلك القول الشجاع، فرصة لانهاء حياته السياسية بقيام اسرائيل برئاسته باخراج تلك الاقوال من حيز القوة الى حيز الفعل. حيث أنه حقا توجد أمور هي فوق الدبلوماسية والسياسة.

Share This