كتاب (معجم الآلهة والأساطير) (5)

أرا الجميل

أحد الآلهة الأرمنية الأقدم ارتبط اسمه بوثاقة مع سميراميس. كان آرا الجميل يجسّد في بداية عهده النباتات الربيعية والحصاد والماء ثم ظاهرة الموت والانبعاث وكانت عبادته منتشرة جداً على أرض أرمينيا التاريخية. وبفضل تأثير المعتقدات الشرقية القديمة، ارتبط اسمه بسيميراميس أو شامورامات. بناء على الأسطورة، أقامت له سميراميس تمثالاً. وحسب الروايات الأقدم التي سجلها “أبو التاريخ الأرمني” موفسيس خوريناتسي، أغرت الملكة الأشورية الملك الأرمني آرا الجميل وحاولت السيطرة عليه بعرض رغبتها في الزواج منه والصعود على عرش آشور إلا أنه رفض اقتراحها فقُتل أثناء المعركة ضدها وقامت شامورامات بإعادته إلى الحياة ثانية بمساعدة الآلهة. لكن جرى تغيير في هذه الأسطورة لاحقاً تحت تأثير العقيدة المسيحية. بناء على الأسطورة الجديدة، نفقت جثة آرا. تعكس الأسطورة عن إله الأرمن الذي يموت ثم يقوم من بين الأموات ليمثّل دورة الطبيعة. تشير هذه الأسطورة أيضاً إلى الإخلاص الأُسري والعفّة. استخدمت الأسطورة في الآداب والفنون الأرمنية مثل تراجيدية “آرا الجميل” التاريخية-الأسطورية للكاتب ناييري زاريان وفي لوحات زيتية مثل “آرا الجميل وسميراميس” للرسام الأرمني ف. سورينيانتس وغيرهما.

أراليزيون (هاراليزيون)

أرواح عُبدت في أرمينيا إلى جانب آرا الجميل وسميراميس وكانت تلعق جراح الأبطال الذين سقطوا على ساحة المعركة وتبعثهم إلى الحياة ثانية.

أرامازد (أهورامازدا)

الإله الأعظم وأب جميع آلهة البانتيون الأرمني. كان خالق السماوات والأرض ومانح الناس الازدهار والبسالة وللأرض الخصوبة والوفرة. من ألقابه “الكبير” و”الباسل”. كان طيباً في طبيعته ويتطابق إلى حد ما مع الإله الفارسي الأكبر أهورامازدا لأنه ليس هناك إله للشر إلى جانبه كأهريمان الفارسي. ماثلوه لاحقاً مع زيوس اليوناني وجوبيتر الروماني تحت تأثير الهيللينية في أرمينيا. كان معبده يقع على ضفة نهر الفرات في قلعة آني في مقاطعة الداراناغيين ومن المحتمل كان موقع رئيس الكهنة أيضاً وكان تمثاله منتصباً هنا والمدافن الملكية مبنية في هذه القلعة. كانت لأرامازد معابده أيضاً في ناحية أندزيفاتسياتس في مقاطعة باسفرجان وسواها من المواقع ويحتفلون بعيده في رأس السنة تجري أثناءه الألعاب الرياضية ويضحون له الحيوانات الشهباء مثل الثيران والخيول والبغال والتيوس وغيرها.

أراكنيه

كلمة يونانية تعني عنكبوت. فتاة ليودية ماهرة في شغل الإبرة تجاسرت على تحدي أثينا في مبارزتها في هذا الفن فحولتها الإلهة إلى عنكبوت.

