خطاب رئيس الجمهورية بمناسبة عيد الجمهورية

وجه رئيس جمهورية أرمينيا سيرج سركسيان خطاباً بمناسبة عيد الجمهورية جاء فيه:

“إن جمهورية أرمينيا التي ولدت في الثامن والعشرين من مايو أيار 1918 كانت تتويجاً لنضالنا الطويل. وقد ظلت هذه الجمهورية سنتين ونصف. إذا أخذنا بعين الإعتبار أننا في سبتمبر أيلول سنحتفل بالذكرى العشرين لدولتنا المستقلة الجديدة فإن فترة السنتين والنصف مدة قصيرة جداً لعمل شيء ما. ولكن هذا من النظرة الأولى فقط. في الواقع كانت هي الثورة الأكبر التي حدثت في الأزمنة الحديثة في قلب الشعب الأرمني ووعيه.

وبالثامن والعشرين من مايو أيار كان الشعب الأرمني يتبنى نظاماً جديداً للقيم يتمثل بالإستقلال والديموقراطية. إذا كانت أرمينيا الحالية وريثة الجمهورية الأولى وهذا صحيح فإنها بالدور الأول وريثة نظام تلك القيم. إذا كنا حتى الثامن والعشرين من مايو أيار نحاول تنظيم أنفسنا في مؤسسات دينية وثقافية وحزبية وإجتماعية وغيرها فإنه بعد الثامن والعشرين من مايو أيار بدأنا ننظم أنفسنا كدولة وهو الشكل الأعلى والأكثر فعالية لتنظيم الأمة. لقد أعدنا النظر في كثير من الأمور سواء في أنفسنا أو حولنا.

في الثامن والعشرين من مايو أيار 1918 كنا رعايا وأُعلن عن مواطنة الأرمني في ذلك اليوم. إن طريق الدولة الحرة والمواطن الحر طويل وشائك. إننا نذلل عقبات الطريق حتى اليوم، ولكنه كان بداية جديدة ونهجاً سياسياً صحيحاً. لقد إجتاز الشعب الأرمني بأسره الإمتحان المصيري بشرف. وقد جرى ذلك في لحظة تاريخية عندما كان الكثيرون في العالم قد يئسوا سواء في فكرهم أو بالإعراب عن ذلك علناً بشأن أرمينيا والشعب الأرمني.

إن اليائسين في أوساط الأرمن كانوا كثيرين أيضاً. ولكن تعابير الوحدة القومية كانت ساطعة في معارك مايو أيار سنة 1918. فإرادة الشعب الأرمني صنعت المعجزات في تلك الأيام ونحن نقول ذلك بفخر وإمتنان، لأنه بثمن حياة ودماء الأبطال في معارك مايو أيار أُنقذت أرمينيا من مخالب الموت. كان الوضع طارئاً في البلاد، ولكن الشعب والسلطات لم ينسوا الأهم وهو أن الإستقلال والديموقراطية لا يتناقضان. بالعكس أنهما ضمانة لبعضهما البعض.

إن أرمينيا الحالية أيضاً عاشت أياماً صعبة وكانت أمام هذا التناقض. إننا اليوم كأمة ودولة أقوياء لإحداث تغيير نفسي جديد وتنفيذ معادلة جديدة وهي أن مصالح وحقوق الفرد مقدسة مثل مصلحة المجتمع والأمة. أنا مقتنع في أنه لا يوجد تناقض، يوجد فقط فهم غير عميق للوقائع في بعض أوساط المجتمع. إن ما لم تستطع فعله أرمينيا التي ولدت مجدداً في الثامن والعشرين من مايو أيار بسبب الظروف التاريخية رغم جهودها الصادقة والحثيثة يجب أن تتمكن من القيام به أرمينيا التي ولدت مجدداً في الحادي والعشرين من سبتمبر أيلول. يجب تلقي العبر من التجربة السلبية والإيجابية للأحداث المهمة التي جرت في الماضي.

الإذاعة الأرمينية

Share This