بيان سفارة أرمينيا بالقاهرة حول مذبحة سومغايت

 

أزتاك العربي- نشر علاء المنياوي في البلد المصرية بيان سفارة جمهورية أرمينيا بالقاهرة حول مذبحة سومغايت، الذي يؤكد أنه أنه قبل ثلاثين عاما، وقعت المذبحة التي تضمنت عمليات جلد وسحل وقتل للأرمن في مدينة “سومغايت” الصناعية، التي تبعد عن “باكو” عاصمة أذربيجان مدة ثلاثين دقيقة بالسيارة، بينما كان المارة ينظرون إليها.

قالت السفارة في بيان لها اليوم، لقد تم استكمال هذه الأحداث بموجب من المظاهرات المناهضة للأرمن في أذربيجان بالكامل في شهر فبراير لسنة 1988.

وتابع البيان: كان ذلك رد فعل وحشي من أذربيجان على القرار الشرعي والسلمي الذي تبناه نواب مجلس الحكم الذاتي لإقليم ناغورنو كاراباخ في جلسة عقدت في 20 فبراير 1988، وكان القرار تحويل الحكم الذاتي لإقليم ناغورنو كاراباخ من أذربيجان إلى أرمينيا.

وفي27 فبراير 1988، تشكلت عصابات كبيرة من الأذريين وتوزعت ضمن مجموعات شرعت في مهاجمة وقتل الأرمن في الشوارع وفي شققهم على حد سواء، ومما ساعد في ازدياد الأمر سوءًا عمليات النهب التي جرت على نطاق واسع وانعدام التزام ضباط الشرطة. وكانت أعمال العنف في سومغاييت غير مسبوقة في نطاق الاتحاد السوفييتي، واجتذبت قدرًا كبيرًا من الاهتمام لدى وسائل الإعلام الغربية، وكان عدد القتلى الصادر رسميًا من المدعي العام 32 شخصًا، ولكن في الحقيقة كان القتلى الأبرياء لا يقل عن 200 شخص.

وقالت السفارة في بيانها، أن رد فعل الحكومة السوفييتية على الاحتجاجات في البداية كان بطيئًا، وكان التفكير في إرسال وحدات عسكرية لفرض الأحكام العرفية في البلدة فعل غير مسبوق في تاريخ الاتحاد السوفييتي، وفي يوم 28 فبراير، دخلت وحدة صغيرة من القوات السوفيتية المسلحة الى المدينة وحاولت دون جدوى إخماد أعمال الشغب.
وفي اليوم التالي، تدهور الوضع لدرجة اضطرت الحكومة السوفيتية إلى دعوة المزيد من القوات المسلحة وتم تهدئة الوضع أخيرًا عندما دخلت وحدات عسكرية أكثر احترافًا مع الدبابات وغيرها من العربات المدرعة بعد يوم واحد. وفرضت القوات التي أرسلتها الحكومة الأحكام العرفيةفي سومغاييت، وأعلنت حظر التجول، وأنهت الأزمة.
ووفقًا لشهود عيان بدأت أول أعمال العنف بالقرب من محطة الحافلات في المدينة حيث قاموا بتخريب وتدمير أكشاك الصحف والمحلات التي يملكها الأرمن. وكانت العصابات أغلقت الطرق وأوقفت السيارات والحافلات، ومن ثم طلبت معرفة ما إذا كان الأرمن في الداخل. فإن كانوا هناك، فكانت العصابات تقوم بسحبهم وضربهم حتى الموت باستخدام عبوات من الأسلحة المصنوعة يدويًا،كما ارتكبت العديد من أعمال الاغتصاب الجماعي والاعتداء الجنسي، التي جرت في الشقق وبشكل علني في شوارع المدينة على حد سواء.

في أعقاب أعمال المذبحة، اعتقلت السلطات السوفييتية 400 رجلًا، وأعدت تهمًا جنائية لـ84 شخص، وحكم على إسماعيلوف، مجرب الأنابيب في واحدة من محطات سومغاييت الصناعية، بتهمة القتل المتعمد وكان أول من يحاكم من قبل المحكمة السوفييتية العليا في موسكو في مايو 1988.

وفي سبتمبر 1988، حكم على تسعة رجال، بما في ذلك إسماعيلوف الذي سجن 15 عامًا إضافة الى 33 عامًا حكم بها. وكانت أحكامًا أخرى أكثر قسوة، فقد أدين أحمد أحمدوف وحكم عليه بالإعدام لقيادة الشغب والمشاركة في قتل سبعة اشخاص.

وعلى الرغم من ذلك لم تتلقى هذه الجريمة التقييم السياسي والقانوني المناسب لها حيث أنه لم يتم فقط إطلاق سراح المنظمين والمنفذين الأوليين لهذه المذبحة إلا أننا ما نزال نرى حتى اليوم أنه لم يتم الكشف عن أسمائهم للعالم. وعلى الرغم من الواقع الذي يقول بأن كل شيء ممكن قد تم فعله من أجل إخفاء ظروف وملابسات هذه الجريمة التي تم ارتكابها في سومجايت وتشويه طبيعتها، فإن هناك قدر كافي من المستندات وتقارير الشهود والحقائق الأخرى التي تؤدي إلى إستنتاج واحد فقط هو أن هذه المذبحة كانت منظمة وتم تنفيذها على مستوى حكومي عالي المستوى.
هذه هي حقيقة مذبحة سومغاييت التي أودت بحياة عشرات العائلات الأرمنية المسالمة بشكل منظم وممنهج، تلك العائلات التي ساهمت بكل فناء وإخلاص في تطوير الصناعات والانتاج ليس في هذه المدينة فقط، بل في جمهورية أذربيجان بشكل عام. وجرت هذه العمليات الاجرامية الوحشية من قبل السلطات الأذرية، بدون شك، انتقامًا لمطالبة شعب إقليم “ناغورني كاراباخ” لتنفيذ حقه بتقرير مصيره.

ويدل على ذلك بشكل قاطع عمليات القتل والتصفية العرقية على نطاق واسع لاحقًا. وتلت مجزرة سومغاييت عشرات المذابح الأخرى ضد السكان الأرمن في باكو وكيروفاباط وغيرها، علاوة على تهجير نصف مليون أرمني من أذربيجان. والى تبرير عملياتها الوحشية ضد الأرمن تقوم السلطات الأذرية والقيادة السياسية منذ البداية وحتى الآن بكل السبل المتاحة بتشويه وتزييف الحقائق التاريخية ثم تقديم صورة معاكسة للمجتمع الدولي عن الأرمن وعن قضية “ناغورني كاراباخ”.

Share This