أركونيون

كلمة يونانية تعني الأبطال الذين اجتاحوا كولخيس كذلك المبُحرون. ظهرت أسطورتهم في حقبة ما قبل هوميروس إلا أنها وصلتنا عن طريق الشاعر بينتاروس في القرن 5 ق.م. وبتحويرات أخرى في قرون متأخرة. جرت أحداثها قبل جيل واحد من حرب طروادة. طرد بيلياس شقيقه غير الشرعي إيسون، ملك مدينة يولكوس التيسّالاية، وتبوأ السلطة فيها. وبعد أن شبّ ياسون بن إيسون، ظهر في يولكوس فارتعد بيلياس من مطالبته بحقه في العرش فأمر إعادة صوف تمثال الكبش الذهبي إلى هيللادا من مملكة أييتيس (عند فراره من مؤامرات أمه غير الشرعية راكباً على ظهر الكبش السحري وصل بريكسوس إلى بلد أييتيس وضحّى الكبش لزيوس هناك وعلّق جلده في بستان إيا المقدس الذي يحرسه التنين). استعدّ ياسون للحملة فانضم إليه أبطال عديدون من مناطق اليونان العديدة. ورغم اختلاف جدول المشتركين لدى المؤرخين الأقدمين، وصل عدد الأبطال مع ذلك إلى حوالي 50 حسب عدد مجاذيف السفينة. بناء على روايات أقدم، ينتمي الأبطال إلى قبيلة المينيين الأسطورية التي استوطنت في بيوفتيا. ومع انتشار الأسطورة في جميع أصقاع اليونان، انضم أبطال جدد إلى الأركونيين بينهم أوربيفس وهرقل وأمبياراوس والبورياديون وكاستور وبوليديفكيس وميلياكروس وتيديفس وتيسيفس وغيرهم. شيد الأبطال سفينة “أركو” بقيادة أركوس ومساعدة أثينا وسافروا إلى إيا القصية. يُطابق بينداروس تلك البلاد مع كولخيس الساحل الجيورجي على البحر الأسود. جاء في إحدى الأساطير المتأخرة ذكر طريق سفر الأركونيين من إييولكوس نحو ليمنوس ثم إلى جزيرة سامونتراكيه وهيلليسبونتوس وبلاد الدولونيين حيث استقبلهم الملك كيزيكوس بحبور كبير. جرّ النيمبيون هيلاساً تحت ماء النهر قرب مدينة كيوس فاتجه هرقل للبحث عن حبيبته وتأخّر عن ركب الأركونيين. دعا أميكيس ملك البيبروكيين في بيوتانيا الأركونيين وقُتل من قبل بوليديفكيس. أنقذ البورياديون في مدينة سالميديسوس في ثراقيا الرجل المسن الكفيف بينيفس من الهاربيين الذين يفسدون غذاءه. وكإشارة امتنان، نصحهم الرجل المسن في كيفية التخلص من الصخور المتحركة التي تدعى السيمبليكادية التي كانت تسحق السفن العابرة من خلالها. فأطلق الأركونيون حمامة طارت بين تلك الصخور فتصادمت بعضها بعضاً ثم افترقت وكانت تلك برهة مناسبة للمرور بسرعة من خلال تلك البقعة الخطيرة. أبحر الأركونيون على طول ساحل بونتوس وزاروا بلاد الأمازونيات ثم جزيرة آريس حيث تستوطن الطيور السيومبالية وترمي ريشها النحاسي كالنبال فطردوا تلك المخلوقات المتوحشة. انضم إليهم هنا أبناء بريكسوس الذين كانوا عائدين إلى هيلاّدا من كولخيس. بعد الوصول إلى كولخيس، طلب ياسون من أييتيس الجزّازة الذهبية ووافق الملك ظاهرياً واشترط أن يُخضع ياسون الثيران ذات الحوافر النحاسية التي تنفث ناراً وربطها للمحراث وحرث الأرض المكرسة لإله الحرب وزراعة أسنان التنين. ولد من هذه الأسنان شبان مغاوير جاهزون للهجوم على ياسون. وانطلاقاً من نصيحة العرّافة ميديا بنة أييتيس العاشقة لياسون، رمى هذا الأخير صخرة ثقيلة على جموع المغاوير الذين قاموا بالهجوم وقتل بعضهم بعضاً ثم قضى ياسون على الأحياء الباقين. استخدم يفريبيديس هذه الأسطورة في مسرحيته “ميديا” التراجيدية وتجسّدت في مختلف الفنون بشكل واسع. كلمة أركوني تعني مجازياً البحّار الشجاع والمغامر الباحث عن الغنى والذهب.

أركوس

(1) مارد متعدد الزوجات وابن أكينور. كانت عيناه تبقيان مفتوحتين جزئياً عند نومه. أسندت إليه هيرا حراسة إيو لأنه تحول إلى بقرة. إلا أن هيرميس سبب له النوم وقتله وحرر إيو فوضعت هيرا عيني أركوس على ذنب الطاووس. وكلمة أركوس تعني مجازاً الحارس المتيقظ. (2) ابن زيوس ونيوبيه وملك مدينة أركوس.

أريك

إله كان يجسّد عبادة الشمس عند الأرمن القدماء بشكلها البدائي على هيئة قرص كمصدر للنور والحرارة. كانت من الآلهة المحبوبة في أرمينيا وجميع القبائل الأرمنية تعبدها. وبفضل التأثيرات الهيللينية، تطابقت أريك مع هيليوس والآلهة الأرمنية الأخرى لاحقاً مثل تير وميهر وفاهاكن وكانت تماثيلها منتصبة في مدينة أرمافير الأرمنية القديمة إلى جانب تمثال القمر. ولجت عناصر عديدة من عبادتها إلى الدين المسيحي لاحقاً.

