الوزيران الأرمنيان: تختلف الأسماء والتمثيل واحد

صابونجيان الخبز في يد الخباز ومانجيان إلى القفص الحكومي

بمثابرة الصناعي وحزم العسكري، و«شمسية» الطاشناك تتمثل الحكومة الميقاتية أرمنيا. فريج صابونجيان طبعة غير قابلة للتقليد في عالم الصناعة في لبنان وبانوس منجيان العميد العتيق الذي خدم المؤسسة العسكرية الأم لأكثر من 38 سنة.

حصل الحزب الأرمني الأعرق على ما طلب. حقيبتان يريد منهما «صناعة الدولة». الأسماء في القاموس الأرمني ليست بأهمية «تمثيل الخط والثوابت». «فالحزب يزخر بالكثير من الكفاءات ولكن لكل ظرف مرشحيه» يقول أمين عام الطاشناك هوفيك ماخيتاريان. ويتابع: «يتمتع الوزيران الأرمنيان الجديدان بحضور في طائفة الأرمن الأرثوذكس وفي المجتمع اللبناني عامة ولديهما الكفاءة اللازمة ونحن واثقون من قدرتهما على ترجمة سياسة الحزب والوصول بالحكومة الى بر الأمان بتضامن جميع مكوناتها».

«لا يموت ميّت للأرمن». تعليق رافق شيوع خبر توزير فريج أرداشيس صابونجيان. فمرشح الطاشناك والتيار الوطني الحر في انتخابات 2009 عن دائرة بيروت لا يزال يترك الأثر الكبير لدى كثيرين في «بصمة» من توقيعه في الحملات الانتخابية حينها. سواء من حيث الطلاقة في التعبير أو اتقانه اللهجة الخطابية وإمساكه بالنبض الشعبي بإحكام.
مدير ورئيس مجلس إدارة احدى شركات المطابخ الصناعية سيدخل وزارته دخول الفاتحين لأنه سيكون في عرينه. الخبز في يد الخبّاز. عناوين عدة في هوية وزير الصناعة الجديد. فهو لبناني أرمني ويحمل الجنسية الأميركية. أما «أمبراطوريته» الصناعية فمركزها في جل الديب وهو يشغل فيها منصب المدير ورئيس مجلس الإدارة منذ 46 عاما. كثيرون ممن أرادوا تهنئته عام 2009 استدركوا اليوم وفي مقدمهم رئيس الطائفة الأرمنية الأرثوذكسية في لبنان. والوزير، مهندس تبريد وكهرباء من جامعة ناشيونال تاكنيكال سكول الأميركية، يترأس منذ العام 2010 منصب رئيس المجلس الأعلى للطائفة. بالإضافة الى عضويته في جمعيات صناعية عدة محلية وعربية وعالمية.

أبراهام دده يان، وزير الصناعة السابق، لا يزال يشارك في إجتماعات كتلة نواب الأرمن كنائب ووزير سابق ولكنه أبلغ الحزب اعتذاره عن التوزير بسبب انشغالاته المتزايدة ما فتح الباب أمام آخرين لدخول الجنة الحكومية. فجاءت فرصة صابونجيان. الوزير الجديد «رسب» في امتحان النيابة منذ سنوات فكيف يتم اختياره وزيرا؟ يسأل البعض ويجيب الحزب: «لا صلة بين هذين الموضوعين فالحزب يعتمد المبدأ القائل بفصل النيابة عن الوزارة وأيا من نوابنا ليسوا مرشحين لتولي أي حقيبة وزارية». لغات الوزير الصناعي خماسية من الأرمنية الى العربية والإنكليزية والفرنسية والإيطالية والحزب يعول على ترجمة لغة في صلب الحكومة الميقاتية من «ضمن الثوابت الأرمنية القائمة أساسا على تفعيل الحوار بين الطوائف أولا لتنتشر بعدها الى بقية مكونات الوطن».

الوجه الأرمني الثاني يطل الى عالم الضوء للمرة الأولى. ملعبه الميدان العسكري. سيحمل بانوس منجيان «الدولة» في الحقيبة التي أسندت اليه. «لقد خدمت الوطن 38 سنة في المؤسسة العسكرية واليوم أنا مستعد لأخدمه من خلال هذه الوزارة» يقول العميد الركن الذي تقاعد منذ ستة أشهر وعشرة أيام بالتمام. لا ينكر أن «للمرء تطلعات» ولكن الهدف الأول هو خدمة الوطن «من أي موقع كنا». «بشرى» التوزير وصلت اليه في صندوقة «الإمكانية» منذ بضعة أيام الى أن تحولت يقينا منذ يومين وشاع خبر «الإسمين الأرمنيين» في «هشيم» الإعلام.

صاحب الرقم العسكري 750054 ضجّت دارته في بياقوت المتن بالمهنئين. هواتف ساكني الدار، الثابت والخلوي، منذ إعلان الولادة الميقاتية لم تصمت. «هاتف البنّوت لا يهدأ» على ما ينادي ابنته سوسي التي شكّل عرسها مساء الأحد فاتحة استحقاقات جميلة، على ما ترجوها عائلة منجيان. أبو العروس، الوزير الحديث، يجيب شخصيا على هاتفه شاكرا وموزعا التفاؤل. «أنا بطبيعتي متفائل في الحياة لأن التشاؤم هو الشؤم بحدّ ذاته». فمستقبل الحكومة العتيدة رهن الإرادة والعمل وما سيرشح عن اجتماعنا الأربعاء مع رئيس الحكومة.

في يوم الصورة التذكارية البيضاء ماذا سيحمل صاحب اختصاص المدرعات سابقا في الجيش؟ «سنرى كيف يمكننا أن نساهم في مشروع الحكومة من خلال موقعنا وأنا أتعهد أنني سأقوم بالمستحيل لخدمة الوطن». سيصعد العميد الركن المتقاعد الى بعبدا وعلى صدره ثلاثة عشر وساما يلمعون منذ العام 1982 وحتى 2010 من وسام «الحرب» الى وسام «الأرز الوطني من رتبة فارس» الى وسام الاستحقاق اللبناني درجة أولى» و«وسام الفخر العسكري من الدرجة الفضية» ووسام الوحدة الوطنية و«الأرز الوطني من رتبة كومندور… ومن المهمات غير الرسمية التي أوكل بها «المشاركة في تمرين قيادة وأركان مع القوات العربية السورية» عام 2002 وغيرها بالإضافة الى دورات دراسية تابعها داخل لبنان وخارجه كدورة الأركان في الولايات المتحدة الأميركية عام 1996. وتشير سيرته الذاتية الى اتقانه الفرنسية كلغة اولى تليها الإنكليزية ومن ثم الأرمنية. علما أن لبنانيته في الحديث لا غبار عليها.

الوزارة لن تغيّر الكثير في عائلة منجيان. «فالمناصب بتجي وبتروح ولكن علاقتنا كعائلة ستبقى كما هي». الإقامة بين المتن وزحلة وأما تاريخ ومحل ولادة منجيان ففي 03/12/1952 في بيروت. ترتسم ابتسامة الزوج والأب على محيا الوزير الستيني لدى حديثه عن عائلته وتحديدا قرينته سوسي التي أدخلها منذ يومين القفص الذهبي ليدخل هو القفص الحكومي نحو شهر يأمل أن يمتد «سنوات من العسل».

غراسيا بيطار

Assafir

Share This