آلة الدودوك الأرمنية

نالت آلة “دودوك” شعبيةً عالمية، كون صوتها الرخيم يدعو الى التعاطف من الغرب والشرق على حد سواء. واصبحت الافلام السينمائية تعتمد عليها، إذ يمكن التعبير بها عن حماسة الجندي، وتأمل الحاكم، وألم الانسان البسيط. ويعود الفضل في شهرتها الى الفنان الفذ جيفان كاسباريان. وادناه مقابلة معه.


كيف اخترت هذه الآلة من دون سواها؟

أحببت صوت هذه الآلة منذ أن كنت في الثامنة من عمري. وفي الحقيقة اسمها بالارمني “تسيرانابول”، ما يعني انبوب المشمش أو روح شجرة المشمش. وعزفت لنفسي وللاقارب. وهذه الآلة تشكل جوهر حياتي، وهي دائما في جيبي كتوأمي. فالظروف كانت حين ذاك صعبة، الحرب والجوع ووفاة والدتي. والمهم في الآداء العزف بالروح، والحفاظ على قيم الثقافة الراقية. واليوم أعزف مع حفيدي، وهو قبل كل شيء تلميذي، ولو كان يعزف بشكل سيء لما قمت بالعزف معه.


هل هناك آلات أخرى أردت العزف عليها؟ أو تجيد العزف عليها فعلا؟

لا توجد آلة لا أحبها. لكن قبل كل شيء، أحب الموسيقي الذي يتقن العزف. وحتى الشهادات في الكونسرفاتوار لا تصنع موسيقيا محترفا. فالجامعات تعلم الاداء وفق النوتات والعزف المتقن للمقطوعات الكلاسيكية. لكن عازف الالحان الشعبية لا يمكن تعليمه، إذ يعزف بروحه كالموسيقي المتنقل سيات نوفا.

سمعت أنك تصنع آلة الدودوك بنفسك. ما مدى تأثير ذلك على عزفك؟
صحيح، أصمم آلة الدودوك بنفسي، لأني أعرف أي نوعية وجمال ألحان أريد أن تصدرها. ولا أستطيع العزف على دودوك آخر. وهذه الآلة تتميز بصوت دافئ ورقيق يوفر الاحساس بالشاعرية والانفعال والقوة.

الموسيقي يوري باشميت يقول إنه لا يقترب من آلته المحببة حين يمرض أو يحزن، وحتى أن صوتها يزعجه! إذا كنت حزينا أو في مزاج سيء هل تفارق آلتك المحببة؟

بالعكس، أعزف عليها حين أكون في مزاج غير جيد. والموسيقى ليست هواية. إنها أمر جدي. وإنها تأتي من الموهبة التي يمنحها الرب للانسان. وحين أعزف اغمض عيني ولا أرى شيئا. أعزف بالقلب، وكيف تصدح الموسيقى لا أعرف. إنها كالتنفس.

ما سر شعبية الدودوك الكبيرة في العقد الاخير؟ وخاصة اعتماد أفلام هوليود على ألحانها؟

كل آلة لها صوت مميز. لكن أعتقد أن الدودوك آلة وحيدة يمكنها عزف جميع الالحان من الجاز الى الروك. والتعبير بواستطها عن المشاعر كافة، لأنها قديمة مثل تاريخ الشعب الارمني. أما الافلام التي عزفت لها أو ألفت الموسيقى لها، فهي كثيرة ـ تاريخية منها تتعلق بقصص الشعبين الروماني واليوناني، وأفلام الاثارة مثل “شفرة دا فينشي”.
يمكنكم الاستماع الى المقابلة في مادتنا المصورة المرفقة.

قناة روسيا اليوم

Share This