أريون

حصان هرقل وأدراستوس. كان أدراستوس الوحيد بين 7 قادة تخلص من الدمار بفضل سرعته أثناء اجتياح طيبيه. كان أريون ابن بوسيدون وديمترا. وكان بوسيدون العاشق يلاحق ديمترا في وقت كانت تفتش عن بيريسبونيه. وللاختباء من بوسيدون، تحولت الإلهة إلى مهر واختبأت بين قطيع الخيول التي ترعى. وللاقتراب منها، تحوّل بوسيدون إلى حصان فأنجبت له أريون. تعكس هذه الأسطورة بقايا الديانات الطوطمية.

أريس

إله الحرب وابن زيوس وهيرا ووالد بويبوس وديّموس وهارمونيا. تروي الأسطورة الهوميروسية حول اشتراكه في الحرب الطروادية إلى جانب الأرويين. جُرح أثناء المعارك من قبل ديوميديس وانكسر أثناء مصارعته لأثينا. هناك أسطورة حول علاقة أريس الغرامية مع أفروديت. هناك أساطير تعتبره والد الأمازونيات الأول وبعض الأبطال. يبدو أنه كان يجسّد المحارب العنيد ومن المحتمل وجد له موقعاً بين صفوف الآلهة الأوليمبية بفضل أسطورة هوميروس. لم تكن عبادة آريس منتشرة كثيراً في اليونان ولا تذكر المصادر حول مكان عبادته الرئيسي لكنه كان يتطابق مع المريخ الإيطالي في روما. من المحتمل، نشأت عبادة المريخ من الحياة الزراعية في بادئ الأمر. لكن، وبعد اندماجه مع أريس، تحوّل إلى إله الحرب فقط واعتُبر والد رومولوس وريموس مؤسسي مدينة روما. أصبح آريس أحد أهم آلهة روما والأكثر عبادة إلى جانب جوبيتر كويرينوس. وكان الكهنة السالينيون يترأسون عبادة المريخ في روما ويعتبرون الترس الهابط من السماء من أهم مقدسات الإله وينظمون مسيرات رسمية في يوم عيده حاملين التروس. شُيد للإله المريخ معبد في “ساحة المريخ” في روما في بداية الحكم الإمبراطوري. كانت تجري احتفالات كبيرة مكرّسة له في رأس السنة الرومانية الواقع في شهر آذار من كل عام وسُمي أحد الأجرام السماوية باسمه وتحديداً المريخ الذي يُشبه لونه لون الدم الأحمر الكاشف. جُسّد أريس في الفن القديم على هيئة شاب قوي البنية وخوذة على رأسه في معظم الأحيان. وتمثاله المصنوع من قبل النحّات ليسيبوس هو الأشهر لكن لم تصلنا سوى نسخ عنه لا الأصل. نجد تمثاله النصفي الروماني بخوذته الحربية التي تنتهي بصورة أبي الهول في متحف الإرميتاج ومن المحتمل أنه النسخة التي نحتها المثّال بوليكليتوس. كذلك، كُرست تماثيل كانوفا وتورفالدسين ولوحات بوتيتشيللي وفيلاسكيس وغيرهم لأريس.

أريتيه

ملكة الفياكيين وزوجة الملك ألكينوس الذي كان ابن عمها حسب رواية هوميروس. يبدو أن هذا الزواج يعكس عادات القربى القديمة جداً في هذا الشأن. يؤكد هوميروس على موقع الملكة المشرّف عند الفياكيين وكانت تمتاز بنفوذ كبير لديهم فلجأ فوتيسيفس إليها بمشورة نافسيكا طالباً المساعدة لأنها كانت تقوم بمهمة القاضي في بعض الأحيان أثناء جدالات الفياكيين. تشير أسطورة آريتيه إلى مخلّفات سيادة الأم عند بعض القبائل اليونانية في العصر الميسيني.

أريتوسا

من النيرييتيين ونيمبا الينابيع الكائنة في إيليس وصقلية كانت عبادتها مندمجة مع عبادة أرتميس. بناء على أساطير متأخرة، عشقها إله النهر ألبيوس وقام بملاحقتها. وللتخلص منه، تحولت أريتوسا إلى ينبوع إلا أنه بدوره تحول إلى نهر فاختلطت مياهه بمياهها. من المحتمل، نشأت الأسطورة في بيليبونيس ثم انتقلت إلى صقلية مع المستوطنين اليونانيين. كانت أريتوسا تُجسّد على شكل إمرأة شابة محاطة بالأسماك. ألهمت هذه الأسطورة الفنانين والملحنين مثل قصيدة “نافورة أريتوسا” من أجل العزف على الكمان للملحن شيمانوفسكي.

