أراكس باشايان تتوقع أن تصبح أرمينيا جزيرة آمنة تبدو جذابة بالنسبة للشرق الأوسط غير المستقر

 

أزتاك العربي- في حوار أجرته صحيفة (168.am) الأرمينية مع الخبيرة في شؤون الشرق الأوسط والخبيرة في معهد الدراسات الشرقية في أرمينيا د. أراكس باشايان.

وبالسؤال عن رأيها في السياسة الخارجية لأرمينيا التي تحدث عنها رئيس الوزراء الجديد نيكول باشينيان دون التطرق الى الشرق الأوسط، أجابت باشايان أنه من المفروض الحديث عن الشرق الأوسط، معربة عن أملها في إعادة النظر بالثغرات.

وقد جرى الحديث عن أولويات السياسة الخارجية لأرمينيا وقالت: “أعتقد أنه من الآن فصاعداً ينبغي أن يصبح التوجه للشرق الأوسط أولوية مميزة للسياسة الخارجية لأرمينيا، لأن أرمينيا تقع جغرافياً في القوقاز الجنوبي، ولكن في الحقيقة حضارياً تنتمي الى الشرق الأوسط”.

وحول واجبات الحكومة الجديدة حيال الأرمن في الشتات الأرمني في العالم، أشارت أراكس باشايان أن الأرمن لديهم تجربة كبيرة في التعامل والتعاون مع المجتمعات والنخب المختلفة الإيرانية والعربية والتركية. وأن الأرمن جزء أساسي من الفسيفساء في الشرق الأوسط. وبرأيها أنه على أرمينيا صياغة مصالحها واهتماماتها في الشرق الأوسط.

كما تحدثت باشايان عن تعاون أرمينيا مع دول الشرق الأوسط، مشيرة الى أن أرمينيا تتعاون مع ايران بشكل ناجح، ولديها علاقات تعاون مع سوريا ومصر ولبنان والكويت والامارات والعراق والأردن، وأن مواقف أرمينيا هي متوازنة حيال القضايا والنزاعات في الشرق الأوسط.

وتؤكد باشايان أنه ينبغي أن تكون العلاقات أوسع، وذلك يتطلب تعميف التعاون في المجالات البرلمانية والسياسية والعلمية والاقتصادية والثقافية والمعلوماتية وغيرها، لافتة الى أهمية تقديم أرمينيا في الاعلام العربي، قائلة “أن الأرمن يلعبون دوراً هاماً في تلك الدول، وكذلك في تعميق العلاقات بين أرمينيا وتلك البلدان”.

وأوضحت باشايان أن أرمينيا ليست لديها علاقات مع تركيا، والسعودية وباكستان اللتان تشترطان تسوية النزاع في كاراباخ في علاقاتهما مع أرمينيا. وأنه على أرمينيا أن تحاول كسر الحواجز والعمل في كافة الاتجاهات، معتبرة أن منظمة التعاون الإسلامي تؤثر على تلك الدول في اتخاذ مواقف حادة تجاه أرمينيا، وهي تستند للمعطيات الأذرية وتسير باتجاه اهتمامات أذربيجان، التي تسوّق لقضية كاراباخ في العالم الإسلامي.

أما عن آفاق التعاون بين أرمينيا ودول الشرق الأوسط، أوضحت أن التعاون مع منظمة الدول العربية جيدة، وأن أرمينيا هي من الدول الاستثنائية التي تملك صفة المراقب في تلك المنظمة. وقالت: “أرمينيا لديها ممثليات دبلوماسية في دول عربية تمر بحروب مثل سوريا والعراق، ولديها قنصلية في حلب.  ومن الممكن أن يكون لأرمينيا آفاق أكبر للتعاون مع الشرق الأوسط، وأظن أن أرمينيا ستصبح جزيرة آمنة ستبدو جذابة بالنسبة للشرق الأوسط غير المستقر. هناك إمكانية لدفع مجال السياحة الى الأمام، بالإضافة الى أنه ممكن لأرمينيا أن تكون مساحة جيدة في مجال العلوم تخلق فرص التوسط أمام الجميع”، مؤكدة على إمكانات أرمينيا الكبيرة في مجال الدراسات العربية والتركية والإيرانية من الناحية الأكاديمية.

كما تحدثت باشايان عن التجربة مع مركز الأهرام للأبحاث الاستراتيجية مؤخراً في إطار مؤتمر هام بعنوان “العلاقات الأرمينية العربية: من الإبادة الأرمنية حتى التحديات”، والذي عقد بجهود ودعم من الجالية الأرمنية بمصر والسفارة الأرمينية في القاهرة، حيث تمت مناقشة مسار الاعتراف بالابادة الأرمنية في مصر، وأفق تطور العلاقات الأرمينية العربية. وقالت: “لفتني أن الزملاء في مصر على اطلاع بالابادة الأرمنية ويعترفون بها على عدة مستويات، وتمت مناقشتها في الأطر الثقافية والتاريخية والقانونية. وتوصلنا الى نتيجة أن العلاقات الأرمنية العربية تملك إمكانات التطور، وينبغي ألا تكون مشروطة بالعنصر التركي. وبشكل عام فإن العلوم الأكاديمية ينبغي أن يكون لها دور هام في التعاون بين أرمينيا والشرق الأوسط “.

Share This