مانوجيان مكرماً في عنجر: لجيراني أولوية مطلقة في الإنماء

تحرص الطائفة الارمنية في قضاء زحلة في كل مناسبة بقاعية ان يكون لها دور ومشاركة، تحت عنوان مفاده ان هذه الطائفة وبلدة عنجر التي تعد أكبر تجمع لأبناء هذا الطائفة اللبنانية في قضاء زحلة، هي جزء أساسي من النسيج اللبناني عموما والبقاعي خصوصا.

في خضم التجاذب والصراع الطائفي والمذهبي الذي عاشته قرى قضاء زحلة، نأت عنجر بنفسها عن هذا الصراع إلا انها لم تكن بعيدة عن التواصل بين الافرقاء لتذليل العقبات والمشاكل لان النيران عند الجيران من المحرمات.

تمثل أكثر ما عانته عنجر في الفترة السابقة في حماوة التمذهب والتعصب والخلاف السياسي، إلا انها حصنت علاقاتها مع الجوار، وخصوصا مجدل عنجر، حيث يؤكد رئيس بلديتها سامي العجمي على وحدة المصير والمسار الواحد. يتحدث العجمي عن علاقات تاريخية بين مجدل عنجر وعنجر، ولا يمكن أياً كان ان يفرق بين الاهالي في البلدتين.

بالامس وفي حفل تكريم بلدة عنجر لابنها وزير الدولة العميد الركن المتقاعد بانوس مانوجيان، تحول الاحتفال الذي شارك فيه مختلف التيارات والتوجهات الطائفية والمذهبية البقاعية الى رسالة ومناسبة عنوانها الانفتاح والتواصل بين الجوار.

الى جانب بلدية عنجر ومخاتيرها وفعاليتها الدينية والحزبية، كان يقف في الاستقبال كثير من الشخصيات ورؤساء البلديات مهنئين بانوس الذي أكد أن الأولوية لإنماء الجيران على اختلاف طوائفهم ومذاهبهم وتوجهاتهم الحزبية. وأكد مانوجيان ان إنماء جيران عنجر هي الاولوية فالاقربون أولى بالمعروف.

وقال مانوجيان «أتيت الى الوزارة ممثلا ومسميا من قبل حزب «الطاشناق» وممثلا له وللطائفة الارمنية الارثوذكسية، ولكن سأحاول المستحيل أن أعمل من خلال وظيفتي كوزير دولة لمصلحة الكل، وأنا كابن عنجر عندي جيراني أولوية مطلقة.

الحفل مثل انتصارا كبيرا وفق ما يؤكد رئيس البلدية غارو بامنبوكيان الذي يصفه الجوار بأنه رئيس توافقي لكل البلدات المجاورة من خلال خريطة طريقه التي يحرص فيها على المشاركة في أي مناسبة في مجدل عنجر أو الصويري وزحلة وكفرزبد. وكان لافتا للانتباه أن ينضم الى وفود هذه القرى في مطالباتها في الانماء والسياسة وحتى المشاركة في أي تحرك مطلبي.

بعد تسلم بامنبوكيان مهامه أطلق دعوة للتواصل والتقارب تمثلت بزيارة لبلدية مجدل عنجر، مؤكدا ايضا على المصير والمسار الواحد بين البلدتين، كما تواصل مع اتحاد بلديات البقاع الاوسط الذي يرأسه رئيس بلدية قب الياس فياض حيدر.

“عنجر هي جزء أساسي من النسيج اللبناني عموما والبقاعي خصوصا منذ النشأة والولادة”، وفق ما يقول جورج بوشكيان الذي يتحدث عن سجلات نفوس لمواطنين أرمن لبنانيين في مختلف القرى البقاعية من عنجر الى زحلة وتعلبايا ورياق وشتورا.
في جعبة بوشكيان الكثير من الامثلة التي توثق العلاقات التاريخية بين أهالي عنجر وجوارهم، فالانفتاح القائم منذ زمن هو مكسب كبير لهذه البلدة التي باتت عاصمة البقاع السياحية وتستقبل في ربوعها على مدى أيام الاسبوع كل الوافدين اليها، ان كان من أقصى الشمال في بعلبك الى أقصى البقاع الغربي وراشيا.

سامر الحسيني

السفير

Share This