أريبوريا

عيد أثيني مكرّس على شرف أثينا حامية الزراعة كان يحتفل به في شهري حزيران-تموز. كانت فتاتان في سن 7-11 عاماً تقومان بالدور مدة سنة وتسكنان في الأكروبول وتخدمان معبد الإلهة أثينا. كان السكان يجلبون شتى أنواع الهدايا المقدسة إلى معبد الإلهة الكائن تحت سطح الأرض وكان الهدف من هذا الطقس الديني زيادة خصوبة الأرض وتأمين الرخاء في مدينة أثينا.

أريادنيه

ابنة مينوس وباسيبايا من المحتمل كانت إحدى إلهات كريت قديماً. عندما وصل تيسيفس إلى كريت، أصبح فريسة مينوتافروس الذي كان يقيم في المتاهة فساعدت أريادنيه البطل بتقديم خيط له. بعد قتل مينوتافروس، أفلح تيسيفس في الخروج من المتاهة بالخيط المربوط في المدخل. اصطحب البطل أريادنيه إلا أنه تركها في جزيرة ناكسوس وهي نائمة. أصبحت أريادنيه كاهنة ديونيسوس وزوجته ونالت من الآلهة هدية هي عبارة عن إكليل الزواج الذي وضِع بين مجموعة نجوم التاج الشمالي. تمركزت عبادتها في جزيرة ناكسوس وكانوا يعبدونها في أثينا كزوجة ديونيسوس. هناك تعبير “خيط أريادنيه” المجازي الذي يعني إيجاد وسيلة للخروج من مأزق. صوروها في الفنون القديمة نائمة وألف عنها شتراوس أوبرا “أريادنيه في ناكسوس”.

أريون

شاعر وملحن يوناني عاش في القرن 7-6 ق.م. ارتبطت به الرواية التالية: عندما كان أريون مسافراً بحراً، فكّر البحارة في قتله وسلبه فرجاهم أن يسمحوا له بالغناء للمرة الأخيرة ثم رمى نفسه في البحر فحمله الدلفين المنتشي من غنائه إلى الضفة. هناك أسطورة مختلفة تقول إن أبولّون أرسل الدلفين لإنقاذه أو اتخذ أبولّون هيئة الدلفين. ألهمت الرواية شعراء ورسامين عديدين وألف الشاعر الروسي ألكسندر بوشكين على سبيل المثال قصيدة “أريون”.

أريستيوس

إله قديم للزراعة انتشرت عبادته في تيساليا وبيوفتيا وهونيا وكيورينيه وإيطاليا وكان ابن أبولّون ونيمبا كيورينا واعتُبر حامي المحاصيل من المحل والبَرَد والمدافع عن القطعان والرعاة ومنقذ التائهين على الدروب. علّم الناس زراعة الكرمة وشجرة الزيتون وتربية النحل. بناء على الأساطير، حاز أريستيوس على الأبدية واقترن من أفتونسيه وأضحى والد أكريون. تقترب عبادته من عبادة أبولّون.

أركاس

ملك أركاديا ومانح اسمه لها. هو ابن زيوس وكاليستو. حاول قتل والدته أثناء حملة قنص فحوّلتها أرتميس إلى دب. حوّل زيوس أركاس وكاليستو إلى برج الدب الكبير والدب الصغير.

أرفاليون

جماعة من كهنة رومانيين كانت مرتبطة بعبادة ديا الإلهة الرومانية القديمة. كانت طقوس هؤلاء الأشقاء تحمل طبيعة زراعية وكانوا يضحّون سنابل القمح والخراف والثيران والخنازير في عيدها الرئيسي في شهر أيار ويغني المشتركون موسيقى أرفالية خاصة ويصلّون كي تمنحهم الإلهة محصولاً وفيراً وكانت هذه الاحتفالات تنتهي بتنظيم الولائم والأفراح. أعاد الإمبراطور أوغستوس طقوس هذا العيد التي كانت قد بدأت بالاضمحلال وشكل من الأشقاء الأرفاليين هيئة من 12 شخصاً بينهم هو وعائلته.

أرتميس

إحدى أهم الآلهة في اليونان القديمة. هي ابنة زيوس وليتو وشقيقة أبولّون التوأم. ارتبطت باسمها أساطير عديدة مثل: (1) قتل المارد تيتوس من قبل أرتميس وأبولون لأنه حاول تحقير والدتهما ليتو. (2) ولادة أرتميس وأبولون الرائع في جزيرة ديلوس. (3) إبادة أولاد نيوبيه. (4) تحوّل أكتيون إلى غزال. (5) إنقاذ إفيكينيا بأعجوبة.(6) مقتل أوريون وسواها من الأساطير.

