خاتشادوريان.. فنان أرمينيا

 

ولد المؤلف الموسيقي آرام خاتشادوريان في 6 يونيو 1903في تبليسي عاصمة جورجيا والتي كانت مركزا ثقافيا لكثير من شعراء وكتاب أرمن في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين.

كانت أسرته أرمينية فقيرة، وكان أبوه مالك محل لتجليد الكتب. وأمه كانت من قرية أخرى، خطبا كعادات تلك القرية قبل أن يعرف أحدهم الآخر. وأنجبا أربعة أولاد وفتاة واحدة.

كان آرام أصغر الأبناء. ومنذ نعومة أظافره ظهر عليه الاهتمام البالغ بالموسيقى التي انتشرت حوله.

في عام 1920، حينما أعلنت بلاده جمهورية سوفيتيية، زار الفتى جنبات أرمينيا كلها في رحلة برعاية فناني جورجيا وأرمينيا. وقد زاد ذلك من عزمه على دراسة الموسيقى. وبرغم أنه لم يدرس الموسيقى من قبل، فقد أظهر موهبة خاصة مكنته من الالتحاق بمهد جنيسين للموسيقى، حيث درس على يد سيرجي بيكوف ومن بعده أندريا بوريسياك. وفي عام 1925 بدأ في دراسة فن التأليف مع ميخائيل جنيسين.

عام 1929 انتقل إلى المعهد العالي لدراسة الموسيقى كونسرفتوار موسكو ليدرس على يد نيكولاي مياسكوفسكي وسيرجي فاسيلينكو. تخرج عام 1934 مؤلفا سيمفونيته الأولى.

تزوج آرام في 1933 الملحنة نينا ماكاروفا، زميلته في الصف. وفي العام 1951 أصبح استاذا في معهد جنيسن والمعهد البيداجوجي في موسكو وكونسرفتوار موسكو.

وفي نفس الوقت تقلد مناصب هامة في اتحاد المؤلفين، حيث أصبح أمينا عاما لفرع موسكو عام 1937، ثم نائب رئيس اللجنة المنظمة للملحنين السوفييت عام 1939. كان هذا العام الذي ألف فيه باليه السعادة الذي أعاد تشكيله إلى باليه غانايا الشهير.

انضم إلى اللجنة المركزية للحزب الشيوعي عام 1948، إلا أنه خسر أهميته في الحزب مؤقتا عام 1948 بسبب سيمفونيته الشعرية الثالثة، على الرغم من أن هذه السيمفونية كتبها خاتشاتوريان في تمجيد الشيوعية. وقال عنها فيما بعد لقد أردت أن يشعر الشعب السوفييتي بالفخر والسعادة بوطنهم العظيم.

يرجح أن عدم إدراج خاتشاتوريان إشارات لأفضال السلطة القائمة هو السبب أن جهوده لم تؤت أكلها.
أندريا زدانوف، السكرتير العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي وقتها أعلن عام 1948 أن العمالقة الثلاثة خاتشاتوريان وبروكوفييف وشستاكوفيتش وغيرهم هم من المؤلفين غير ذوي الشعبية، وأرغمهم على الاعتذار العلني. أثرت هذه الأحداث عليه حيث يقول هذه الأيام كانت مليئة بالحزن. أحسست بالظلم. لقد تم تدميري وسحقي وفكرت جديا في تغيير مهنتي. عاد إلى مكانته الرسمية والعامة سريعا. وحصل بعدها على العديد من الجوائز منها أربعة جائزة ستالين (1941، 1943، 1946، 1950) وجائزة لينين(1959) وجائزة الاتحاد السوفييتي (1971)، وبعدها لقب بطل الشعب السوفيتيي (1973). عاد إلى منصب أمين اتحاد المؤلفين. وتوفي في الأول من مايو 1978، عن خمسة وسبعين عامًا. وتتنوع أعماله في مدى واسع من التنويعات الفنية الثرية. بينها باليهات وسيمفونيات وكونشرتوهات والعديد من الموسيقى التصويرية لأفلام. كتب آرام كونشرتو للفيولينة وآخرين للبيانو والتشيلو، والعمل الأكثر شهرة له باليه جياني وبآخره القطعة الموسيقية الشهيرة الرقصة الوحشية. كما كتب اعمالا عديدة لسولو البيانو منها توسكاتا. واهتم بموسيقى الأطفال وألف العديد من الكتب ذات المقطوعات التعليمية القصيرة. واستخدمت موسيقاه في العديد من الأعمال التلفزيونية القديمة والحديثة. ومن أشهر أعماله رقصة السيوف التي لها حياة خاصة تتجسد مثل أغاني البوب، وباليه سبارتكوس الذي يروي ثورة العبيد الشهيرة ضد الرومان. ظهر كقائد أوركسترا في العديد من دول أوروبا وأميركا، وتميزت موسيقاه بالحيوية وإحياء الفلكلور الأرمني، واعتبرته الأمم المتحدة واحدًا من أهم مؤلفي الموسيقى ذائعي الصيت في القرن العشرين.

شريف صالح

النهار الكويتية

Share This