المؤرخ التركي تانر أكتشام: الإبادة الأرمنية حقيقة تاريخية تدمّر هوية المجتمع التركي

 

أزتاك العربي- كتب احمد حسن في الناشر أن المؤرخ التركي تانر أكتشام، قال إن السلطات التركية ملزمة بأن تواجه تاريخها إذا أرادت إنشاء نظام للاحترام الديمقراطي وحقوق الإنسان، مؤكدا، أنه من دون مواجهة التاريخ، والنظام الديمقراطي من المستحيل إقامتهما.

وأضاف، أنه في الوقت الحاضر هناك نظام استبدادي ديكتاتوري  في تركيا، وحقوق الإنسان والحريات الأساسية، ولا سيما حرية الفكر تنتهك.

وأشار، إلى أن مئات المثقفين والكتاب والصحفيين مسجونون، والهياكل الديمقراطية الرئيسية والقوانين لا تعمل، والقضاء يخضع كلياً لسيطرة شخص واحد، وتمّ القضاء على مبدأ سيادة القانون، مضيفا، إن القضايا العرقية – الدينية، ولا سيما القضية الكردية، وقضايا العلويين والأقليات المسيحية واليهودية في وضع سيء.

وألقى أكتشام، الضوء على أربعة أسباب لمواجهة التاريخ: “الأول هو أنه إذا كنت تريد أن يكون لديك نظام ديمقراطي يحترم حقوق الإنسان، عليك أن تواجه انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبت خلال التاريخ، إذا كنت غير قادراً على مواجهة انتهاكات الماضي، اليوم لن تكون قادراً على إنشاء مجتمع يحترم حقوق الإنسان، سوف تبني المستقبل بالطريقة التي تنظر بها إلى الماضي، السبب الثانى، إذا كنت تناقش القضايا الموجودة في التاريخ، مشيرا إلى أن “الأرمن خونة”، “اليونانيين يستحقون ذلك”، “الأكراد يلعبون لعبة الإمبريالية”، “هؤلاء الخونة الذين يريدون تقسيم البلاد وتهديد خطير لبلدنا” ، والآن سوف ينظر إلى هذه القضايا من هذا المنظور، كيفما انتُهكت في السابق الحقوق الأساسية، سوف يحصل الشيء نفسه اليوم”.

و ذكر المؤرخ، أن المجتمعات التي كانت لها علاقات سيئة ومؤلمة في مسار التاريخ، لم تكن قادرة على العيش مع بعض إلا في حالة التحدث مع بعضها البعض، ووفقاً للسبب الثالث، فمن الضروري إعادة الكرامة الإنسانية للأشخاص الذين قُتلوا في الماضي، وأخيراً، كسبب رابع يذكر المؤرخ التركي أن الرفض من مواجهة التاريخ يمكن أن يؤدي إلى عواقب وخيمة، وإنكار مواجهة التاريخ يعني أن يكون لديك القدرة على تكرار نفس الجريمة.

وتحدث أكتشام عن الإبادة الجماعية الأرمنية قائلاً: “لقد أنشأنا دولة قومية في عام 1923 وأنشأنا هوية وفقاً لها، واليوم تحولت هذه الهوية إلى حقيقة تحدد تفكيرنا ومشاعرنا، وبعبارة أخرى، العلاقات الاجتماعية والثقافية الكاملة للمجتمع، ولكن إذا بدأنا، على سبيل المثال، في الحديث عن الإبادة الجماعية الأرمنية، سنرى كيف يبدأ هذا الواقع في الانهيار، إن الإبادة الجماعية الأرمنية هي حقيقة تاريخية تدمر تماماً بنية هوية المجتمع التركي، وهذا هو السبب في أننا نتجنب مواجهة التاريخ”.

Share This