تصوَّر أرتميس في الأساطير كإلهة عذراء عفيفة.وهناك أسطورة واحدة فقط حول حب أرتميس للفتى إنديميون الجميل. تشير نعوت الإلهة العديدة: “أرتميس أورتيا” (الواقفة بشكل مستقيم) و”أرتميس البرافرونية” و”أرتميس تافروبولوس” (صائدة الثيران) وغيرهما أنها جمعت في نفسها عدة آلهة محلية. تؤكد آثار التضحيات البشرية حول قِدَم عبادة أرتميس. ومثالنا على ذلك، أن الرجال كانوا يُحدثون جرحاً خفيفاً على جلد رقابهم أثناء الاحتفال بعيدها. هناك افتراضات غير مؤكدة على أن عبادة أرتميس وصلت إلى اليونان من منطقة القرم. لكن، يُتأكد من المدوّنات التي وصلتنا من العهود الميسينية على أنها كانت إلهة في فترة لم تكن لليونانيين أية علاقة مع القرم. تشير عبادة أرتميس كربة للحيوانات، التي بدأت في اليونان الميسينية، إلى أن دائرة الحيوانات في المدة الأولى كانت واسعة جداً فانصهرت في نهاية المطاف وأضحت الظباء والدببة حيواناتها المقدسة المفضلة. كانت كاهنات أرتميس البروفرونيات في أتّيكا يرتدين جلد الدببة ويرقصن رقصة طقسية. وخير دليل على ذلك، لقب “أورتيا” الذي اتخته الإلهة. كانت أرتميس إلهة النباتات والإثمار وكانت هذه العبادة منتشرة في إفسس على وجه الخصوص حيث معبدها الشهير الذي أحرقه هيروستراتوس في عام 356ق.م. كانت أرتميس تُجسّد على هيئة أم مرضعة بحلمات عديدة. كانت عبادتها مرتبطة مع مناطق اليونان الدورية ومستوطنات هيلاّدا الكبرى (كانت تتشكل من إيطاليا الجنوبية وصقلية) كإلهة الإثمار وتُعتبر حامية الولادات أيضاً وتتطابق مع الإلهة إيليتيا في بعض الأحيان وكانت النساء الحبالى بالتالي يقدمن لها الهدايا. من المعترف به، أن المتزوجين كانوا يقدمون ضحايا على شرفها. كان أدميتوس قد نسي هذه العادة فدسّت له الإلهة بعض الثعابين. تحولت أرتميس، إلهة الحيوانات في أسطورة هوميروس، إلى قنّاصة وكان الصيد من هوايات أشراف القبائل المحبوبة. وكصيادة، كان بوسع الإلهة جرح الناس بالنبال. قد قُتل أوريون (أو أكتيون) لأنه حاول منافسة الإلهة في الصيد. أصبحت أرتميس إلهة القمر لاحقاً وكانوا يطابقونها حتى مع سيلينيه وديانا إلهة القمر المحلية في روما وينسبون جميع مهامها إلى ديانا كالصيد والولادة (ديانا لوتسينا) ورعاية الحيوانات البرية ويطابقونها مع هيكاتيه في بعض الأحيان. كان معبد ديانا منتصباً على التلة الأفنتية ومن هنا كُنية الإلهة. اعتُبرت الإلهة حامية الضعفاء والعبيد أيضاً وترافقت عبادتها في مدينة أرتيس مع الأضاحي وفرضت أن يكون خادم كاهنها عبداً. صُورت أرتميس في العالم القديم كفتاة تصطاد بثوب قصير وعلى ظهرها جعبة نبال وإلى جانبها غزال كان حيوانها المقدس المفضل. وكإلهة القمر، جسّدوا أرتميس بثياب طويلة وعلى رأسها هلال وبيدها مشعل. هناك تمثال لها أكثر شهرة في متحف اللوفر وبعض تماثيلها النصفية في متحف الإرميتاج. استخدم الشعراء والرسامون أسطورتها ومنهم بوشكين وروبنز وليرمونتوف وغيرهم.

المصدر: كتاب (معجم الآلهة والأساطير)، لمؤلفيه: م.ن. بودفينّيك، م.أ. كوكان، م.ب. رابينوفيتش، ب. سيليتسكي، ترجمه عن الأرمنية الدكتور ألكسندر كشيشيان، حلب 2011 (5).

Share This