هاسميك قيومجيان ظاهرة فنية حلبية

حلب- سانا

هاسميك قيومجيان فنانة سورية متعددة المواهب فهي مغنية وممثلة مسرحية وتلفزيونية وفنانة تشكيلية وأستاذة في الطبخ إضافة إلى كونها فنانة في النحت تقوم بصنع أعمال مجسمات مستوحاة من الناس حيث تبرز من خلال منحوتاتها البشر واهتماماتهم وحرفهم المهنية.

بدات تجربتها في التمثيل مع المسرح الجامعي في حلب حيث بدات كما تقول من خلال المسرحيات الرحبانية بتقديم دور الفنانة القديرة فيروز او الفنانة جورجيت صايغ ثم انتقلت إلى المسرح القومي في الثمانينيات بادوار بطولية منها الغزاة والمدينة المليونيرة والرجل الذي حارب نفسه ويوم من زماننا وغيرها من الأعمال على حد تعبير هاسميك كما شاركت في عدد من المسلسلات وسهرات تلفزيونية مثل أمينة الصندوق وخان الحرير وفيلم وقائع العام المقبل وفيلم تراب الغرباء والمنعطف الذي سيعرض خلال رمضان المقبل.

أما في مجال الغناء فتقول هاسميك أن انطلاقتها كانت من خلال الحفلات الخاصة بجامعة حلب حيث كانت مطربة فرقة الجيل الجديد الثقافية للرقص الشعبي ومن خلالها شاركت في مهرجان جرش في عمان عام 1996 كما شاركت في مهرجان الاغنية السورية الرابع باغنيتين بعنوان صباح الخير وعدروب المحبوب من كلمات والحان الفنان الكبير زكي ناصيف كما سبق وسجلت بعض الأغاني في استديو فريد ابو الخير مهندس صوت المطربة فيروز في لبنان كما تضيف هاسميك.

إضافة إلى ذلك برعت هاسميك في الفن التشكيلي والرسم ودائما هناك جديد في أعمالها الأمر الذي يجعلها تتميز بالفرادة في نوعية ما تقدمه تقول بدات بالرسم التشكيلي في المرحلة الابتدائية من خلال الرسم والمجسمات والمعجونة ومن ثم طورت نفسي وشاركت بمعارض عديدة في فرنسا والسويد واليونان وعمان والأردن.

وتضيف لقد عملت في أعمالي على عالم الحلم الباطن واسعى لتجبيل تراب النسيان الذي يعشعش في ذاكرة الناس والمدينة التي تسعى لتغيير معالمها وازقتها في حين ان هناك نداءات في بائعيها واراجيلها وحماماتها وافرانها ومهنها الحرفية واليدوية كما اعمل على فكرة الاقنعة الملونة والموشاة والمنمقة المصنوعة من السراميك باحجام مختلفة ومتنوعة بحسب تنوع الوجوه البشرية كما انني لم أجعل الأقنعة قبيحة فأنا أريد أن أرى الناس باقنعة جميلة.

تعتبر هاسميك من أوائل الفنانين التشكيليين الذين رسموا على المخمل إذ أنها استخدمت تكنيكا خاصا يعتمد على الرسم على المخمل الأسود أو الأحمر حيث استخدم الكي بالنار بهدف تعميق الرسومات والتفريغ بالمقص لاحداث الفراغات المطلوبة ثم التلوين بالوان الزيت بعد ذلك التذهيب أو التفضيض للحواف أي استخدام لون الذهب والفضة واخيرا الكولاج القماشي الذي يضاف إلى اللوحة كما تقول.

وعن سبب تركيزها في مجسماتها على الإنسان والتراث الحلبي تقول هاسميك التراث هو هويتنا ما فعله اجددانا هو جذور لنا ويجب الحفاظ عليها لقد كان والدي نجارا وفنانا تشكيليا بنفس الوقت وقد تعلمت الكثير منه والمجسمات التي اعمل عليها تمثل أشخاصاً ومهناً مستوحاة من الأمثال الشعبية فأحياناً أجسد منجدا ينجد لحافا وبجانبه كيس من الصوف أو امرأة تخبز الخبز وحلواني بجانبه أواني الحلويات وهكذا كما أجسد المطبخ الحلبي والزي الشعبي أنا لا احبذ الابتعاد عن الواقع وأحاول من خلال مجسماتي تجسيد ما كنا نعيشه وأين أصبحنا الآن.. استخدم في فن المجسمات عجينة خاصة مكونة من الغراء والنشا والجلسيرين والزين والزرنيخ او الفورم لدهيد بحث اتمكن من خلال هذه المعجونة من محاكاة الناس البسطاء.

وتمكنت هاسميك من الجمع بين الغناء والتمثيل والفن التشكيلي من خلال تنظيم وقتها بشكل جيد ودقيق للاستفادة من الفرص وتعلم كل ماهو جديد وتقول اثناء معارضي كنت اخضع لدورات كثيرة لم تكن مناهجها متوفرة لدينا كما ان الاختلاف بين الفنون الثلاثة ساهم في اتقاني لها فكل منها مكمل للاخر ولكل منها رونق خاص به غير أن أهم شيء هو الابداع الذي لايتوقف عند محطة.

تحاول هاسميك أن يكون لديها رؤيتها الخاصة في كل ماتصنعه.. تلتقط موضوعاتها من مجموعة المشاهد التي تحتفظ فيها في ذاكرتها فتعكسها في تصميم تماثيلها بحيث تتفاعل المواضيع الثقافية والاجتماعية في صورة منحوتة او تمثال من السيراميك لايشبه عملاً أخر.

يشار إلى أن هاسميك قيومجيان أقامت العديد من المعارض الفردية في العالم منها معرض تراثنا وجذورنا في باريس ومعرض لمحات وزوايا منسية في فرنسا في مدينة ديجون وأقامت ثلاثة معارض في السويد في استكهولم وبرتوبوري ودرتاريا إلى جانب معارض في العاصمة الأردنية عمان ومعرض في اليونان بعنوان تراثنا وازياؤنا الشعبية.

كما شاركت في العديد من المهرجانات منها مهرجان الأغنية السورية والعربية ومهرجان بصرى والمحبة وجرش وبعلبك والاسماعيلية.

Share This