استضافة تركية بشأن الـ 7 بالمئة

يبدو أن حالة العلاقات التركية-السورية تسير في انزلاق. خاصة وأن أردوغان بدأ بالحديث مع دمشق بالشروط الزمنية مع التشديد على رؤية الاصلاحات التي يمليها منفذة. والأكثر من هذا، معلناً أن تركيا لا يمكنها الوقوف غير مبالية أمام الشعب السوري وهو يتعرض للعنف. وأمام كل هذه التهديدات التركية، ترد دمشق بضبط النفس لأسباب مفهومة.

إن المحور الأساسي للعلاقات بين الدول هو العقدة الكردية الغير مرئية في المحادثات المعلنة. فبين الحين والآخر تسرب أخبار على أن السلطات السورية سلمت تركيا أعضاء من مجموعات كردية. ولاننسى أن 15 حزيران قد أعلن انتفاضة كردية على الأراضي التركية. فالمجموعات الكردية في سوريا تشكل تهديدات جدية لقضية تركيا المركزية.

لنركز على المسألة الأصلية. فقد كتبت جريدة (صباح) التركية، بعد أن أوضحت عن العلاقات التركية السورية المضطربة، أن أنقرة قلقة بشأن وضع السكان الأكراد والأرمن والشركس الذين يشكلون 7 بالمئة من السكان. وتضيف أن أبواب تركيا مفتوحة لهم في حال الضرورة. وفي هذه الحالة، وفق (صباح) فإن 500 ألفاً حتى المليون من المهاجرين سيدخلون الى تركيا.

من الصعب تسليط الأضواء على هذا الخبر إن لم تكن الصحيفة قد اقتبست معلوماتها من مصادر دبلوماسية تركية. فمن الواضح أن ما نشر هو اسلوب غير مباشر لتسريب المعلومات الرسمية.

وهذا الخبر يتعارض مع مقالة روبيرت فيسك في (ذي إينديبندنت) الذي توقع أن تركيا تجهز نفسها لإقامة مواقع للمهجرين على امتداد صحراء دير الزور والقامشلي على الأراضي السورية لمنعهم من دخول تركيا.

إذاً، لنجتاز توقعات فيسك ونركز على معلومات (صباح)، لنقتنع أن تركيا قلقة على الأكراد والشركس والأرمن السوريين… لنكمل. أبواب تركيا ستكون مفتوحة أمام 7 بالمئة من السكان السوريين ومن بينهم المهاجرين الأرمن.

من الصعب ألا نحاول وصف هذه الاستضافة التركية كوضع كاريكاتوري. لنوضح فقط أنه قبل تسعة عقود الأرمن كانوا قد هجروا قسراً من تركيا الى صحراء سوريا ناجين من عمليات الابادة وحينها سوريا هي التي فتحت أبوابها أمامهم.

والآن، تركيا تتحدث عن استضافة موجة مهجرين بالاتجاه المعاكس باسلوب محرّف للحقيقة وبشكل غير مباشر تحت عناوين إنسانية.

إن المحاولة التركية لترحيل المهجرين قد انتهت بالإبادة. والـ7 بالمئة من السكان في سوريا لا يحملون المؤشرات لضرورة الترحيل. خاصة وأن أرقام المهجرين التي نشرتها (صباح) مليون و500 ألف تعيد مفاهيم أخرى الى الذاكرة.

1 حزيران 2011

شاهان كانداهاريان

رئيس تحرير “أزتاك” – بيروت

Share This