بناء الدولة في أرتساخ

جمهورية كاراباخ الجبلية هي دولة ملتزمة بالحرية والديمقراطية والاقتصاد الحر واحترام حقوق الإنسان. وكما جاء في المادة الأولى من دستور جمهورية كاراباخ الجبلية (10 كانون الأول 2006)، “جمهورية كاراباخ الجبلية هي دولة ديمقراطية ذات سيادة، تقوم على العدالة الاجتماعية، وسيادة القانون”.

وفي أيلول من عام 1991، وبعد سبعين عاماً من الانتهاكات من جانب أذربيجان السوفييتية، بالإضافة إلى الاضطهاد من قبل النظام السوفييتي، تحدى الشعب في كاراباخ القمع للتخلص من أغلال الاستعباد.

إنهم فخورون للتغلب على الصعاب لكي يكونوا قادرين على العيش بحرية تحت حكومة من اختيارهم، ويكونوا أسياد مصيرهم.

وفي يوم 8 كانون الثاني من عام 1992، انتخب المجلس الأعلى لجمهورية كاراباخ الجبلية عضو حزب الاتحاد الثوري أرتور مكردجيان كأول رئيس للبرلمان. بعد وفاته في 14 نيسان 1992، أصبح عضو حزب الاتحاد الثوري كيوركي بيدروسيان رئيساً لبرلمان كاراباخ بالنيابة.

في 28 كانون الأول من عام 1994، تبنى برلمان كاراباخ الجبلية قراراً لاشتراع منصب رئيس الجمهورية. وفي حضور مراقبين دوليين انتخبت الهيئة التشريعية روبرت كوتشاريان رئيساً مؤقتاً. وبعد ذلك بعامين، وفي 24 تشرين الثاني من عام 1996، أجريت الانتخابات الوطنية وأعيد انتخاب روبرت كوتشاريان رئيساً بالتصويت الشعبي، بحضور مراقبين دوليين. وبعد قبول روبيرت كوتشاريان بمنصب رئيس وزراء في أرمينيا، أجريت انتخابات رئاسية جديدة في آب 1997، وانتخب وزير الخارجية السابق أركادي غوكاسيان لمدة خمس سنوات. وشرع لخدمة فترة ولاية كاملة أخرى رئيساً للبلاد.

وخلال الانتخابات الرئاسية في 2007 في كاراباخ، انتخب باكو ساهاكيان بـ85 % من الأصوات، وهو الآن الرئيس الحالي لجمهورية كاراباخ الجبلية.

واليوم، تعتبر جمهورية كاراباخ الجبلية شريكاً جاداً وموثوق بها من قبل المجتمع الدولي. تلتزم جمهورية كاراباخ الجبلية بالسلام والاستقرار في منطقة جنوب القوقاز، وتسهم بالقيم العليا للديمقراطية والحرية واحترام حقوق الإنسان وحرياته. وعلى الرغم من آثار الحرب والحصار، أحرزت جمهورية كاراباخ الجبلية تقدماً مثيراً للإعجاب في طريقها إلى التعمير والتنمية الاقتصادية ما بعد الحرب، فضلاً عن كونها دولة ناجحة في بناء الديمقراطية. وأمام الدمار الهائل الناجم عن الحرب والحصار المستمر من قبل أذربيجان، أعادت كاراباخ بناء بنيتها التحتية بنجاح، وإصلاح اقتصادها إلى نظام السوق الحرة. خطت كاراباخ بخطوات متقدمة تثير الإعجاب في الاقتصاد، ما ينعكس على زيادة الاستثمارات الأجنبية وتحسين الازدهار الاجتماعي.

المصدر: كتيب “نحو قرار عادل ومنصف حول نزاع كاراباخ الجبلية”، منشورات الهيئة الوطنية الأرمنية- الشرق الأوسط، بيروت، 2012.

من سلسلة (30 مادة تاريخية وأرشيفية حول كاراباخ، بمناسبة الذكرى الـ30 لحركة كاراباخ) التي ينشرها موقع “أزتاك العربي” تباعاً.

Share This